spot_img

مقالات من تأليف : Fx Forsa

‏صحيفة: الفيدرالي يسرح 10% من القوى العاملة لديه


يخطط مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، لخفض عدد موظفيه بنسبة 10% خلال السنوات القليلة المقبلة، معللًا ذلك بأنه يسعى لأن يكون "مسؤولاً عن إدارة الموارد العامة".

وقال رئيس الفيدرالي "جيروم باول" في رسالة داخلية اطلعت عليها "فايننشال تايمز"، الجمعة، إن البنك المركزي الأمريكي "سيطلق برنامج رحيل طوعي لموظفيه المؤهلين للتقاعد اعتباراً من 31 ديسمبر 2027".

وسينطبق عرض الاستقالة الطوعية على موظفي مجلس المحافظين في واشنطن، ومع ذلك، فإن هدف خفض الوظائف بنسبة 10% سيسري على جميع أجهزة الاحتياطي الفيدرالي، التي تضم 12 بنكاً إقليمياً.

وذكر "باول" أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بصفته "مسؤولاً عن إدارة الموارد العامة بحرص ومسؤولية"، فهو بحاجة إلى ضمان أن تكون ميزانياته "موجهة نحو تحقيق أهدافها".

‏يونايتد هيلث.. ماذا وراء انهيار قيمة أكبر شركة للتأمين الصحي في أمريكا؟

توالت الأخبار السلبية بالنسبة لشركة "يونايتد هيلث"، ما أثر بالسلب على سهمها ليتراجع بنحو 50% منذ مطلع العام الجاري، فماذا حدث لأكبر شركة تأمين صحي في الولايات المتحدة؟

اغتيال مسؤول

- بدأت موجة الأخبار السلبية بشأن الشركة، منذ مقتل الرئيس التنفيذي لوحدة التأمين الصحي التابعة لها "برايان تومسون" في حادث إطلاق نار في الرابع من ديسمبر، وهي القضية التي أطلقت العنان لموجة من الاستياء والنقد اللاذع تجاه الشركة رغم الفاجعة.

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

تأخير متعمد

- عزا المحققون في عملية القتل بعد استجواب الجاني في بنسلفانيا، عملية الاغتيال إلى الرغبة في الانتقام من دور "تومسون" في تأخير ورفض مطالبات طبية تأمينية أكثر من أي شركة أمريكية أخرى، وهو ما أثار قلق المسؤولين حول نموذج عمل الشركة.

تضخم قيمة الشركة

- في مارس، رُفعت دعوى قضائية ضد الشركة، زعم فيها المساهمون أن "يونايتد هيلث" بالغت سابقًا في سعر سهمها، من خلال التمسك بتوقعاتها المالية القديمة، حتى مع علمها بعدم قدرتها على تحقيقها منذ مقتل "تومسون" في ديسمبر.

نتائج مالية مخيبة

- أعلنت "يونايتد هيلث" في أبريل أول انخفاض في أرباح الشركة الفصلية منذ عام 2008، كما خفضت توقعاتها للعام بأكمله بسبب زيادة تكاليف الرعاية الطبية بشكل غير متوقع.

أعمال ضخمة

- شركة "يونايتد هيلث" هي أكبر مقدم لخدمات التأمين الصحي في الولايات المتحدة، وكانت بين أكبر 20 شركة أمريكية من حيث القيمة السوقية قبل الانخفاض الأخير للسهم، وتجاوزت إيراداتها 400 مليار دولار العام الماضي.

استقالة مفاجئة

- أعلنت شركة التأمين الصحي الأمريكية عن رحيل رئيسها التنفيذي "أندرو ويتي" بشكل مفاجئ في وقت سابق هذا الشهر، مع تعليق توقعاتها المالية لعام 2025، على أن يتولى الرئيس التنفيذي السابق "ستيفن هيمسلي" زمام الأمور.

تحقيق فيدرالي

- أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" هذا الأسبوع بأن وحدة مكافحة الاحتيال في الرعاية الصحية التابعة لوزارة العدل تشرف على تحقيق جنائي مع الشركة لاحتمال تلاعبها في أحد برامج التأمين الصحي.

التحديات عديدة

- أشارت "أنجالي خيملاني" المحللة لدى "ياهو فاينانس"، إلى أن التحديات أمام الشركة عديدة، بدءًا من ارتفاع التكاليف، وضغوط المساهمين بشأن قيمتها، والتدقيق من قبل لجنة التجارة الفيدرالية ووزارة العدل، وجميعها تُثقل كاهل أعمالها.

