برسوم قدرها 100 ألف دولار .. كيف يضغط ترامب وادي السيليكون ويهدد المواهب الهندية؟
الكاتب:
{pubdate}
في خطوة مفاجئة، أعلن الرئيس الأمريكي “ترامب” زيادة تصل إلى 60 ضعفًا للتكلفة الحالية للحصول على تأشيرات “H1-B” للعمال الأجانب المهرة في الولايات المتحدة، في خطوة أثارت موجة من الذعر والارتباك، والتوترات في قطاع التكنولوجيا الذي يعد أكبر المستفيدين من برنامج التأشيرة.
ما تأشيرة “إتش1-بي”؟
برنامج صمم من أجل السماح للشركات الأمريكية بتوظيف عمال أجانب مهرة في المجالات التي تعاني من نقص في سوق العمل المحلي، خاصة في المهن التي تتطلب مهارات عالية مثل تكنولوجيا المعلومات والرعاية الصحية والهندسة، بمرور الوقت، أصبحت الهند أكبر المستفيدين من تلك التأشيرة، إذ شكل مواطنوها 71% من التأشيرات المعتمدة في 2024.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
تدفق المواهب
سمحت التأشيرة على مدار سنوات بتدفق المواهب للمختبرات والمستشفيات والشركات الناشئة، حتى أن المدراء التنفيذيون من أصل هندي يديرون الآن شركات منها “جوجل” و”مايكروسوفت”، ويشكل الأطباء الهنود حوالي 6% من القوى العاملة الطبية في أمريكا.
أكثر الدول استفادة من تأشيرة “إتش -1بي”
الدولة
عدد من حصلوا على
التأشيرة في العام الماضي
(ألف شخص)
النسبة من إجمالي
التأشيرات المعتمدة
الهند
283.39
%71
الصين
46.68
%12
الفلبين
5.248
%1
كندا
4.22
%1
كوريا الجنوبية
3.983
%1
لماذا التشديد؟
أشار البيت الأبيض إلى أن التأشيرات تساء استخدامها لخفض أجور الأمريكيين، وأن الشركات تسرح آلاف من المواطنين ثم توظف عمالة أجنبية أقل تكلفة من دول مثل الهند من خلال تلك التأشيرة، إذ يشكل حاملوها حاليًا 65% تقريبًا من القوى العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات في الولايات المتحدة.
تهديد لقصة نجاح الهند
لذلك يوجه القرار ضربة لبعض من أكثر الشركات الهندية قيمة، ويزيد التوترات في العلاقات الهندية الأمريكية، ويدفع شركات التعهيد الهندية بقيادة “تاتا كونسالتنسي سيرفسيز” و”إنفوسيس” لإعادة تقييم خططها، لأنها تستخدم برنامج التأشيرة لتوظيف الآلاف من المهندسين لدى عملاء أمريكيين منهم “سيتي جروب” و”وول مارت”.
تدابير سريعة
عقب الخطوة المفاجئة حثت شركات وادي السيليكون موظفيها على عدم السفر للخارج وسارع العمال الأجانب لحجز رحلات جوية، لكن أوضح البيت الأبيض – سعيًا لتهدئة الذعر – أن الأمر ينطبق فقط على المتقدمين الجدد لذلك البرنامج وليس لحاملي التأشيرات الحالية أو الراغبين في تجديدها.
رد الهند
تجبر تلك الخطوة رئيس الوزراء الهندي “ناريندرا مودي” على مواجهة تداعيات سياسات “أمريكا أولاً”، لكن حذرت الحكومة الهندية من عواقب إنسانية لهذا القرار مؤكدة أن تبادل العمالة الماهرة ساهم بصورة كبيرة في كلا البلدين.
انتقادات لقرار “ترامب
الجهة
التوضيح
وزير التجارة الهندي “بيوش غويال”
زعم أن الولايات المتحدة تخشى بعض الشىء من المواهب الهندية.
