مقالات من تأليف : Fx Forsa
ارتفاع الكاش لدى بيركشاير هاثاواي التابعة لـ بافت لأعلى مستوياته على الإطلاق
مبنىبيركشاير هاثواي
ارتفعت السيولة النقدية التي تمتلكها "بيركشاير هاثواي" – التي يديرها "وارن بافت" – لأعلى مستوياتها على الإطلاق عند 347.7 مليار دولار بنهاية الربع الأول، مما يشير لتوخي المجموعة الاستثمارية الحذر وسط حالة عدم اليقين التي تشكلها الرسوم الجمركية.
وأشارت الشركة في بيانها إلى سياسات التجارة الدولية والرسوم الجمركية موضحة: لا يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن النتيجة النهائية لهذه الأحداث.
ووجه خلال الاجتماع السنوي للمساهمين سؤالاً للمدير التنفيذي "بافت" حول سبب تراكم السيولة النقدية وما يعادلها لدى المجموعة الاستثمارية، وما إذا كان السبب وراء ذلك هو ترك ما يكفي لخليفته "جريج أبيل" عند توليه منصبه، لكنه رفض الفكرة ضاحكًا وقال: لن أفعل شيئًا نبيلاً للغاية كمنع نفسي من الاستثمار لمجرد أن يكون الوضع جيدًا لاحقًا.
وأضاف الملياردير الملقب بـ "حكيم أوماها" والذي أدار "بيركشاير" لمدة 60 عامًا: لقد حققنا مكاسب طائلة من خلال عدم رغبتنا في الاستثمار الكامل في بعض الأحيان، مما سمح للمجموعة بانتهاز الفرص أو الصفقات.
أما عن السياسة التجارية الأمريكية، فيرى المستثمر الناجح "بافت" – البالغ من العمر 94 عامًا - أن الرسوم الجمركية لا ينبغي أن تكون "سلاحًا" وأن الولايات المتحدة ستكون في وضع أفضل إذا شاركتها دول أخرى في ازدهارها.
وذلك بعدما أدت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إلى اضطرابات في أسواق الأسهم العالمية وعززت حالة عدم اليقين ومخاوف من حدوث ركود.
وأعلنت الشركة الأمريكية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي تراجع أرباحها التشغيلية 14% خلال الربع الأول على أساس سنوي لتصل إلى 9.6 مليار دولار، وهو ما يعود في جزء منه لخسائر أعمال التأمين الناجمة عن حرائق الغابات في كاليفورنيا خلال يناير.
وحسب البيان الصادر قبل اجتماعها السنوي في أوماها، سجلت الشركة صافي بيع للأسهم بقيمة 1.5 مليار دولار في الربع الأول، وسط سعيها لإيجاد فرص استثمارية.
التحليل الرقمي لزوج (GBP-USD) ليوم 5/5/2025 | هل يبدأ الإسترليني موجة صعود جديدة أم يواصل التراجع
أهم الأحداث والبيانات العالمية المنتظرة هذا الأسبوع في الفترة (05 مايو – 09 مايو)
يترقب المستثمرون هذا الأسبوع قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، وسط توقعات تثبيتها للمرة الثالثة على التوالي، بعدما حذر صناع السياسات في الاجتماع الأخير من تصاعد حالة عدم اليقين بسبب عوامل منها الرسوم الجمركية.
ويجتمع صناع السياسة النقدية ببنك إنجلترا خلال الأسبوع أيضاً لتحديد أسعار الفائدة، ومن المتوقع خفضها 25 نقطة أساس.
وتغلق الأسواق اليابانية أبوابها يومي الإثنين والثلاثاء بمناسبة عطلتي "يوم الطفل" و"يوم الدستور".
في حين تغلق أسواق المملكة المتحدة في أول أيام الأسبوع احتفالاً بعيد الربيع.