السهم يتراجع

- أدت كل هذه العوامل، إلى انخفاض السهم إلى أدنى مستوى له في 5 سنوات خلال تعاملات الخميس، لتخسر الشركة نصف قيمتها تقريبًا منذ 16 أبريل عندما بلغت 530 مليار دولار.

تأثير واسع

- خسائر سهم "يونايتد هيلث" أثرت سلبًا على تحركات مؤشر "داو جونز"، حيث ارتفع المؤشر بنسبة 5% منذ 16 أبريل، مقارنة مع صعود "إس آند بي 500" بنسبة تُقارب 10%، و"ناسداك" المركب بنسبة 14%.

المصدر: أرقام- ياهو فاينانس – فوكس بيزنس- رويترز- سي إن إن- إن بي آر- بي بي إس نيوز- وول ستريت جورنال

‏ترامب يتهم رئيس إف بي آي السابق بالدعوة لقتله عبر رسالة غامضة

اتهم الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، الجمعة، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق "جيمس كومي"، بالدعوة إلى اغتياله في منشور غامض عبر منصة "إنستجرام".

وذكر "ترامب" في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، بعد يوم من فتح وزارة الأمن الداخلي وجهاز الخدمة السرية تحقيقًا في منشور "كومي": "كان يعلم تمامًا ما يعنيه ذلك".

وأضاف الرئيس: "الطفل يعرف ما يعنيه ذلك، إذا كنت مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي ولا تعرف، فهذا يعني ’اغتيالًا‘، وهذا واضح تمامًا، لقد استعادت بلادنا الاحترام، ومع كل هذا، يدعو إلى اغتيال الرئيس".

يشير الرئيس الأمريكي إلى صورة نشرها "كومي" تظهر مجموعة من الأصداف الذي يبدو أن أحد ما استخدمه لتشكيل الرقم "8647" على الشاطئ.

وفي منشور لاحق، نفى "كومي" أن تكون الصورة، تمثل تهديدًا لـ "ترامب"، الذي أقاله من منصب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي في مايو 2017.

وكتب "كومي": "نشرتُ سابقًا صورة لبعض الأصداف التي رأيتها أثناء نزهة على الشاطئ، والتي افترضتُ أنها رسالة سياسية".

وتابع: "لم أكن أُدرك أن بعض الناس يربطون هذه الأرقام بالعنف، لم يخطر ببالي ذلك قط، لكنني أعارض العنف بجميع أشكاله، لذا حذفتُ المنشور".

ويعني لفظ "86" في الإنجليزية - بشكل غير رسمي - "رفض الخدمة" أو "طرد" أو "حظر" العميل، كما يشير أيضًا إلى "رفض" أو "إيقاف" أو "التخلص من شيء ما"، أما الرقم "47" فهو يشير على الأرجح إلى "ترامب" كونه الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة.

وتعقيبًا على اعتذار "كومي"، قال "ترامب": "حسنًا، لقد اعتذر لأنه تعرض للهجوم، الأمر متروك للمدعية العامة الآن، لا أريد اتخاذ موقف بشأن هذا الأمر، أعتقد أنه أمر فظيع، إنه شرطي فاسد".

‏الأعلى أجرًا.. رونالدو يتصدر بثالث أكبر دخل سنوي في تاريخ الرياضيين

في حين لا يزال الجدل قائمًا حول ما إذا كان "كريستيانو رونالدو" هو الأفضل في عالم كرة القدم، إلا أنه يُعد الرياضي الأعلى أجرًا في العالم، للعام الثالث على التوالي، وللمرة الخامسة إجمالًا، وفقًا لقائمة "فوربس" 2025.

عصر رونالدو

- في سن الأربعين، يحقق نجم كرة القدم البرتغالي ثالث أعلى دخل سنوي في تاريخ الرياضيين، حيث يتفوق على "رونالدو" الملاكم "فلويد مايويذر"، الذي جنى 300 مليون دولار في عام 2015 و285 مليون دولار في عام 2018.

دخل قياسي

- جنى الرياضيون الخمسون الأعلى دخلًا نحو 4.23 مليار دولار هذا العام، متجاوزين الرقم القياسي السابق البالغ 3.88 مليار، وشكلت العائدات من الإعلانات وعقود الرعاية والأنشطة التجارية 1.04 مليار دولار، بزيادة 11% عن 936 مليون دولار في عام 2024.

نمو هائل

- جمع أفضل 50 لاعبًا 3.19 مليار دولار من رواتب اللعب والمكافآت والجوائز المالية، بزيادة كبيرة بلغت 67% في ثلاث سنوات فقط.

