Fx Forsa

الرئيسيةالأخبار الأقتصادية‏كيف يُكافئ الصبر المستثمرين في سوق الأسهم؟

‏كيف يُكافئ الصبر المستثمرين في سوق الأسهم؟

-

‏كيف يُكافئ الصبر المستثمرين في سوق الأسهم؟

الكاتب:

{pubdate}

“بالنسبة لي الفترة المفضلة للاحتفاظ بالأسهم هي للأبد”.. هكذا أجاب المستثمر الشهير “وارين بافيت” عن سؤال حول الفترة التي يراها مناسبة للاحتفاظ بالأسهم وعدم التفريط فيها، معتبرًا أن السوق هو مكان لنقل الثروات ممن لا يتمتعون بالصبر إلى من يتمتعون به.

فالصبر في التداول يبدأ من لحظة اتخاذ القرار بالدخول في صفقة، مرورًا بمرحلة الانتظار حتى تنضج الصفقة، وانتهاءً بالخروج في الوقت المناسب، والمتداولون الذين يلتزمون بخططهم ويقاوِمون الإغراءات اللحظية يحققون نتائج أفضل على المدى الطويل.

قوة العائد المركب

العائد المركب هو عملية إعادة استثمار الأرباح لتوليد أرباح إضافية، فكلما طالت فترة الاستثمار، زادت قوة هذا التأثير. على سبيل المثال، إذا استثمرت 10,000 ريال بعائد سنوي 7%، فإن المبلغ سيصل إلى حوالي 19,671 ريالًا خلال 10 سنوات، لكنه سيقفز إلى أكثر من 76,000 ريال خلال 30 سنة.

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

ومن ضمن الأمثلة اللافتة لمتداول صغير لكنه ناجح للغاية باعتماده على الصبر، هو “رونالد ريد” الذي توفي عام 2022 وترك ثروة من 8 ملايين دولار جمعها من التداول في سوق الأسهم فقط.

وكان “ريد” رجلًا بسيطًا من ولاية فيرمونت الأمريكية، كان عاملاً في محطة وقود ثم موظفاً في مخزن متجرٍ للبقالة، لم يكن لديه دخل مرتفع، بل يمكن القول إنه اعتمد على الحد الأدنى من الدخل في أمريكا لفترة طويلة من حياته، لكنه كان شديد الانضباط في الإنفاق، واستثمر بهدوء في الأسهم على مدى عقود.

وتنوعت استثمارات “ريد” بين شركات مثل “إيه تي أند تي” و”بركتر أن جامبل” و”جي بي مورجان”، واللافت هنا أنه جمع بين شركات تتميز بقدرتها على النمو المستمر، وتقوم بتوزيع الأرباح أيضًا، وكثيرًا ما أعاد استثمار توزيعات الأرباح لشراء أسهم جديدة في الشركات نفسها ولتنمية رأس ماله بشكل مستمر، ولم يكن يتداول بشكل نشط، بل كان يشتري الأسهم ويحتفظ بها لعقود.

استثمار قليل المخاطر وناجح

أما “آن شايبر” فكانت موظفة بسيطة في مصلحة الضرائب الأمريكية، تقاعدت في الخمسينيات من عمرها بمبلغ لا يتجاوز 5,000 دولار، وبدأت في استثمار هذا المبلغ في الأسهم في ستينيات القرن الماضي، واتبعت استراتيجية الشراء والاحتفاظ، مع التركيز على الشركات ذات النمو المستقر والأرباح الموزعة، ووصلت خلال 30 عامًا إلى ثروة تخطت مليوني دولار.

وبالطبع فإن المستثمر الأشهر في هذا الإطار هو “بافيت” نفسه، ففي عام 1988، اشترى أسهمًا في شركة كوكاكولا بقيمة 1.3 مليار دولار. لم تكن الصفقة مغرية من حيث النمو السريع، لكنها كانت مبنية على أسس قوية: علامة تجارية عالمية، أرباح مستقرة، وتوزيعات أرباح منتظمة، بعد أكثر من 35 عامًا، تجاوزت قيمة هذا الاستثمار 25 مليار دولار، دون احتساب الأرباح الموزعة.