تقرير الأحداث المتوقعة هذا الأسبوع | |||||
التاريخ | البلد | الحدث | قراءة متوقعة | قراءة سابقة | ملاحظات |
الإثنين 05 مايو | اليابان | عطلة رسمية | -- | -- | بمناسبة يوم الطفل |
المملكة المتحدة | عطلة رسمية | -- | -- | احتفالاً بعيد الربيع "ماي داي" | |
منطقة اليورو | مؤشر "سينتكس" لثقة المستثمرين | -14.9 نقطة | -19.5 نقطة | قراءة مايو | |
الولايات المتحدة | مؤشر مديري المشتريات الخدمي من "ستاندرد آند بورز" | 51.4 نقطة | 51.4 نقطة | قراءة أبريل النهائية | |
مؤشر "آي إس إم" لمديري المشتريات بالقطاع الخدمي | 50.2 نقطة | 50.8 نقطة | قراءة أبريل | ||
الثلاثاء | اليابان | عطلة رسمية | -- | -- | احتفالاً بيوم الدستور |
الصين | مؤشر "كايشين" لمديري المشتريات بالقطاع الخدمي | 51.7 نقطة | 51.9 نقطة | قراءة أبريل | |
منطقة اليورو | مؤشر مديري المشتريات الخدمي | 49.7 نقطة | 49.7 نقطة | قراءة أبريل النهائية | |
مؤشر أسعار المنتجين | -1.4 % | 0.20 % | قراءة مارس – تغير شهري | ||
ألمانيا | مؤشر مديري المشتريات الخدمي | 48.8 نقطة | 48.8 نقطة | قراءة أبريل النهائية | |
المملكة المتحدة | مؤشر مديري المشتريات الخدمي | 48.9 نقطة | 48.9 نقطة | قراءة أبريل النهائية | |
الولايات المتحدة | الميزان التجاري | -124.7 مليار دولار | -122.7 مليار دولار | قراءة مارس | |
الأربعاء | منطقة اليورو | مبيعات التجزئة | -0.10 % | 0.30 % | قراءة مارس – تغير شهري |
ألمانيا | طلبيات المصانع | 1.1 % | 0% | قراءة مارس – تغير شهري | |
المملكة المتحدة | مؤشر مديري المشتريات بقطاع البناء | 46 نقطة | 46.4 نقطة | قراءة أبريل | |
الولايات المتحدة | قرار الفائدة | 4.50 % | 4.50 % | -- | |
المؤتمر الصحفي لرئيس الاحتياطي الفيدرالي، "جيروم باول" | -- | -- | -- | ||
مخزونات النفط | -- | -2.7 مليون برميل | بيانات أسبوعية | ||
الخميس | المملكة المتحدة | قرار الفائدة | 4.25 % | 4.50 % | -- |
ألمانيا | الإنتاج الصناعي | 0.90 % | -1.3 % | قراءة مارس – تغير شهري | |
الميزان التجاري | 18.8 مليار يورو | 17.7 مليار يورو | قراءة مارس | ||
المملكة المتحدة | مؤشر "هاليفاكس" لأسعار المنازل | 0.20 % | -0.50 % | قراءة أبريل – تغير شهري | |
الولايات المتحدة | طلبات إعانة البطالة | 232 ألفاً | 241 ألفاً | بيانات أسبوعية | |
إنتاجية العمالة | -0.40 % | 1.5 % | الربع الأول – تغير فصلي | ||
مخزونات الجملة | -- | 0.50 % | قراءة مارس – تغير شهري | ||
مخزونات الغاز الطبيعي | -- | 107 مليارات قدم مكعبة | بيانات أسبوعية | ||
الجمعة | اليابان | إنفاق الأسر | 0.20 % | -0.50 % | قراءة مارس – تغير سنوي |
متوسط الأجر الشامل | 2.6 % | 2.7 % | قراءة مارس – تغير سنوي | ||
المملكة المتحدة | خطاب لمحافظ بنك إنجلترا، "أندرو بيلي" | -- | -- | يلقي كلمة خلال مؤتمر " ريكيافيك" الاقتصادي بأيسلندا |
كوكاكولا والذكاء الاصطناعي: كيف تعيد ابتكار مستقبل الأعمال؟
- في عالم رقمي متسارع الخطى، تواصل شركة كوكاكولا، محاولة الحفاظ وترسيخ مكانتها عبر تبني أحدث الابتكارات التقنية، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي.
- اعتمدت الشركة هذا التحول الذكي في شتى جوانب أعمالها، بدءًا من الحملات التسويقية، مرورًا بإدارة سلسلة التوريد، ووصولاً إلى ابتكار المنتجات وتعزيز تجارب العملاء.
