مقالات من تأليف : Fx Forsa
في دقائق .. أبرز ما طرأ على الأسواق في آخر 24 ساعة
ترامب يتحدث.. الأسواق ترتبك، الذهب يلمع، والنفط في موقف لا يُحسد عليه، أما المستثمرون؟ فهم عالقون بين تصريحات متقلبة، وتوقعات أكثر تقلبًا.
مارس "ترامب" هوايته المفضلة في إطلاق النار اللفظي على سلفه "جو بايدن"، حيث حمّله مجددًا مسؤولية انكماش الاقتصاد الأمريكي في الربع الأول، مدافعًا عن سياسته الحمائية، ومقدمًا نصيحة اقتصادية غريبة من نوعها للأطفال:
"اشتروا 3 دمى بدلًا من 30.. و5 أقلام بدلًا من 250".
نصيحة تقشفية؟ أم بداية لبرنامج اقتصادي للأطفال؟ الله أعلم!
وفي عرض مستمر لمهاراته التفاوضية، أكد "ترامب" – للمرة الخامسة أو ربما السادسة خلال بضعة أسابيع - رغبته في "اتفاق تجاري عادل مع الصين"، لكن بعد أن صدم الجميع بإعلانه فرض رسوم 100% على الأفلام الأجنبية!
وحتى لا ترتبك الأسواق كثيرًا، قال لاحقًا إنه سيعقد حوارًا بشأن هذا القرار مع قادة هوليوود (بعدما أعلنه بالفعل).. لا شك أن تصريحاته أزعجت الأسواق، وأنهت أسهم شركات البث عبر الإنترنت جلسة الإثنين منخفضة، بقيادة سهم "نتفليكس" الذي تراجع بنحو 2%.
واستجابة للضغوط الترامبية، تعهدت اليابان – أكبر حامل أجنبي للديون الأمريكية – بعدم استخدام سندات الخزانة كورقة تفاوض. أما الهند، فقدمت عرضًا تجاريًا "ودودًا"، مقترحة إلغاء الرسوم على الصلب ومكوّنات السيارات.
ولم يتأخر وزير خزانة "ترامب" في الدفاع عن السياسة التجارية التي تتبناها واشنطن، والتأكيد على أنها ستجعل أمريكا "وجهة لرأس المال العالمي، فيما دعا المستثمر الملياردير "بيل أكمان" – والذي ينظر إليه باعتباره أحد المؤثرين في قرار تعليق الرسوم الجمركية - إلى إلغاء التعريفات بشكل نهائي عن الصين.
في النهاية، سيطرت الرؤية السلبية على مؤشرات الأسهم الرئيسية، حيث أنهى "إس آند بي 500" أطول سلسلة مكاسب منذ عام 2004، والتي استمرت 9 جلسات متتالية، متأثرًا بعدم اليقين بشأن آفاق الاقتصاد والتجارة.
وترجمت الأسواق هذه المخاوف إلى زيادة في أسعار الذهب بأكثر من 2% لتغلق فوق 3320 دولارًا للأوقية، فيما ارتفعت عملة تايوان بأقوى وتيرة يومية منذ عام 1988، ولامس اليوان أعلى مستوياته في 6 أشهر.
وفي بقعة أخرى من أسواق السلع الرئيسية، انخفضت أسعار النفط بأكثر من 1.5%، لكنها ظلت فوق 60 دولارًا للبرميل، بعدما وافق تحالف "أوبك+" على تسريع زيادة إنتاج النفط.
ودفع ذلك المحللين إلى توقعات أكثر تشاؤمًا بشأن الأسعار، حيث خفض "جولدمان ساكس" توقعاته بمقدار دولارين إلى 60 دولارًا للبرميل في المتوسط هذا العام، فيما خفض "مورجان ستانلي" توقعاته بمقدار 5 دولارات إلى 57.50 دولار في النصف الثاني من العام الجاري.
وفي قلب العاصفة، أظهرت البيانات الرسمية نمو قطاع الخدمات الأمريكي للشهر العاشر على التوالي في أبريل، لكن القلق بين المستثمرين ظل كبيرًا خشية انكماش النشاط الخدمي على غرار نظيره الصناعي، ما قد يشكل إشارة قوية على الركود.