استثمار سعودي

- فضلًا عن دعم السعودية لدوري "ليف جولف"، يرتبط 4 من أعلى 10 رياضيين دخلًا بالمملكة؛ حيث شارك الملاكم "فيوري" في منافسات بالرياض، كما يتولى "ميسي" الترويج للسياحة، بالإضافة إلى مشاركة "رونالدو" و"بنزيما" في دوري المحترفين.

هيمنة السلة

- ضمّت القائمة 16 لاعب كرة سلة، وهو العدد الأكبر بين جميع الرياضات هذا العام، ويعكس ذلك الشعبية العالمية المتزايدة لدوري كرة السلة الأمريكي للمحترفي، وقيمة العقود والإعلانات التي يحصل عليها اللاعبون.

أعلى 10 رياضيين دخلًا في العالم خلال عام 2025

الترتيب

اللاعب

الرياضة

العمر

الجنسية

إجمالي الدخل

(مليون دولار)

1

كريستيانو رونالدو

كرة القدم

40

البرتغال

275

2

ستيفن كاري

كرة السلة

37

الولايات المتحدة

156

3

تايسون فيوري

الملاكمة

36

المملكة المتحدة

146

4

داك بريسكوت

كرة القدم الأمريكية

31

الولايات المتحدة

137

5

ليونيل ميسي

كرة القدم

37

الأرجنتين

135

6

ليبرون جيمس

كرة السلة

40

الولايات المتحدة

133.8

7

خوان سوتو

البيسبول

26

جمهورية الدومينيكان

114

8

كريم بنزيما

كرة القدم

37

فرنسا

104

9

شوهي أوهتاني

البيسبول

30

اليابان

102.5

10

كيفن دورانت

كرة السلة

36

الولايات المتحدة

101.4

ثروة رياضية

- حقق الرياضيون العشرة الأعلى أجرًا مجتمعين 1.4 مليار دولار، بزيادة طفيفة عن 1.38 مليار دولار في العام الماضي، وهو أكبر إجمالي منذ أن بدأت "فوربس" تصنيف أرباح الرياضيين عام 1990.

قائمة نارية

- ارتفع الحد الأدنى للانضمام إلى قائمة أعلى 50 رياضيًا أجرًا إلى مستوى قياسي قدره 53.6 مليون دولار، بزيادة 19% عن 2024، وقرابة ضعف نظيره عام 2017، وللعام الثاني على التوالي، حقق كل عضو من العشرة الأوائل 100 مليون دولار على الأقل.

تفوق هائل

- حطم "بريسكوت"، لاعب فريق "دالاس كاوبويز"، و"سوتو"، لاعب فريق "نيويورك ميتس"، الأرقام القياسية في دخول لاعبي دوري كرة القدم الأمريكية ودوري البيسبول.

خارج الملعب

- جنى كل من "كاري" و"أوهتاني" دخلًا سنويًا بلغ 100 مليون دولار من خارج الملعب، ولم يحقق هذا الإنجاز سوي لاعب فنون القتال المختلطة "كونور ماكجريجور" (158 مليون دولار - 2021)، ولاعب الجولف "تايجر وودز" (105 ملايين دولار - 2009)، ولاعب التنس "روجر فيدرر" (100 مليون دولار - 2020).

المصدر: فوربس

‏سوق يصعد ومتداول يخسر .. لماذا؟

يلتحق غالبية المتداولين بسوق الأسهم لأول مرة أثناء ارتفاع السوق، حيث تغري المؤشرات الخضراء كثيرين بالانضمام طمعًا في تحقيق الأرباح، وسعيًا لتنمية رؤوس الأموال.

وعلى الرغم من أن مدة ارتفاع السوق دائمًا ما تكون أطول من حيث الفترة الزمنية، وأعلى من حيث القيمة السوقية، لأن الاقتصادات تنمو وتتسع في غالبية الوقت مع تطور التكنولوجيا الإنتاجية وزيادة أعداد المستهلكين، حتى مع مرورها بمتاعب، فإن كثيرين ينتهي بهم الأمر خاسرين على الرغم من ارتفاع السوق ككل.

المتأخرون

وهناك العديد من الأسباب وراء ذلك، ومن أهمها وجود من يعرفون "بالمتأخرين"، أي هؤلاء الذين يدخلون السوق بعد أن يتشكل اتجاه واضح صاعد لسهم بعينه، وغالبًا ما يغريهم الصعود السريع للسهم، وبالتالي فإن اهتمامهم غالبًا ما يكون بأسهم عالية المخاطرة، أو تلك التي تشهد ظروفًا استثنائية تؤدي لصعود سريع واستثنائي في قيمتها، وغالبًا ما تكون تلك الأسهم عرضة للانخفاض السريع أيضا.