- وفيما يلي أبرز الطرق التي اعتمدت فيها كوكاكولا الذكاء الاصطناعي لإعادة ابتكار عملياتها:
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
كيف فعّلت كوكاكولا الذكاء الاصطناعي بنجاح؟ | ||
1- تخصيص التسويق بالذكاء الاصطناعي: نقلة في التواصل مع المستهلك | - أحدثت كوكاكولا تحولاً جذريًا في علاقتها مع عملائها عبر الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتخصيص حملاتها التسويقية. - ففي ظل وجود مليارات المستهلكين حول العالم، تتنوع تفضيلاتهم واحتياجاتهم بشكل كبير، أصبح هناك حاجة مُلحّة إلى نهج تسويقي أكثر تفصيلاً وخصوصية. كيف تستخدم كوكاكولا الذكاء الاصطناعي في التسويق؟ - تعتمد كوكاكولا على منصات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحليل كميات هائلة من البيانات المستخلصة من تفاعلات المستهلكين عبر قنوات متعددة مثل المشتريات الرقمية، ووسائل التواصل الاجتماعي، والمواقع الجغرافية، وحتى أنماط الطقس. أمثلة بارزة تحديات قادمة - رغم النجاح، تظل خصوصية البيانات من أبرز التحديات، مما يفرض على كوكاكولا إحداث التوازن بين التخصيص وحماية معلومات المستهلكين. - تعتزم الشركة مستقبلاً، استكشاف آفاق أوسع باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لابتكار تجارب تفاعلية أكثر حيوية. | |
2- تحسين سلسلة التوريد عبر الذكاء الاصطناعي | - نظرًا لحجم عمليات كوكاكولا العالمي الهائل، أدركت مبكرًا أن تحسين سلسلة الإمداد يمثل ضرورة استراتيجية. - ونجحت، باستخدام الذكاء الاصطناعي، في تحقيق قفزات نوعية في إدارة الإنتاج والتوزيع والمخزون. كيف يتم ذلك؟ - تحلل كوكاكولا البيانات من مرافق الإنتاج، ومراكز التوزيع، ونقاط البيع بالتجزئة عبر خوارزميات ذكاء اصطناعي متقدمة، مما يمكنها من: -تخطيط مسارات الشحن لتقليل التكاليف والانبعاثات الكربونية. -تقليل المخزون الفائض والنفايات، مع ضمان توفر المنتجات بشكل دائم. مبادرات رئيسية -الصيانة التنبؤية: ترصد كوكاكولا، عبر أجهزة استشعار ذكية، أداء آلات البيع ومعدات الإنتاج، مما يسمح بإجراء صيانة استباقية، وتجنب الأعطال المكلفة. -مستودعات ذكية: تستخدم الشركة الروبوتات، والرؤية الحاسوبية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، في مهام التخزين والتعبئة، مما يزيد الكفاءة والدقة. | |
3- منصات تفاعل العملاء المدعومة بالذكاء الاصطناعي | - استخدمت كوكاكولا الذكاء الاصطناعي في منصات تفاعل العملاء لتغيير طريقة تواصل الشركة مع مستهلكيها. - قدمت كوكاكولا -من خلال دمج الأدوات الذكية- تجارب تفاعلية وديناميكية تعزز العلاقة مع العملاء، وتدعم ولاء العلامة التجارية. - وتستمر الشركة في الابتكار من خلال استخدام الروبوتات الذكية، وتقنية التعرف على الصوت، والتحليلات في الوقت الفعلي، مما يضمن نهجًا تفاعليًا يركز على تلبية احتياجات العملاء. مبادرات وتطبيقات رئيسية: -الروبوتات التفاعلية: تستخدم كوكاكولا الروبوتات على منصات التواصل الاجتماعي للتفاعل مع العملاء بشكل مباشر. -كوكاكولا فري ستايل: يُعد جهاز النافورة الذكية من أبرز الابتكارات التي تقودها كوكاكولا باستخدام الذكاء الاصطناعي. | |