يلاحظ هنا أن “بافت” يواصل الاحتفاظ بأسهم “كوكاكولا” بينما بدأ التخلي عن أسهم “أبل” عندما رأى أن أساسيات الشركة من ولاء عملاء وذكاء اصطناعي وغيرها تواجه تحديات، أي أن منطق “الاحتفاظ للأبد” هو رغبة أكيدة ما لم تتغير الأسس التي تم اقتناء الأسهم بناء عليها.

أما “كريس سكايلز”، فهو موظف عادي في التسعينيات، استثمر مبلغًا صغيرًا لا يتجاوز 7 آلاف دولار في شركة أمازون في بداياتها، وعلى الرغم من بدايات الشركة العادية أو حتى المحبطة، احتفظ بأسهمه فيها، حتى رغم تقلبات السوق، بما في ذلك انفجار فقاعة الإنترنت في عام 2000، بعد أكثر من 20 عامًا، أصبحت استثماراته تساوي ملايين الدولارات.

فـ”سكايلز” اشترى أسهم “أمازون على سعر متوسط 0.21 دولار خلال عام 1997، بينما وصل سعر السهم في نهاية تداول الأسبوع الأول ليوليو 2025 إلى 225 دولارًا، أي أنه حقق عائدًا إجماليًا 107142%، بما يؤشر أن السبعة آلاف دولار كونت محفظة تتخطى قيمتها 7 ملايين دولار في الوقت الحالي “ناهيك عن تقسيم السهم عدة مرات لا سيما عام 2022 بنسبة 20 إلى 1”.

الألف دولار “السحرية”

ويعد “بيل أكمان” مدير صندوق التحوط “بيرشينج سكوير” (Pershing Square)، أحد أهم المتداولين الذين يعرف عنهم الاعتماد على ما يُعرف بالأسلوب “النشط الصبور”، حيث نجح في الفترة من 2003 إلى 2021، في تحقيق عائد سنوي مركب بلغ 17.1%، متفوقًا على مؤشر “ستاندرد أند بورز” الذي حقق 10.2% فقط.

ومن أبرز الأمثلة على استثمارات “أكمان” الناجحة قيامه في عام 2011 باستثمار 60 مليون دولار في شركة “جنرال جروث بروبيريتيز” التي كانت على وشك الإفلاس، وخرج منها بعد سنوات قليلة بعائد بلغ 1.6 مليار دولار (عائد 2567%).

“أكمان” لا يبيع بسرعة، بل ينتظر حتى تتحقق رؤيته بالكامل، وهو ما يتطلب صبرًا استراتيجيًا، ولكن أسلوب استثماراته يتضمن شراء حصص مؤثرة في الشركات التي يستهدفها بحيث يستطيع توجيهها بالطريقة التي يراها ملائمة، وهي طريقة فعالة لكنها تستلزم رأس مال كبير وقدرة على الإقناع فضلًا عن مخاطر المعارضة للتغيير في الشركات التي يستثمر بها.

وبعيدًا عن هؤلاء المستثمرين فإن أي متداول استثمر مبلغًا بسيطًا قدره ألف دولار في شركة “وول مارت” في أغسطس 1982، فإنه كان ليصبح مليونيرا في 2022، والأمر نفسه لمن استثمر ألف دولار في “نتفليكس” ولكن في عام 2003، وكذلك هو الأمر مع من استثمر ألف دولار في مايكروسوفت عام 1990، ومن اشترى أسهمًا بألف دولار في أبل عام 2002.

الصبر “السيئ”

والشاهد أن “الصبر” في السوق يجب ألا يتحول لاستحواذ سلبي على الأسهم دون تنبه للتغيرات التي تطرأ على الشركة، ومن ذلك خسارة متداول لـ95% من رأسماله الذي استثمره في شركة “بلاك بيري” عام 2008، حيث اشترى السهم بسعر 147 دولارًا وباعه بسعر 5 دولارات فحسب في 2024.

فالشاهد أنه اشترى السهم في 2008 عندما كان جوال “بلاك بيري” الشهير وقتها يبدأ رحلته في التراجع أي أنه اشترى السهم في ذروته ليواصل الانحدار بعدها لأسباب منطقية للغاية، أهمها تدهور الوضع التنافسي والتراجع الحاد المستمر في الحصة السوقية للجوال، لذا فإن هذا الأمر ليس صبرًا ولكنه احتفاظ مطول غير مطلوب.

