Fx Forsa

الرئيسيةالأخبار الأقتصادية‏دروس التاريخ .. كيف استخدمت أمريكا المال والنار لبناء دولة عظمى نهمة...

‏دروس التاريخ .. كيف استخدمت أمريكا المال والنار لبناء دولة عظمى نهمة للتوسع؟

-

‏دروس التاريخ .. كيف استخدمت أمريكا المال والنار لبناء دولة عظمى نهمة للتوسع؟

الكاتب:

{pubdate}

قبل أيام فقط، وطأت قدما الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” أرض ألاسكا في زيارة أثارت ضجيجًا سياسيًا وإعلاميًا واسعًا؛ أرضٌ لطالما حملت في ذاكرتها آثار الراية القيصرية الروسية قبل أن تُباع بثمن بخس إلى الولايات المتحدة في عام 1867.

مشهد “بوتين” في أقصى الشمال الأمريكي بدا وكأنه استدعاء صاخب للتاريخ الاستعماري الروسي في أمريكا الشمالية، حين امتد التواجد الروسي من ألاسكا حتى سواحل كاليفورنيا.

هذه الزيارة فتحت بابًا واسعًا للتساؤل: كيف تحولت أراضٍ كانت تُدار من سانت بطرسبورغ إلى ركيزة من ركائز القوة الأمريكية؟ وكيف شكّل شراء الأراضي وضمّها — سواء بالمال أو بالنار — مسارًا حاسمًا في صناعة الإمبراطورية الأمريكية الحديثة؟

منذ ولادتها كجمهورية ناشئة في أواخر القرن الثامن عشر، لم تكتفِ الولايات المتحدة بالمساحة التي ورثتها عن المستعمرات البريطانية، بل انطلقت في مسار توسّعي لا يهدأ، كان ثمنه مزيجًا من الذهب والدبلوماسية والدماء.

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

وعلى مدى القرن التاسع عشر، ظلّت واشنطن تُوسِّع رقعة خريطتها بوتيرة شبه منتظمة؛ مرة عبر صفقات ضخمة مثل شراء لويزيانا من “نابليون”، وأخرى عبر تفاوض مثير للجدل مثل شراء ألاسكا من روسيا، وفي أحيان عبر حروب ضارية مع المكسيك وإسبانيا.

بينما تبدو هذه العمليات اليوم صفحات متفرقة من كتب التاريخ، فإنها في الحقيقة مثلت اللبنات التي قامت عليها القوة الاقتصادية والعسكرية التي يعرفها العالم الآن، والتي يمكن تسميتها بـ “أمريكا العظمى”.

القدر المبين

– التوسع الإقليمي للولايات المتحدة هو قصة ممتدة من بدايات تأسيس الجمهورية حتى مطلع القرن العشرين، فمنذ استقلالها عام 1776، انتهجت سياسة عرفت بـ “القدر المتجلي” أو “القدر المُبين” القائمة على اعتقادها بحقها في التوسع غربًا حتى المحيط الهادئ.

– في سبيل ذلك، استخدمت مزيجًا من المعاهدات الدبلوماسية، والشراء بالمال، لتوسيع أراضيها، والتي رغم أن بعضها جاء بطرق سلمية نسبيًا، إلا أن العديد من تلك التوسعات رافقتها نزاعات مسلحة أو ضغوط عسكرية.

– في حالات أخرى، استُخدمت تكتيكات غير مباشرة، ففي فلوريدا شجع الأمريكيون ثورة المستوطنين ضد إسبانيا عام 1810، قبل التوغل العسكري عام 1818، ما أجبر مدريد على التفاوض.

– أما في هاواي، دعم رجال أعمال أمريكيون تمردًا أطاح بالملكة عام 1893، ليأتي الضم بعد بضع سنوات في خضم الحرب مع إسبانيا.

أبرز حالات ضم الأراضي في التاريخ الأمريكي

الإقليم/ الولاية

العام

طريقة الاستحواذ

ممن؟

الثمن أو المقابل

لويزيانا

1803

شراء

فرنسا

15 مليون دولار

فلوريدا

1819

تنازل

إسبانيا

سداد ديون بقيمة 5 ملايين دولار

تكساس

1845

ضم طوعي

جمهورية تكساس المستقلة

سداد ديون بقيمة 10 ملايين دولار

أوريغون

1846

معاهدة مع بريطانيا

بريطانيا

تقسيم ودي

كاليفورنيا وباقي الجنوب الغربي

1848

معاهدة بعد حرب

المكسيك

15 مليون دولار+ 3 مليون دولار من الديون

غادسدن

(جنوب أريزونا/ نيو مكسيكو)

1853

شراء

المكسيك

10 ملايين دولار

ألاسكا

1867

شراء

روسيا

7.2 مليون دولار

هاواي

1898

ضم أحادي

جمهورية هاواي

لا شيء

جزر العذراء

1917

شراء

الدنمارك

25 مليون دولار

– شملت التوسعات الأخرى، حصول الولايات المتحدة على بورتوريكو وغوام بعد الحرب مع إسبانيا (ودون مقابل مالي) عام 1898، كما حصلت على الفلبين مقابل 20 مليون دولار ضمن معاهدة باريس، وسيطرت أيضًا على ساموا عام 1899 بموجب اتفاق مع ألمانيا وبريطانيا.