وعلى مستوى الشركات، كشفت تقارير عن أن شركة "آبل" تخطط لطرح سندات لأول مرة منذ عامين، فيما اضطرت "فورد" لتعليق نشر توقعاتها للأداء المالي لهذا عام، بسبب عدم اليقين الناجم عن سياسات "ترامب التجارية".
وبعد شهور طويلة من الجدل حول مستقبل مطورة "شات جي بي تي"، أعلنت "أوبن إيه آي" تحولها إلى شركة ذات منفعة عامة، مع الحفاظ على قبضة المؤسسة غير الربحية على زمام الأمور.. فهل هذه بداية لفصل جديد؟ أم محاولة لتجميل واجهة تجارية مهيمنة؟
وعلى جانب التحليلات العميقة، فبقدر ما كان دور "وارن بافت" أسطوريًا في قيادة "بيركشاير هاثاواي" للنجاح المالي، فإن رحيله عن قيادة الشركة يلقي بظلال من الشك حول قدرة خليفته في قيادة الإمبراطورية الاستثمارية من بعده.. فهل ينجح؟
الفارس يترجل.. هل ينجح جريج أبيل في الحفاظ على إرث وارن بافت بعد تقاعده؟
في مفاجأة لنحو 40 ألف مستثمر في مقر شركة "بيركشاير هاثاواي" في أوماها خلال عطلة نهاية الأسبوع، أعلن الرئيس التنفيذي للشركة وأحد أنجح مستثمري وول ستريت "وارن بافت"، استقالته نهاية العام الجاري وترك زمام القيادة لخلفه "جريج أبيل".
من هو "أبيل"؟
- يُعد "أبيل" شخصية بارزة داخل "بيركشاير هاثاواي"، إذ شغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات "بيركشاير" غير المنخرطة في أعمال التأمين منذ عام 2018، والتي تضم نحو 200 شركة، أبرزهم "بيركشاير هاثاواي للطاقة" ومتاجر التجزئة والعلامات التجارية الاستهلاكية.
مسيرته المهنية
- بدأ "أبيل" (62 عامًا)، مسيرته المهنية في "بيركشاير" حينما استحوذت على حصة أغلبية في "ميدأمريكان إنرجي" مطلع القرن الحالي، حيث كان رئيسًا تنفيذيًا للأخيرة، وتدرج لاحقًا في المناصب وشارك في سلسلة من عمليات الاستحواذ.
خطة إعداد طويلة
- لطالما روج "بافت" لـ "أبيل" باعتباره وريثه المُحتمل لسنوات، حيث صرّح لشبكة "سي إن بي سي" عام 2023، قائلًا: "أبيل يقوم بكل العمل، وأنا أتقبل كل الإشادات، إنه أفضل مني بكثير".
إرث ضخم
- سيكون التحدي الأصعب والأكثر تعقيدًا أمام "أبيل" حينما يتولى منصبه الجديد العام المقبل، هو كيفية استثمار الكاش الضخم الذي تركه "بافت"، والذي بلغ في نهاية الربع الأول من العام الجاري أعلى مستوى على الإطلاق عند 347.7 مليار دولار.
مهمة مستحيلة
- في حين حظي "بافت" بثقة كاملة من قبل المستثمرين ومجلس الإدارة، من المتوقع أن يواجه خلفه تحديات تتمثل في التدقيق بكافة الخطوات التي يتخذها لتعزيز أعمال الأمبراطورية التي قادها حكيم أوماها منذ عام 1965.
بافت مساندًا
- بالرغم من إعلان "بافيت" الاستقالة من منصب الرئيس التنفيذي مع نهاية العام الجاري، سيظل حكيم أوماها البالغ من العمر 94 عامًا، رئيسًا لمجلس الإدارة، ما يعني أن "أبيل" قد يحظى بدعم "بافت" لفترة من الوقت.
