بعد هيمنة شركتين فقط .. كيف تتزايد المنافسة في سوق أدوية إنقاص الوزن حول العالم؟
الكاتب:
{pubdate}
تزايدت شعبية أدوية إنقاص الوزن أو علاج السمنة في السنوات الأخيرة حول العالم وخاصة في الولايات المتحدة، لذلك يتوقع “مورجان ستانلي” وصول قيمة السوق إلى 150 مليار دولار في ذروتها عام 2035، بعدما بلغت مبيعات السوق 15 مليار دولار في 2024.
طرح “أوزمبيك”
استمر تفوق الدنماركية “نوفو نورديسك” لسنوات بسبب دواء السكري “أوزيمبيك” الذي وصفه الأطباء بأنه “مغير لقواعد اللعبة”، إذ أدى عندما طرح في الأسواق أواخر 2017، إلى فقدان كبير للوزن وسرعان ما اكتسب شعبية واسعة خاصة بفضل استخدامه بين المشاهير.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
تراجع مكانة “نوفو نورديسك”
أحدث الدواء تحولاً في قطاع الرعاية الصحية ودعم سهم الشركة بصورة كبيرة، لكن انخفض سعر سهم “نوفو نورديسك” بأكثر من 50% هذا العام، وغادرت قائمة أعلى عشر شركات من حيث القيمة السوقية في أوروبا، خاصة بعدما بدت عاجزة عن مواكبة المنافسة من شركة الأدوية الأمريكية “إيلي ليلي” وانتشار النسخ المقلدة الأرخص سعرًا.
تحذير
أعلنت الشركة عن مبيعات عالمية بلغت 24 مليار دولار في الأشهر الستة الأولى من هذا العام، رغم ذلك أكد توقعها تباطؤ النمو في بقية العام، وفي نتائج أعمال الربع الثاني، حذرت “نوفو نورديسك” من أن النسخ المقلدة من أدوية السمنة والسكري التي تنتجها في أمريكا تعيق مبيعات أدويتها.
بداية النقص في السوق
في عام 2021 بدأت الشركة في بيع دواء “ويغوفي” الذي يسوق خصيصًا لفقدان الوزن، لكن الطلب كان مرتفعًا لدرجة أن الشركة واجهت صعوبة في تلبية الطلب، وأوضح “راجيش كومار” المحلل لدى “إتش إس بي سي” أن هذا النقص فتح الباب أمام مشاكل جمة.
حل لمعالجة النقص
يسمح القانون الفيدرالي الأمريكي – لضمان توافر الأدوية التي تواجه نقصًا – للشركات بإنتاج نسخ من الأدوية الحاصلة على براءة اختراع من خلال عملية خلط المكونات أو ما يسمى بالتركيب.
نسخ مقلدة
ثم أعلنت إدارة الغذاء والدواء هذا العام انتهاء النقص وطالبت منتجي وبائعي أدوية إنقاص الوزن المقلدة بالتوقف عن العمل، لكن نفت “نوفو نورديسك” ذلك، وواصل مصنعو التركيبات تقديم ما يسمونه نسخًا مخصصة من الأدوية، مما يقلل حصة الشركة في السوق ويجبرها على خفض توقعات المبيعات والأرباح.
منافسة “إيلي ليلي”
بعد أربع سنوات ونصف من طرح “أوزيمبيك” في الأسواق، ظهر منافس جديد وهو “مونجارو” من “إيلي ليلي” وهو الاسم التجاري لـ “تيرزيباتيد” وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري، وأثبت فعالية أكبر مما أدى لفقدان وزن أكبر في التجارب السريرية، ووجدت الشركة طرقًا لتوصيل منتجها للمستهلكين بتكلفة أقل، ومنافسة النسخ المقلدة المركبة.
“نوفونورديسك” و”إيلي ليلي” تهيمنان على سوق أدوية إنقاص الوزن
الدواء
الشركة
الحصة السوقية
أوزيمبيك
نوفو نورديسك
%31.5
مونجارو
إيلي ليلي
%23.4
ويغوفي
نوفو نورديسك
%16.5
زيبوند
إيلي ليلي
%11.6
تروليسيتي
إيلي ليلي
%8.4
ريبلسوس
نوفو نورديسك
%6.0
فيكتوزا
نوفو نورديسك
%1.1
ساكسيندا
نوفو نورديسك
%1.6
الأقراص كبديل للحقن
أظهرت حبوب “أورفورغليبرون” لإنقاص الوزن من “إيلي ليلي” نتائج واعدة في المراحل الأخيرة من التجارب السريرية، إذ تؤدي لفقدان وزن مماثل لحقن الشركة الدنماركية، بينما تؤدي أقراص “نوفو نورديسك” التي تتناول عن طريق الفم إلى فقدان وزن أقل مقارنة بالحقن، لكن لا تزال الشركة لديها حبوب أخرى قيد التطوير.
الصين تدخل للمنافسة
“مازدوتيد” أول دواء مصنع في الصين لإنقاص الوزن طورته شركة “إينوفنت بيولوجيكس”، والذي يتحدى الهيمنة الغربية، فعلى الرغم من التحديات إلا أن الصين تسعى للتوسع عالميًا، مركزة على الأسواق الناشئة حيث تشهد عقبات تنظيمية أقل من الولايات المتحدة وأوروبا.
الخلاصة
بعد التحذيرات التي أعلنتها “نوفو نورديسك” تتزايد المخاوف من أن يكون المحللين بالغوا في تقدير الحجم المحتمل لسوق أدوية إنقاص الوزن، إلى جانب تداعيات احتمالية تنفيذ “ترامب” تهديده بفرض تعريفات جمركية على الأدوية ربما تصل إلى 250%، لذلك يشكك المستثمرون في قدرة الشركة في الحفاظ على قدرتها التنافسية في ذلك السوق المزدهر.
المصادر: نيويورك تايمز – مورجان ستانلي – فيجوال كابيتالست – “ذا ستريتس تايمز” – رويترز