4- دور الذكاء الاصطناعي في التسعير الديناميكي | - يتيح الذكاء الاصطناعي لكوكاكولا تحليل بيانات ضخمة تشمل مبيعات سابقة، وبيانات السوق، والاتجاهات الموسمية، والعروض الترويجية، مما يمكنها من ضبط الأسعار بطريقة تضمن أقصى ربحية مع الحفاظ على رضا المستهلك. المبادرات والتطبيقات الرئيسية في التسعير الديناميكي - إحدى التطبيقات الأساسية للذكاء الاصطناعي في التسعير الديناميكي هي الآلات الذكية لبيع المشروبات. - حيث تعتمد هذه الآلات على الذكاء الاصطناعي لضبط الأسعار وفقًا للوقت من اليوم، والظروف الجوية، وأنماط الشراء في مواقع معينة. - يسمح هذا بزيادة المبيعات في أوقات الطلب المنخفض وتقديم أسعار أعلى في الظروف التي تشهد زيادة في الطلب. | |
5- دمج الذكاء الاصطناعي لتعزيز الاستدامة البيئية | - تُعد كوكاكولا من الشركات التي تتبنى استراتيجيات مبتكرة تهدف إلى الحفاظ على البيئة. - سعت الشركة إلى استغلال الذكاء الاصطناعي لترشيد استخدام مواردها الطبيعية، وتقليل تأثير عملياتها على البيئة. - يتجلى هذا التوجه في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات ضخمة من البيانات المتعلقة بالمياه والطاقة وكفاءة الإنتاج، مما يتيح لها تحديد المجالات التي يمكن تحسينها. المبادرات والتطبيقات الرئيسية في الاستدامة البيئية - تعتمد كوكاكولا على الذكاء الاصطناعي في عدة مجالات رئيسية من أجل تعزيز الاستدامة البيئية، أبرزها: 1-إدارة الطاقة: تسعى كوكاكولا -من خلال الأنظمة الذكية- إلى ترشيد استهلاك الطاقة في مصانعها. وتعمل هذه الأنظمة على تحسين استهلاك الطاقة بشكل ديناميكي استجابة لعدة عوامل مثل جداول الإنتاج والظروف الجوية. 2-إعادة التدوير: تساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين عمليات فرز المواد القابلة لإعادة التدوير، مما يعزز دقة هذه العمليات، ويزيد من معدلات إعادة التدوير، ويقلل التلوث. | |
6- دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز تجربة الموظفين | - يتخطى تأثير الذكاء الاصطناعي في كوكاكولا حدود الاستدامة البيئية ليشمل أيضًا تحسين بيئة العمل. - تسعى الشركة إلى تحسين تجربة الموظفين من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في عمليات الموارد البشرية. - وتساعد هذه التكنولوجيا على زيادة رضا الموظفين وإنتاجيتهم من خلال تخصيص تجاربهم وتبسيط العمليات الإدارية. الذكاء الاصطناعي في إدارة الموارد البشرية - من أبرز التطبيقات في هذا المجال؛ استخدام الذكاء الاصطناعي في عملية التوظيف، حيث تُستخدم الخوارزميات لتحليل الطلبات بشكل أكثر فعّالية، مما يسرع من عملية الاختيار ويقلل التحيزات، ويؤدي إلى تعيين مرشحين أكثر تنوعًا وكفاءة. مبادرات الذكاء الاصطناعي في تجربة الموظفين - تُعد الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من استراتيجية كوكاكولا لتعزيز تجربة الموظفين، من خلال: 2-الارتقاء بمستوى المشاركة: تحلل أدوات الذكاء الاصطناعي ملاحظات الموظفين بشكل مستمر لتحسين مستويات الرضا وزيادة انخراطهم. |
المصدر: ديجيتال ديفايند
قصة نجاح .. كيف بنت ميلاني بيركنز إمبراطورية كانفا بقيمة 40 مليار دولار؟
- ربما سبق لك استخدام منصة "كانفا" لتصميم منشوراتك على وسائل التواصل الاجتماعي، أو إعداد الدعوات الخاصة، أو حتى تصميم العروض التقديمية الاحترافية.
- فهذه الأداة المبتكرة، على بساطتها، يسّرت لأكثر من 100 مليون مستخدم يمتدون عبر 190 دولة القدرة على تحويل أفكارهم ومفاهيمهم إلى تصاميم مرئية جذابة واحترافية.
- لكن خلف هذا النجاح الباهر وهذه الشهرة الواسعة للمنصة، تكمن قصة كفاح ملهمة، تجسدت في شخص ميلاني بيركنز، المؤسسة المشاركة والرئيسة التنفيذية لـ "كانفا".
- تمكنت بيركنز، بعزيمتها وإصرارها، من أن تحول فكرتها الوليدة من مجرد رسم تخطيطي في غرفة معيشة والدتها بأستراليا، لتبني منها صرحاً تكنولوجياً عملاقاً، ينافس عمالقة وادي السيليكون.