الهيئة الهندية لتكنولوجيا المعلومات “ناسكوم”
ذكرت أن هذه الخطوة لها آثار سلبية على منظومة الابتكار الأمريكية وستشكل حالة من عدم اليقين لدى الشركات والمهنيين والطلاب حول العالم.
كما أن زيادة الرسوم قد تعطل استمرارية أعمال بعض المشروعات، وربما يطالب العملاء بإعادة حساب تكاليف المشاريع أو تأجيلها حتى تتضح الشكوك القانونية، وربما تعيد الشركات النظر في نماذج التوظيف.
“تشاندر براكاش جورناني” المدير التنفيذي لشركة “تيك ماهيندرا”
خطوة “ترامب” تمثل صراعًا جيوسياسيًا على النفوذ، وأضاف: نحن نساعد أمريكا فحسب، وندعم الشركات الأمريكية على أن تكون أكثر تنافسية.
“أروب راها” خبير اقتصادي
تكمن المشكلة الرئيسية في مثل هذه القرارات أنها تحدث حالة من عدم اليقين في بيئة الأعمال، ومثل هذه الصدمة لا تصب في مصلحة الولايات المتحدة أيضَا.
“جيل غيرا” محلل سياسات الهجرة لدى مركز “نيسكانن”
بما أن القرار الأخير يشير لتطبيق الرسوم على حاملي التأشيرة الجدد، فمن المرجح أن تسبب نقصًا في العمالة على المديين المتوسط والطويل وليس اضطراب فوري.
“جاري تان” المدير التنفيذي لـ “واي كومبيناتور”
كتب في منشور على منصة “إكس”: قرار “ترامب” كان خطأ لأنه يعيق الشركات الناشئة ويمثل هدية لكل مركز تقني في الخارج بما في ذلك فانكوفر وتورونتو في كندا.
سيتي ريسيرش
أوضحت في مذكرة أنه في حال تطبيق رسوم التأشيرة البالغة 100 ألف دولار، فإن ذلك سيزيد من تكلفة ممارسة الأعمال التجارية لشركات خدمات تكنولوجيا المعلومات والعملاء النهائيين في الولايات المتحدة مما يؤثر على أرباح الشركات.
تداعيات سلبية
بالطبع قد تشعر الهند بالصدمة أولاً من ذلك القرار، لكن تداعياته قد تمتد إلى واشنطن، فرغم عمل “ترامب” على حماية الوظائف الأمريكية من خلال تقييد تدفقات المهاجرين، إلا أن القواعد الجديدة قد تؤدي لنتائج عكسية تشمل رفع تكاليف الشركات وتدفعها لتغيير سياسات التوظيف جزئيًا ونقل جزء كبير من أعمالها للخارج.
تداعيات على الطرفين
يرى البعض أن القرار الأخير أشبه باختبار ضغط للشركات الأمريكية، وليس على العمال الأجانب فحسب، مع الأخذ في الاعتبار أن حاملو تأشيرة “إتش-1 بي” وعائلاتهم يساهمو بحوالي 86 مليار دولار سنويًا في الاقتصاد الأمريكي.
الشركات الأكثر استخدامًا لتأشيرة “إتش-1 بي”
الشركة
عدد الموظفين الحاصلين على التأشيرة
(ألف موظف)
أمازون دوت كوم سيرفسيز
10.044
تاتا كونسالتسي سيرفسيز
5.505
مايكروسوفت
5.189
ميتا بلاتفورمز
5.123
آبل
4.202
جوجل
4.181
الخلاصة
أثار قرار “ترامب” موجة من الذعر وهدد الحلم الأمريكي لملايين من مواطني الهند، كما أنه يعطل شريان رئيسي كان يسمح بتدفق المواهب للصناعات الأمريكية، لكنه يتوقع محامو الهجرة أن تلك الخطوة ستواجه تحديات قانونية قريبًا مما يجعل مصيرها النهائي غير مؤكد مثل الكثير من القرارات المفاجئة التي اتخذها الرئيس منذ عودته للبيت الأبيض.
المصادر: موقع وزارة العمل الأمريكية – خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية – بلومبرج – بي بي سي – فاينانشال تايمز – سي إن بي سي