و”بافيت” نفسه ارتكب خطأ “الصبر السيئ” حيث قرر الاستحواذ على شركة “ديكسشر شو” في عام 1993، وهي شركة أمريكية لصناعة الأحذية كانت آنذاك تحقق أرباحًا جيدة وتتمتع بسمعة قوية في السوق المحلي، وكان المستثمر الشهير يعتقد أن الشركة تمتلك ما يسميه “خندقًا اقتصاديًا”، أي ميزة تنافسية مستدامة تحميها من المنافسين.

لكن الصفقة اتضح لاحقًا أنها كانت واحدة من أكبر أخطائه الاستثمارية، فقد ارتكب “بافيت” خطأين قاتلين: الأول، أنه دفع ثمن الصفقة بأسهم من شركته”بيركشاير هاثاواي”بدلًا من الدفع نقدًا. والثاني، أنه أساء تقدير المنافسة الأجنبية، خاصة من الصين، التي بدأت في غزو السوق الأمريكي بأحذية أرخص بكثير وأكثر قدرة على المنافسة.

من الناحية الرقمية، كانت الصفقة كارثية، فقد دفع “بافيت”25,203 أسهم من أسهم “بيركشاير هاثاواي” مقابل الشركة، وكان سعرها آنذاك يعادل433 مليون دولار، لو أنه احتفظ بهذه الأسهم بدلًا من استخدامها في الصفقة، لكانت قيمتها اليوم (بحلول عام 2025) قد بلغت قرابة 18 مليار دولار.

بالتالي، لم تكن الخسارة فقط في انهيار الشركة، بل فيالفرصة الضائعةالناتجة عن التخلي عن أسهم بيركشاير التي تضاعفت قيمتها بشكل هائل على مدار العقود التالية.

وبعيدًا عن الاحتفاظ السلبي بالأسهم والذي وضحنا كيف يختلف عن الصبر المطلوب، فإن أدق تعبير على قيمة الصبر قاله أيضًا “وارين بافيت” : “أحدهم يجلس في الظل اليوم لأن شخصًا ما زرع شجرة منذ وقت طويل”.

المصادر: أرقام- نيويورك تايمز- وول ستريت جورنال- فوربس- سي.إن.بي.سي

اقرأ الخبر من المصدر

مختارات التحليل والأخبار الأقتصادية

أخر الأخبار

- Advertisement -spot_img

‏كيف يُكافئ الصبر المستثمرين في سوق الأسهم؟

الكاتب:

{pubdate}

“بالنسبة لي الفترة المفضلة للاحتفاظ بالأسهم هي للأبد”.. هكذا أجاب المستثمر الشهير “وارين بافيت” عن سؤال حول الفترة التي يراها مناسبة للاحتفاظ بالأسهم وعدم التفريط فيها، معتبرًا أن السوق هو مكان لنقل الثروات ممن لا يتمتعون بالصبر إلى من يتمتعون به.

فالصبر في التداول يبدأ من لحظة اتخاذ القرار بالدخول في صفقة، مرورًا بمرحلة الانتظار حتى تنضج الصفقة، وانتهاءً بالخروج في الوقت المناسب، والمتداولون الذين يلتزمون بخططهم ويقاوِمون الإغراءات اللحظية يحققون نتائج أفضل على المدى الطويل.

قوة العائد المركب

العائد المركب هو عملية إعادة استثمار الأرباح لتوليد أرباح إضافية، فكلما طالت فترة الاستثمار، زادت قوة هذا التأثير. على سبيل المثال، إذا استثمرت 10,000 ريال بعائد سنوي 7%، فإن المبلغ سيصل إلى حوالي 19,671 ريالًا خلال 10 سنوات، لكنه سيقفز إلى أكثر من 76,000 ريال خلال 30 سنة.

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

ومن ضمن الأمثلة اللافتة لمتداول صغير لكنه ناجح للغاية باعتماده على الصبر، هو “رونالد ريد” الذي توفي عام 2022 وترك ثروة من 8 ملايين دولار جمعها من التداول في سوق الأسهم فقط.

وكان “ريد” رجلًا بسيطًا من ولاية فيرمونت الأمريكية، كان عاملاً في محطة وقود ثم موظفاً في مخزن متجرٍ للبقالة، لم يكن لديه دخل مرتفع، بل يمكن القول إنه اعتمد على الحد الأدنى من الدخل في أمريكا لفترة طويلة من حياته، لكنه كان شديد الانضباط في الإنفاق، واستثمر بهدوء في الأسهم على مدى عقود.