كيف أخضعت القوى العظمى؟

– فاجأت صفقة شراء لويزيانا العالم حيث تخلّى “نابليون” عن إقليم شاسع بأمريكا الشمالية يعادل نحو ربع الولايات المتحدة الحالية، ويرجع ذلك إلى حقيقة أنه كان يخوض حروبًا مكلفة في أوروبا وفقد اهتمامه بالإمبراطورية الغربية بعد فشل حملة هايتي.

– أما ضم فلوريدا، فجاء مع ضعف السيطرة الإسبانية، حيث دخل الجنرال “أندرو جاكسون” بقواته إلى الولاية بذريعة ملاحقة قبائل السيمينول والعبيد الفارين، وتجاوز الأوامر واحتل حصونًا إسبانية وأعدم بريطانيين اتُّهموا بتحريض القبائل.

– أمام الأمر الواقع وضغط الثورات في مستعمراتها، وافقت مدريد على معاهدة 1819، حيث تنازلت عن فلوريدا دون مقابل واكتفت بسداد الولايات المتحدة ديون إسبانية بقيمة 5 ملايين لمواطنين أمريكيين.

– بعد استقلال تكساس عن المكسيك عام 1836، سعت للانضمام إلى الولايات المتحدة، لكن الانقسام الداخلي أخّر الخطوة، إذ خشي كثيرون من تعزيز نفوذ الولايات الجنوبية ومن اندلاع حرب مع المكسيك، ورغم ذلك أقر الكونجرس مشروع الضم في ربيع 1845.

– اعتبرت المكسيك هذا الضم عملاً عدائيًا وقطعت العلاقات فورًا، وسرعان ما تصاعد التوتر حول حدود تكساس، فأرسلت واشنطن قواتها إلى منطقة متنازع عليها على ضفاف ريو غراند، ما أدى إلى اشتباك عسكري استغلته الولايات المتحدة لإعلان الحرب في مايو 1846.

– خلال هذه الحرب، احتلت قوات واشنطن مكسيكو سيتي وأُجبرت المكسيك في 1848 على توقيع معاهدة “غوادالوبي هيدالغو” التي تنازلت بموجبها عن نصف أراضيها، بما في ذلك كاليفورنيا.

– انتقد سياسيون ومثقفون أمريكيون هذه الحرب ووصفوها بالعدوانية وغير العادلة والتي اغتصبت أمريكا بموحبها أرض دولة جارة، ومن أبرز المنتقدين الجنرال “أوليسيس جرانت” الذي شارك في الحرب شابًا ثم وصفها لاحقًا بأنها “إحدى أظلم الحروب التي شنّها الأقوى ضد الأضعف”.

– أما عن صفقة ألاسكا، فجاءت بعدما قررت روسيا التخلص من مستعمرتها في أمريكا لأسباب دفاعية واقتصادية عقب هزيمتها في حرب القرم، حيث أدرك القيصر “ألكسندر الثاني” صعوبة حماية ألاسكا من بريطانيا (في كندا) في أي حرب قادمة، إلى جانب تراجع تجارة الفراء هناك.

– عرضت روسيا بيع الإقليم للولايات المتحدة على أمل تقوية الأخيرة كحاجز أمام التوسع البريطاني، وانتهز وزير الخارجية “ويليام سيوارد” الفرصة رغم بعض التردد في واشنطن بسبب الحرب الأهلية التي انتهت للتو، وتمت الصفقة بسعر سنتين للفدان الواحد أو 7.2 مليون دولار إجمالًا (150-200 مليون بقيمة اليوم).

ماذا استفادت أمريكا؟

– أتاحت كل عملية توسع للولايات المتحدة فوائد اقتصادية مباشرة ساعدت على ازدهارها في حينه، فمع شراء لويزيانا ضمنت سيطرتها الكاملة على نهر المسيسيبي وميناء نيو أورلينز، شريان التجارة والزراعة في قلب القارة، كما ضمنت أراضي خصبة مجانية للمستوطنين، وفتحت السهول الكبرى أمام رعي الماشية.

– بعد الحرب المكسيكية مباشرة، اكتُشف الذهب في كاليفورنيا، ما أطلق العنان لـ “حمى الذهب” عام 1849، والذي عزز النمو الأمريكي بقوة، وأيضًا بعد شراء ألاسكا اكتشف بها الذهب عام 1896، وهرع الآلاف إلى هناك، وتبينت الأهمية الاستراتيجية للولاية بشكل أكبر خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة أهمية.

– أيضًا، سرعان ما ازدهرت زراعة الحمضيات والقطن في فلوريدا بمزارع الأمريكيين، وعبر ميناءي بينساكولا وجاكسونفيل انخرطت الولاية في التجارة عبر الخليج، أما ضم تكساس فجلب معه كنوزًا زراعية ومعدنية هائلة.