جذور الطموح المبكر:
- وُلدت ميلاني بيركنز عام 1987 في مدينة بيرث الأسترالية، ولم يمر وقت طويل حتى بدت عليها علامات العزيمة والإصرار، حتى وهي في ربيع طفولتها.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
- ففي سن الرابعة عشرة، لم تكتفِ بالدراسة؛ بل انخرطت في أنشطة تجارية ورياضية، فبدأت ببيع الأوشحة المصنوعة يدويًا في الأسواق المحلية، وفي موازاة ذلك، شاركت باحترافية في مسابقات التزلج الفني على الجليد، مكرسة وقتها للتدريب الشاق.
- كان لهذا الانضباط الصارم وأخلاقيات العمل الدؤوب التي صقلتها روح الرياضة فيها، أثر بالغ في بناء شخصيتها الريادية، ومكّنتها لاحقًا من تحقيق النجاح الباهر في عالم ريادة الأعمال.
أولى خطوات النجاح مع "فيوجن بوكس"
- خلال سنوات دراستها الجامعية في جامعة غرب أستراليا، استرعى انتباهها الصعوبة البالغة التي تواجه والدتها - التي تعمل معلمة - في مهمة إعداد كتب التخرج السنوية لطلابها بالطرق التقليدية.
- حينها ولدت شرارة فكرة مشروعها الريادي الأول الذي أطلقت عليه اسم "فيوجن بوكس"، الذي أسسته في سن مبكرة لم تتجاوز التاسعة عشرة.
- جاءت هذه المنصة لتقدم للطلاب والمعلمين حلاً إلكترونياً مبتكراً وغاية في السهولة، يمكنهم من تجميع الصور والنصوص واختيار القوالب الجاهزة لإنتاج كتب تخرج ذات تصميم أنيق دون عناء.
- لم يمضِ وقت طويل حتى حقق المشروع انتشاراً واسعاً ونجاحاً مدوياً، فتوسعت قاعدة مستخدميه لتشمل مئات المدارس ليس فقط في أستراليا، بل امتدت إلى نيوزيلندا وفرنسا.
حلم أكبر: تبسيط التصميم للجميع
- لم يقتصر عمل ميلاني على "فيوجن بوكس"؛ بل انخرطت أيضاً في مجال التدريس، وهو ما سمح لها باكتشاف عائق آخر كبير: الأدوات التقليدية للتصميم الجرافيكي، مثل برنامج "فوتوشوب" الشهير، كانت شديدة التعقيد بالنسبة للمبتدئين.
- تروي بيركنز كيف أن الطلاب كانوا يقضون فصلاً دراسياً كاملاً فقط لمحاولة فهم أماكن الأزرار وقوائم الأوامر في هذه البرامج.
- وهنا، نضجت فكرة أكثر جرأة في عقلها: لماذا لا تكون هناك منصة تصميم عبر الإنترنت؟ منصة تفاعلية تتسم بالبساطة، ومتاحة لأي شخص في العالم، بغض النظر عن خلفيته التقنية أو مستوى خبرته.
- حملت ميلاني هذه الفكرة الواعدة وعرضتها على العديد من المستثمرين، لكنها واجهت سيلاً من الرفض المتكرر.
- كان المنطق السائد يرى أن مجرد التفكير في أن شركة ناشئة من أستراليا، لا تملك الخبرة الطويلة، يمكنها أن تنافس عمالقة راسخين مثل "أدوبي"، هو ضرب من الخيال وغير واقعي.
- لكن ميلاني بيركنز، بحدسها القوي وإيمانها الراسخ بالمشكلة التي تريد حلها، ظلت ثابتة على موقفها، ومستعدة لتقديم الحل الذي آمنت به.
نقطة التحول في وادي السيليكون
- شكّل لقاء ميلاني بيركنز بالمستثمر الأمريكي اللامع بيل تاي، خلال مشاركتها في حدث مخصص لرواد الأعمال في أستراليا، نقطة تحول جوهرية غيرت مسار رحلتها.
- انبهر تاي برؤيتها المستقبلية الواعدة، ولم يتردد في استضافتها في معسكره الاستثماري الفريد الذي يجمع بين صقل الأفكار الريادية وشغف التزلج الشراعي.
- لكن مسار بناء الفريق لم يكن سهلاً؛ فقد استغرق الأمر عاماً كاملاً من البحث الدؤوب للعثور على مدير تقني تنفيذي يتمتع بالمواصفات التقنية العالية.
