قصة نجاح .. لورين ليختمان مليارديرة عصامية تركت إرثاً رياضياً واجتماعياً
الكاتب:
{pubdate}
في خطوة فارقة تتقاطع فيها عوالم المال والرياضة، سطّرت لورين ليختمان اسمها كأول مليارديرة عصامية في قطاع الاستثمار الخاص تقتحم عالم كرة القدم النسائية.
فبعد أربعة عقود قضتها في بناء إمبراطورية مالية تُقدّر أصولها اليوم بـ11 مليار دولار، وجّهت بوصلتها الاستثمارية نحو فريق “سان دييغو ويف” لكرة القدم النسائية، في صفقة تاريخية لا تعكس قوة رأس المال فحسب، بل تكشف عن رؤية استراتيجية وشغف قديم انتظر اللحظة المناسبة ليُعلن عن نفسه.
شرارة الشغف: لحظة غيرت كل شيء
لم يكن شغف ليختمان بكرة القدم وليد صدفة عابرة، بل شرارة أُوقدت عام 1999 في نهائي كأس العالم للسيدات.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
شهدت ليختمان في ملعب “روز بول” تسديدة براندي تشاستين الحاسمة واحتفالها الأيقوني؛ لحظة حُفرت في ذاكرتها وغيرت نظرتها إلى إمكانيات الرياضة النسائية إلى الأبد.
تعزز هذا الشغف حينما كانت تمرّ برفقة زوجها بشكل شبه يومي بملعب جامعة كاليفورنيا، مما دفعهما لدعم برنامج كرة القدم في الجامعة، وتوطيد علاقتهما بالمدربة الأسطورية جيل إليس، التي قادت لاحقًا منتخب الولايات المتحدة للفوز بكأس العالم مرتين، قبل أن تتولى رئاسة نادي “ذا ويف”.
استثمار عائلي برؤية استراتيجية
تُشارك ليختمان اثنين من أبنائها الثلاثة في إدارة النادي، إيمانًا منها بأن كرة القدم النسائية ليست مجرد شغف، بل فرصة استثمارية ذات آفاق واعدة.
ومما يؤكد صواب رؤيتها، انضمام نجمة المنتخب الأمريكي السابقة، أليكس مورغان، كمستثمرة في الفريق، لترتفع القيمة التقديرية للنادي إلى 165 مليون دولار، بزيادة قدرها 46% خلال أشهر قليلة، مما يعكس النمو المتسارع الذي يشهده القطاع.
من عبقرية الصفقات إلى ملاعب النجاح
في عام 1984، أسست ليختمان وزوجها شركة “ليفين ليختمان كابيتال بارتنرز”، ونجحا في تحويلها من شركة عائلية ناشئة إلى كيان استثماري عملاق يدير أصولًا تفوق 11 مليار دولار، بفضل رؤية استراتيجية تمزج بين الدين وحقوق الملكية.
ومع تنحيهما عن الإدارة اليومية في عام 2020، لا يزال الزوجان يمتلكان الحصة الكبرى في الشركة، التي تشكل جوهر ثروتهما المقدرة بـ1.3 مليار دولار لكلٍ منهما، وهو ما وضع ليختمان في المرتبة 26 ضمن قائمة “فوربس” لأغنى النساء العصاميات في أمريكا لعام 2025.
.
يكمن سر هذا النجاح في التكامل الفريد بين عقلين؛ فبينما برع ليفين، المحاسب السابق، في هيكلة الصفقات وتحليل الأرقام، قدمت ليختمان خبرتها القانونية وهدوءها الاستراتيجي.
من طفولة متواضعة إلى قمة المال
وُلدت ليختمان عام 1949 في لوس أنجلوس لأسرة متواضعة، وبعد طلاق والديها في سن الثالثة، غرست كلمات والدتها -التي أعربت عن ندمها لعدم امتلاكها مهنة- في وجدانها قناعة بأن الاستقلال المالي ضرورة لا رفاهية. وقد عاهدت نفسها ألا يحدث لها ذلك أبدًا، وأن تكون قادرة على إعالة نفسها.
بدأت رحلتها العملية في سن الرابعة عشرة، وانتقلت بين وظائف بسيطة قبل أن تجد شغفها الحقيقي في القانون. وفي عام 1975، التقت بشريك حياتها وعقلها التجاري، آرثر ليفين، ليبدآ معًا رحلة بناء إمبراطورية استثمارية من الصفر.
محطات مفصلية في مسيرة الصعود
واجهت ليختمان، بعد عودتها من نيويورك، صعوبة في إثبات ذاتها في سوق العمل القانوني الذي يهيمن عليه الرجال، فقررت شق طريقها بنفسها.
وبعد بيع حصصهما في شركة آرثر الإذاعية الناشئة، انطلقا في مسيرة استثمارية ذاتية، حققا فيها نجاحات أسطورية، كصفقة “IDB Communications” التي عادت عليهما بأرباح تجاوزت 150 ضعف الاستثمار الأولي.
وكانت نقطة التحول الكبرى عام 1993، حين حصلا على تمويل بقيمة 100 مليون دولار من صندوق تقاعد موظفي ولاية كاليفورنيا، مما فتح لهما أبوابًا واسعة وجذب استثمارات ضخمة لاحقًا.
فصل جديد من العطاء وبناء الإرث
اليوم، وبروح لا تقل حماسة عن بداياتها، تترأس ليختمان إدارة “سان دييغو ويف”، وتكرّس طاقاتها لدعم التعليم والصحة وتمكين المرأة.
تبرعت بمليون دولار لجامعتها، ساوث وسترن، لدعم الطلاب، وأطلقت مع زوجها كرسيين أكاديميين في جامعة كاليفورنيا، يشغل أحدهما الفلكية أندريا جيز، الحائزة على جائزة نوبل في الفيزياء.
ورغم استمرار شغفهما بدعم المشاريع المستقبلية في الذكاء الاصطناعي والروبوتات، يبقى تركيزهما الأكبر على بناء إرث اجتماعي مستدام يشارك فيه أطفالهما.
تختتم ليختمان حديثها بجملة تلخص مسيرتها:
“لسنا بحاجة لشراء سيارة فارهة أو لوحة فنية أخرى… بل نحتاج إلى التركيز على الأشياء ذات الأهمية الحقيقية”.
المصدر: فوربس