وتنوعت استثمارات “ريد” بين شركات مثل “إيه تي أند تي” و”بركتر أن جامبل” و”جي بي مورجان”، واللافت هنا أنه جمع بين شركات تتميز بقدرتها على النمو المستمر، وتقوم بتوزيع الأرباح أيضًا، وكثيرًا ما أعاد استثمار توزيعات الأرباح لشراء أسهم جديدة في الشركات نفسها ولتنمية رأس ماله بشكل مستمر، ولم يكن يتداول بشكل نشط، بل كان يشتري الأسهم ويحتفظ بها لعقود.

استثمار قليل المخاطر وناجح

أما “آن شايبر” فكانت موظفة بسيطة في مصلحة الضرائب الأمريكية، تقاعدت في الخمسينيات من عمرها بمبلغ لا يتجاوز 5,000 دولار، وبدأت في استثمار هذا المبلغ في الأسهم في ستينيات القرن الماضي، واتبعت استراتيجية الشراء والاحتفاظ، مع التركيز على الشركات ذات النمو المستقر والأرباح الموزعة، ووصلت خلال 30 عامًا إلى ثروة تخطت مليوني دولار.

وبالطبع فإن المستثمر الأشهر في هذا الإطار هو “بافيت” نفسه، ففي عام 1988، اشترى أسهمًا في شركة كوكاكولا بقيمة 1.3 مليار دولار. لم تكن الصفقة مغرية من حيث النمو السريع، لكنها كانت مبنية على أسس قوية: علامة تجارية عالمية، أرباح مستقرة، وتوزيعات أرباح منتظمة، بعد أكثر من 35 عامًا، تجاوزت قيمة هذا الاستثمار 25 مليار دولار، دون احتساب الأرباح الموزعة.

يلاحظ هنا أن “بافت” يواصل الاحتفاظ بأسهم “كوكاكولا” بينما بدأ التخلي عن أسهم “أبل” عندما رأى أن أساسيات الشركة من ولاء عملاء وذكاء اصطناعي وغيرها تواجه تحديات، أي أن منطق “الاحتفاظ للأبد” هو رغبة أكيدة ما لم تتغير الأسس التي تم اقتناء الأسهم بناء عليها.

أما “كريس سكايلز”، فهو موظف عادي في التسعينيات، استثمر مبلغًا صغيرًا لا يتجاوز 7 آلاف دولار في شركة أمازون في بداياتها، وعلى الرغم من بدايات الشركة العادية أو حتى المحبطة، احتفظ بأسهمه فيها، حتى رغم تقلبات السوق، بما في ذلك انفجار فقاعة الإنترنت في عام 2000، بعد أكثر من 20 عامًا، أصبحت استثماراته تساوي ملايين الدولارات.

فـ”سكايلز” اشترى أسهم “أمازون على سعر متوسط 0.21 دولار خلال عام 1997، بينما وصل سعر السهم في نهاية تداول الأسبوع الأول ليوليو 2025 إلى 225 دولارًا، أي أنه حقق عائدًا إجماليًا 107142%، بما يؤشر أن السبعة آلاف دولار كونت محفظة تتخطى قيمتها 7 ملايين دولار في الوقت الحالي “ناهيك عن تقسيم السهم عدة مرات لا سيما عام 2022 بنسبة 20 إلى 1”.

الألف دولار “السحرية”

ويعد “بيل أكمان” مدير صندوق التحوط “بيرشينج سكوير” (Pershing Square)، أحد أهم المتداولين الذين يعرف عنهم الاعتماد على ما يُعرف بالأسلوب “النشط الصبور”، حيث نجح في الفترة من 2003 إلى 2021، في تحقيق عائد سنوي مركب بلغ 17.1%، متفوقًا على مؤشر “ستاندرد أند بورز” الذي حقق 10.2% فقط.

ومن أبرز الأمثلة على استثمارات “أكمان” الناجحة قيامه في عام 2011 باستثمار 60 مليون دولار في شركة “جنرال جروث بروبيريتيز” التي كانت على وشك الإفلاس، وخرج منها بعد سنوات قليلة بعائد بلغ 1.6 مليار دولار (عائد 2567%).