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

فعلى سبيل المثال، صعد سهم "نتفليكس" من سعر 500 دولار في 18 يونيو 2021 إلى أكثر من 680 دولارًا في 12 نوفمبر من العام نفسه، أي أن السهم ارتفع بنسبة 36% خلال 5 أشهر فحسب، بما حرّض كثيرين على الانضمام لهذا التوجه الصاعد بسرعة رغبة في حصد الأرباح.

ولكن وفي 11 مارس 2022 انحدر السهم ليصل إلى 340 دولارًا، أي أنه فقد 50% من قيمته في خلال نفس الفترة التي ارتفع فيها سابقًا، 5 أشهر، بما يشير إلى سهم يعاني من تذبذب شديد، والشاهد أنه في القمم والقيعان شهدت بعض جلسات سوق الأسهم ارتفاعًا في حجم التداول على الأسهم بنسبة 70-120% بما يعكس بيع أعداد كبيرة في القيعان وشرائهم في القمم (مقابل العكس لعدد أقل من الرابحين ذوي الخبرة).

ويلاحظ أن من تمسك بالسهم حتى بعد انخفاضه بهذا الشكل قد ينتهي به الأمر رابحًا وبشدة إذا اشترى في أي مستوى من المستويات السابقة، إذ ارتفع سعر السهم ليصل إلى مستوى 1140 دولارًا في 9 مايو 2025، أي أن من اشتراه في مارس 2022 وباعه في مايو 2025 يكون قد حقق ربحًا 335%، بل وتلافي الهبوط والتذبذب الذي عاناه السوق الأمريكي ككل في الأشهر الأولى لعام 2025.

حتى الخبراء يخطئون

وعلى الرغم من هذا، فإن صعود سهم "نتفليكس" بهذا الشكل يبدو غير مبرر، حيث تسبب في وصول مضاعف الربحية إلى أكثر من 53، مع وصول قيمتها السوقية لأكثر من 450 مليار دولار، فالشركة تحقق أرباحًا وتنمو إيراداتها، لكنها تعمل في مجال مليء بتحديات المنافسة، سواء القديمة مثل "ديزني" أو الحديثة نسبيًا مثل "أبل".

والشاهد هنا أن الشراء في ظل عدم وجود أسباب حقيقية تبرر مثل هذا الارتفاع في مضاعف الربحية، يؤدي حتمًا إلى سيطرة مشاعر الخوف والطمع على المتداولين، مما يؤدي إلى خسارة غالبيتهم في السهم، حتى مع ارتفاعه، بسبب الاحتفاظ المبالغ به من ناحية، والبيع مع سيادة حالة الهلع في المقابل.

وهنا يظهر السبب الثاني للخسارة مع ارتفاع السوق، وهو الاعتقاد السائد في أن "الاتجاه صديقك"، أي أنه إذا كان السائد في السوق هو الشراء، فإنه عليك الشراء، والعكس بالعكس.

ولا يمكن استثناء حتى الكثير من المحللين وسماسرة الأسهم، حيث يندر أن تقل نسبة التوصية بشراء الأسهم في ظل سوق صاعد عن 80% من المحللين، بما يعكس أن الكثير ممن يفترض بهم أن يكونوا "أهل الخبرة" لا يتحسبون لانخفاض السوق مستقبلًا ويراهنون على استمرار الصعود بغض النظر عن حقائق السوق والشركات.

ويمكن أن نشير هنا مثلًا إلى مثال شركة "نتفليكس" أيضًا، حيث ينصح 70% من 54 محللًا متعاونين مع شبكة "سي.إن.إن" بشراء سهم الشركة، و26% منهم بالاحتفاظ به، و4% فحسب ببيعه، على الرغم مما أشرنا إليه حول قوة المنافسة ومضاعف الربحية المرتفع للغاية.

ويمكن القول هنا إن إجراء اختيارات مختلفة عن اتجاه السوق يحتاج أولًا إلى معرفة قوية، ثم ثقة أقوى في هذه المعرفة وقوة أعصاب في عدم الاستجابة لتحركات السوق غير المستندة إلى أسباب مادية ملموسة أي تلك المدفوعة بالنواحي النفسية من الطمع أو عدم القدرة على النظر إلى انكسار المنحنى الصاعد.