شهادة بافت
- قال "وارن بافيت" في اجتماع المساهمين، السبت، إن "أبيل" يتفوق عليه في إدارة مجموعة واسعة من الشركات المملوكة بالكامل لـ "بيركشاير"، بما في ذلك عملياتها في مجال الطاقة، مؤكدًا أن خلفه نجح في تحسين نتائج أعمال الشركات التابعة بالفعل.
وعود أبيل
- خلال اجتماع السبت، أكد "أبيل" التزامه بالحفاظ على ثقافة "بيركشاير" ونهجها الاستثماري المحافظ، مشددًا على أهمية السمعة والنزاهة والإدارة المالية القوية، وأشاد بـ "بافت"، قائلًا: "من الواضح أن وارن كان معلمًا رائعًا، واستفدت منه لسنوات".
هل سينجح في القيادة؟
- برز "وارن بافت" كأحد أنجح مستثمري وول ستريت في تاريخها، إذ نجح في الوصول بالقيمة السوقية لشركة "بيركشاير هاثاواي" إلى 1.118 تريليون دولار اليوم، مقارنة بـ 108.25 مليار دولار مطلع القرن الحالي، فهل سينجح "أبيل" في الحفاظ على إرث "بافت" في ظل السيولة النقدية العالية؟
المصادر: أرقام- رويترز- فاينانشال تايمز- ماركت ووتش- كوارتز
ساويرس: أفضل أيام الاستثمار الخاص ولت
قال الملياردير المصري "ناصف ساويرس"، إن قطاع الاستثمار الخاص بلغ ذروته، ويواجه تحديًا هائلاً في بيع أصول بقيمة تريليونات الدولارات.
وذكر "ساويرس"، الذي استثمر جزءًا من ثروته في صناديق تابعة لشركات استحواذ متعددة، إنه - وآخرين ممن يدعمون شركات الاستثمار الخاص - شعروا بالإحباط من ضعف العوائد خلال السنوات الأخيرة.
وأشار في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" نشرت الإثنين، إلى أن الشركات كافحت للخروج من الاستثمارات وسط تباطؤ في إبرام الصفقات والطروحات العامة الأولية بعد الجائحة.
وأضاف: "شهدت صناديق الاستثمار الخاص أفضل أيامها، لا يمكنهم الخروج، الخروج صعب للغاية.. يشعر المستثمرون بالإحباط الشديد، ويقولون للشركات إنهم لم يحققواأي عوائد، ولم يحصلوا على أي أرباح نقدية في السنوات الخمس أو الست الماضية".
بين ضبابية المشهد والضغوط السياسية .. هل يثبت الفيدرالي الفائدة ويخيب آمال ترامب؟
في ظل وضع تشوبه حالة من عدم وضوح الرؤية، أصبح الفيدرالي في مأزق بين الحفاظ على نهجه القائم على الانتظار وترقب البيانات والوضع ككل، وبين الانتقادات المتكررة التي وجهها "دونالد ترامب" لرئيس البنك ودعواته لخفض الفائدة، رغم تراجعه عن التلميح بمحاولة إقالة "باول" قبل انتهاء ولايته في مايو 2026.
اجتماع حاسم
ستجتمع لجنة السوق الفيدرالي المفتوحة على مدار يومي السادس والسابع من مايو، لكن الغموض بشأن سياسات "ترامب" وخاصة المتعلقة بالتعريفات التي لم تظهر آثارها بالكامل بعد، قد يدفع الفيدرالي - الذي يعتمد على البيانات الاقتصادية في تحديد سياسته – إلى تثبيت الفائدة عند نطاقها الحالي 4.25%-4.5%.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
رغبة ترامب
دعا "ترامب" الفيدرالي مرارًا لخفض الفائدة وتوقع أنه سيخفضها بالفعل في مرحلة ما، وهناك عدة أسباب تفسر تلك الرغبة منها أن الفائدة المنخفضة ستسمح للأموال بالتحرك بحرية أكبر في الاقتصاد، وبالتالي دعم النمو وسوق الأسهم.
ضغوط متزايدة
وفي خضم موجة من الهجمات على البنك، حث وزير الخزانة الأمريكي "سكوت بيسنت" على خفض الفائدة، وليس ذلك فحسب، بل انتقد "إيلون ماسك" – حليف "ترامب" المقرب - إنفاق 2.5 مليار دولار على تجديد شامل لمقر الفيدرالي في واشنطن باعتباره مثال للهدر الحكومي.