“أكمان” لا يبيع بسرعة، بل ينتظر حتى تتحقق رؤيته بالكامل، وهو ما يتطلب صبرًا استراتيجيًا، ولكن أسلوب استثماراته يتضمن شراء حصص مؤثرة في الشركات التي يستهدفها بحيث يستطيع توجيهها بالطريقة التي يراها ملائمة، وهي طريقة فعالة لكنها تستلزم رأس مال كبير وقدرة على الإقناع فضلًا عن مخاطر المعارضة للتغيير في الشركات التي يستثمر بها.

وبعيدًا عن هؤلاء المستثمرين فإن أي متداول استثمر مبلغًا بسيطًا قدره ألف دولار في شركة “وول مارت” في أغسطس 1982، فإنه كان ليصبح مليونيرا في 2022، والأمر نفسه لمن استثمر ألف دولار في “نتفليكس” ولكن في عام 2003، وكذلك هو الأمر مع من استثمر ألف دولار في مايكروسوفت عام 1990، ومن اشترى أسهمًا بألف دولار في أبل عام 2002.

الصبر “السيئ”

والشاهد أن “الصبر” في السوق يجب ألا يتحول لاستحواذ سلبي على الأسهم دون تنبه للتغيرات التي تطرأ على الشركة، ومن ذلك خسارة متداول لـ95% من رأسماله الذي استثمره في شركة “بلاك بيري” عام 2008، حيث اشترى السهم بسعر 147 دولارًا وباعه بسعر 5 دولارات فحسب في 2024.

فالشاهد أنه اشترى السهم في 2008 عندما كان جوال “بلاك بيري” الشهير وقتها يبدأ رحلته في التراجع أي أنه اشترى السهم في ذروته ليواصل الانحدار بعدها لأسباب منطقية للغاية، أهمها تدهور الوضع التنافسي والتراجع الحاد المستمر في الحصة السوقية للجوال، لذا فإن هذا الأمر ليس صبرًا ولكنه احتفاظ مطول غير مطلوب.

و”بافيت” نفسه ارتكب خطأ “الصبر السيئ” حيث قرر الاستحواذ على شركة “ديكسشر شو” في عام 1993، وهي شركة أمريكية لصناعة الأحذية كانت آنذاك تحقق أرباحًا جيدة وتتمتع بسمعة قوية في السوق المحلي، وكان المستثمر الشهير يعتقد أن الشركة تمتلك ما يسميه “خندقًا اقتصاديًا”، أي ميزة تنافسية مستدامة تحميها من المنافسين.

لكن الصفقة اتضح لاحقًا أنها كانت واحدة من أكبر أخطائه الاستثمارية، فقد ارتكب “بافيت” خطأين قاتلين: الأول، أنه دفع ثمن الصفقة بأسهم من شركته”بيركشاير هاثاواي”بدلًا من الدفع نقدًا. والثاني، أنه أساء تقدير المنافسة الأجنبية، خاصة من الصين، التي بدأت في غزو السوق الأمريكي بأحذية أرخص بكثير وأكثر قدرة على المنافسة.

من الناحية الرقمية، كانت الصفقة كارثية، فقد دفع “بافيت”25,203 أسهم من أسهم “بيركشاير هاثاواي” مقابل الشركة، وكان سعرها آنذاك يعادل433 مليون دولار، لو أنه احتفظ بهذه الأسهم بدلًا من استخدامها في الصفقة، لكانت قيمتها اليوم (بحلول عام 2025) قد بلغت قرابة 18 مليار دولار.

بالتالي، لم تكن الخسارة فقط في انهيار الشركة، بل فيالفرصة الضائعةالناتجة عن التخلي عن أسهم بيركشاير التي تضاعفت قيمتها بشكل هائل على مدار العقود التالية.

وبعيدًا عن الاحتفاظ السلبي بالأسهم والذي وضحنا كيف يختلف عن الصبر المطلوب، فإن أدق تعبير على قيمة الصبر قاله أيضًا “وارين بافيت” : “أحدهم يجلس في الظل اليوم لأن شخصًا ما زرع شجرة منذ وقت طويل”.

المصادر: أرقام- نيويورك تايمز- وول ستريت جورنال- فوربس- سي.إن.بي.سي

اقرأ الخبر من المصدر

Must Read

- Advertisement -spot_img

Editor Picks

هل تحتاج مساعدة لاختيار الباقة الأنسب لك؟