- وأخيراً، وبعد طول انتظار، انضم كل من كاميرون آدامز وديف هيرندن، وهما مهندسان بارعان سبق لهما العمل في "جوجل"، ليكتمل بذلك عقد الفريق المؤسس لـ"كانفا" وتبدأ فكرة التحول إلى واقع ملموس.
ولادة كانفا وسط الشكوك:
- في عام 2013، أبصرت منصة "كانفا" النور بشكل رسمي، لتطلق العنان لمفهوم جديد في عالم التصميم؛ وعلى الرغم من هذا الإطلاق الواعد، وجدت ميلاني صعوبة جمة في إقناع مستثمري وادي السيليكون بضخ المزيد من رؤوس الأموال في جولات تمويل لاحقة.
- لكنها لم تستسلم لليأس قط؛ وعادت إلى وطنها أستراليا، وبإيمان راسخ وعرض مقنع، نجحت في إقناع مستثمرين محليين بتمويل "كانفا" بمبلغ سخي بلغ 3 ملايين دولار.
- كان هذا التمويل بمثابة شريان الحياة الذي مكّن المنصة من البدء في مسارها نحو التوسع التدريجي والنمو المستمر، حتى مع مواجهة بعض التحديات الطارئة في بداياتها.
صعود أسطوري
- تحولت "كانفا" إلى واحدة من أروع قصص النجاح في عالم التكنولوجيا، وباتت تصنف ضمن أكثر الشركات إثارة للإعجاب على مستوى العالم، مدعومة بسجل حافل من الإنجازات المذهلة التي تشهد على ريادتها، أبرزها:
-تحقيق انتشار عالمي واسع النطاق، حيث يمتد حضورها في أكثر من 190 دولة حول العالم، وتخدم قاعدة مستخدمين نشطين تتجاوز 100 مليون مستخدم شهريًا.
-بلوغ قيمتها السوقية مستوى مذهل قدره 40 مليار دولار أمريكي في عام 2023 (هي شركة مغلقة وليست مقيدة في سوق الأسهم)، مما جعلها واحدة من أعلى الشركات قيمة في أستراليا على الإطلاق.
-تتويجها كواحدة من أكثر الشركات ابتكاراً في العالم، حيث احتلت المرتبة الرابعة في قائمة "فوربس" لعام 2021 لأكثر الشركات ابتكاراً، متفوقة بذلك بفارق هائل وملحوظ على منافستها التقليدية، "أدوبي".
دروس من رحلة ميلاني بيركنز
- تقدم لنا قصة نجاح ميلاني بيركنز، عصارة تجربة ثرية، ودروس قيّمة يجب أن يستلهمها كل شخص يطمح إلى دخول عالم ريادة الأعمال، وأبرز هذه الدروس:
-حوّل التحديات إلى فرص: لاحظت ميلاني التعقيد الذي يكتنف أدوات التصميم الحالية، فبادرت إلى ابتكار حل جذري يسهّل الأمر على الجميع.
-ابنِ رؤية عالمية وابدأ بخطوات صغيرة: انطلقت من مشكلة محلية واضحة في مشروعها الأول، ثم وسّعت نطاق حلمها ليغطي العالم بأسره.
-اجعل الرفض دافعاً للتحسين: لم تحبطها ردود المستثمرين السلبية، بل استغلت ملاحظاتهم في صقل فكرتها وتطوير نموذج عملها.
-كوّن فريقاً متجانساً ومتكاملاً: على الرغم من افتقارها للخلفية التقنية المتعمقة، أحاطت نفسها بشريكين مؤسسين يتمتعان بخبرة تقنية عظيمة، وبصيرة نافذة.
-تحلَّ بالمرونة في مواجهة العواصف: واجهت أزمات مبكرة وتحديات عسيرة، لكنها صمدت وقاومت بثبات، متجاوزةً العقبات بإصرار.
-ركز على تبسيط ما يبدو معقداً: كان هدفها الأساسي جعل التصميم متاحاً ويسيراً لكل فرد، وليس حكراً على المحترفين والخبراء فقط.
-اغرس بذور النمو التلقائي (الفيروسي): صممت المنصة بطريقة تشجع المستخدمين على التوصية بها لغيرهم، مما غذّى نموها بشكل سريع.
المصدر: تاكتيكال