المضاربة والثقة الزائفة

وتأتي الأزمة الأهم أيضا وهي في الدخول في مضاربات، وتزدهر المضاربات بصورة أكبر في السوق المتقلبة، ولكن بعض التحركات "الموجهة" أو تلك التي تستند على معلومات تتفوق على تلك ذات رؤوس الأموال الضعيفة أو تلك التي تفتقد للمعلومات، ومع أن 60-80% من المتداولين الصغار في سوق الأسهم يقبلون على المضاربة وليس الاستثمار فإن منطق الاحتفاظ قصير المدى دائما ما يجعلهم خاسرين في مواجهة خصوم أقوى.

وهنا نتذكر المقولة الواقعية للغاية: "الاستثمار مثل الصابون، كلما لمسته كلما قل". والمقصود هنا أن الاستمرار في عمليات البيع والشراء بسرعة كبيرة، يجعل رؤوس الأموال تتآكل، مثلما يحدث الأمر عند استخدام صابونة لغسيل الأيدي حيث يتقلص حجمها تدريجيًا.

ومن بين أسباب الخسارة في السوق الصاعد، ما تثيره المؤشرات الخضراء من ثقة زائفة في صدور الكثير من المتعاملين، فعلى سبيل المثال، تلعب تحيزات الثقة المفرطة دورًا سلبيًا كبيرًا في إلحاق الضرر بالعديد من المتعاملين في أسواق الأسهم. وتؤكد الدراسات في هذا الصدد أن نسبة تتراوح بين 70% إلى 80% من المتعاملين في السوق يعتقدون أنهم "أكثر كفاءة من غيرهم" في تحليل اتجاهات الأسواق والتنبؤ بحركتها.

ولذلك يُرجع هؤلاء أي أخطاء في توقعاتهم إلى عوامل خارجية أو أخطاء يرتكبها الآخرون، بدلاً من الاعتراف بضعف تحليلاتهم الشخصية، وبالتالي لا يميلون إلى تعديل أساليبهم أو التعلم من أخطائهم.

وقد تجلت آثار هذه الثقة المفرطة والتحيزات المعرفية بشكل واضح خلال الفترة بين عامي 2020 و2022، حيث شهدت الأسواق المالية ظاهرة غير مألوفة تمثلت في هوس جماعي بأسهم الشركات الصغيرة شديدة التقلب، والمعروفة باسم "أسهم الميم"، وقد ارتفعت هذه الأسهم بشكل صاروخي، ليس بسبب قوة أساسياتها المالية أو أدائها الفعلي، بل بسبب الضجة الإعلامية والتضخيم عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وساد بين الغالبية العظمى من المتداولين، بنسبة وصلت إلى 90%، اعتقاد راسخ بأن أسهم الميم تمثل "فرصة استثمارية استثنائية لا يُمكن تفويتها". فقد اعتقدوا أن أسعار هذه الأسهم منخفضة جدًا ولا يمكن أن تهبط أكثر من ذلك، وأن مسارها الوحيد سيكون تصاعديًا لا محالة. هذا الاعتقاد دفعهم إلى شراء هذه الأسهم بشكل مكثف، مما أدى إلى تضخيم قيمتها بشكل غير منطقي، بعيدًا عن أي معايير استثمارية موضوعية.

إلا أن الواقع سرعان ما كشف زيف هذه الثقة المفرطة، حيث انهارت أسهم الميم انهيارًا كارثيًا، وخسر أكثر من 95% منها جميع المكاسب التي حققتها خلال فترة الهوس الجماعي. وهكذا تحولت هذه الأسهم من كونها محط أحلام المضاربين إلى "منطقة محظورة" بالنسبة للمستثمرين الجادين، الذين أصبحوا يتحاشون الدخول في مثل هذه "الفقاعات".

وأيضًا يميل الكثير من المتداولين، حوالي 40% منهم إلى التجارة في قطاع واحد، وبعضهم يمتلك سهما واحدا فحسب، وبالتالي يكون أكثر عرضة للتقلبات بعيدًا عن المحفظة المتنوعة، وكثيرًا ما تكون هذه الأسهم عالية المخاطرة بما يؤدي للخسارة المؤكدة لرؤوس الأموال.

ولكل في هذه الأسباب السابقة قد يكون السوق صاعدًا وعلى الرغم من ذلك يخسر الكثيرون في السوق، فنتيجة الانحيازات المعرفية المختلفة وغياب المعرفة الضرورية للاستثمار دائمًا ما تكون سلبية.

المصادر: أرقام- وول ستريت جورنال- سي.إن.إن- ياهو فينانس- فوربس-

هل تحتاج مساعدة لاختيار الباقة الأنسب لك؟