الانتظار والترقب
بينما يرى الفيدرالي أنه ليس في عجلة من أمره لخفض الفائدة، وصرح "باول" في خطاب ألقاه منتصف أبريل بأن التعريفات قد تؤدي لارتفاع مؤقت على الأقل في التضخم، وأن بإمكان البنك الانتظار ومراقبة تطورات الأمورقبل تعديل السياسة النقدية، خاصة وأن سوق العمل في وضع جيد وهوما أكده تقرير الوظائف عن أبريل.
ضبابية الحرب التجارية
يعد عامل عدم اليقين الأهم حاليًا ليس بالنسبة للفيدرالي فقط بل للبنوك المركزي الرئيسية حول العالم، لأن الولايات المتحدة تجري مفاوضات للتوصل لاتفاقات بشأن التعريفات مع أغلب الدول، مما قد يغير المشهد الاقتصادي بأكمله، ويجعل من الصعب حاليًا اتخاذ قرارات تؤثر على الظروف الاقتصادية.
التضخم والنمو
لا يزال التضخم أعلى من مستهدف البنك، إذ أوضحت بيانات مارس ارتفاع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 2.6% على أساس سنوي، وهو من الأسباب التي تدفع الفيدرالي لعدم التسرع في خفض الفائدة، إلى جانب انكماش الاقتصاد في الربع الأول، لكن قد تخضع التقديرات الأولية للمراجعة.
الخفض ليس مستبعدًا
يرى اقتصاديون أن سيناريو خفض الفائدة ليس مستبعدًا، رغم انتظار البنك مؤشرات أكثر وضوحًا على اقتراب التضخم من مستهدفه البالغ 2% أو حتى ظهور بوادر تدهور في سوق العمل، وسط حالة عدم اليقين الحالية.
الفيدرالي في مأزق بين نهج الانتظار والترقب وضغوط "ترامب" | ||
المحلل | التوضيح | |
"توم بورسيلي" كبير الاقتصاديين لدى "بي جي آي إم" | يرى أن الفيدرالي في وضع حرج للغاية، لأن التضخم أعلى من المستهدف البالغ 2% والتوقعات تظهر ذلك. كما يركز صانعو السياسات لدى البنك بشدة على احتمالية تباطؤ نمو الاقتصاد بسبب التعريفات، وربما تؤدي لتسريحات عمالة مما يدفعهم لخفض الفائدة، وهذا ليس واضحًا حتى الآن. | |
"فينسنت راينهارت" كبير الاقتصاديين لدى "بي إن واي" | أوضح قائلاً: هذا هو الفيدرالي الذي سيضطر إلى انتظار الأدلة والتأني في التيكيف معها. | |
"بريستون موي" الخبير الاقتصادي لدى "إمبلوي أمريكا" | أشار إلى أن إلحاح "ترامب" يُصعب على "باول خفض الفائدة، لأن اتخاذ مثل هذا القرار في أي وقت قريب سيعتبر خضوعًا لتوجيهات البيت الأبيض. |
كل الاحتمالات واردة
بينما يرى البعض ألا يخفض الفيدرالي الفائدة حتى اجتماع سبتمبر أو حتى بعده، لكن في الوقت نفسه قد يتخذ إجراءً أسرع حال أثرت التعريفات على الاقتصاد بشدة بما يؤدي لتسريح عمالة وزيادة البطالة.
الخلاصة
من المتوقع على نطاق واسع أن يحافظ الفيدرالي على نهج الانتظار والترقب رغم الضغوط الحالية في انتظار وضوح تأثير التعريفات على صحة الاقتصاد، وبالتالي يخيب آمال "ترامب" مجددًا، وربما يلمح - سواء في البيان أو المؤتمر الصحفي - لاحتمالية الخفض في اجتماع الثامن عشر من يونيو أو بعد ذلك، فما توقعاتك؟
المصادر: أرقام – ماركت ووتش – رويترز - بلومبرج - "آي إن جي" – فوربس – فورتشن – نيويورك تايمز