– اشتهرت تكساس بأراضيها الخصبة ومراعيها الشاسعة وقطاع المواشي المزدهر، وبعد حوالي نصف قرن من الضم، حُفرت أول بئر نفطية في شرق الولاية لتطلق طفرة النفط التي جعلتها من أغنى المناطق بالموارد الطبيعية، لكن حتى قبل النفط كانت الولاية تضيف اقتصادًا وموقعًا تجاريًا هامًا لأمريكا.

– لكن، لنتخيل المشهد البديل لو لم تحصل الولايات المتحدة على تلك الأراضي عبر الشراء أو الحرب، كيف كان سيكون حجم أمريكا واقتصادها اليوم؟

الأهمية الاقتصادية للأراضي التي ضمتها الولايات المتحدة اليوم

الولاية

أهميتها

كاليفورنيا

– أكبر ولاية من حيث عدد السكان (39 مليون نسمة)

– أكبر ولاية من حيث الاقتصاد (4.1 تريليون دولار أو 14% من إجمالي الاقتصاد الأمريكي)

– إذا استقلت فستشكل رابع أكبر اقتصاد في العالم بعد أمريكا والصين وألمانيا

– ساهمت بـ 805 مليارات دولار من الضرائب الفيدرالية في 2024

– محرك مهم للغاية في قطاعات التكنولوجيا والصناعة والزراعة

تكساس

– ثاني أكبر ولاية من حيث حجم الاقتصاد (2.7 تريليون دولار أو 9% من اقتصاد البلاد)

– يقطنها 31 مليون نسمة

– أكبر منتج للطاقة في البلاد بفضل أعمال النفط المزدهرة

– لو لم تصبح جزءًا من الولايات المتحدة، كانت ستضطر الأخيرة لاستيراد كميات هائلة من النفط والغاز اليوم

– ساهمت بنحو 417 مليار دولار من الضرائب الفيدرالية في 2024

فلوريدا

– رابع أكبر اقتصاد بين الولايات (1.7 تريليون دولار)

– يسكنها 23 مليون نمسة

– تعد بوابة أمريكا الجنوبية والسياحية.

– ساهمت بنحو 325 مليار دولار من الضرائب الفيدرالية في 2024

ولايات الجنوب الغربي

(أريزونا، نيفادا، يوتا، نيو مكسيكو، كولورادو)

– يبلغ اقتصادها معًا نحو 1.3 تريليون دولار

– يسكنها إجمالًا 25 مليون نسمة

– تشكل معًا نحو ربع المساحة القارية للولايات المتحدة

– فقدان الولايات المتحدة لها يعني خسارة مناجم هائلة للنحاس والذهب والفضة وأراض زراعية مهمة.

ألاسكا

– اقتصادها صغير نسبيًا (70 مليار دولار فقط)

– يسكنها نحو 700 ألف نسمة

– لكنها من أكبر الولايات المنتجة للنفط الخام (3% – 4%)

– تحوي مكامن هائلة من الغاز الطبيعي والمعادن النادرة وأكبر مصائد السمك في البلاد

– إذا استبعدنا الولايات والأقاليم التي ضمتها الولايات المتحدة بالشراء أو الحرب نجد أن أمريكا كانت مساحتها الحالية لتكون أقل بنحو الثلثين تقريبًا، وعدد السكان أقل 40% ليصبح 200 مليون فقط، والاقتصاد أقل بنحو 12 تريليون دولار ليصبح 17 تريليون دولار (الثاني عالميًا خلف الصين: 19 تريليون دولار).

– منذ أن دفعت بمدافعها نحو قبائل السكان الأصليين، وفرضت معاهداتها القسرية على المكسيك وإسبانيا، لم تكن شهية واشنطن للتوسع يومًا هادئة، ورسمت بخطوط الدم والذهب حدود الإمبراطورية الأمريكية، لكن التاريخ لم يتوقف عند تلك الخرائط.

– اليوم، تعود نبرة الطموح التوسعي لتطل برأسها في خطابات “دونالد ترامب”، تارة بتلميحات لشراء جرينلاند أو استعادة قناة بنما أو حتى مدّ اليد شمالًا نحو كندا، وتارة أخرى بالاستفادة من مناطق الصراع في أماكن أخرى من العالم مقابل تسوية النزاعات.

– هكذا يتبدى أن روح “القدر المبين” لم تُدفن مع القرن التاسع عشر، بل ما زالت تسكن الخطاب السياسي الأمريكي، تُغيّر وجوهها لكنها لا تُغير جوهرها: نزعة لا تشبع للتوسع وإعادة تشكيل الجغرافيا وفق منطق القوة.

المصادر: أرقام- مكتب المؤرخين التابع لوزارة الخارجية الأمريكية- جمعية مؤرخي العصر المذهب والعصر التقدمي- ري تيبستر- الإدارة الوطنية الأمريكية للأرشيف والسجلات- مكتب الإحصاء الأمريكي- موقع ألامو- موقع الجيش الأمريكي- جمعية مؤرخي مقاطعة مونتيري- موقع هيستوري- موقع حكومة كاليفورنيا- موقع حكومة تكساس- مصلحة الضرائب الأمريكية- شات جي بي تي- كلود

اقرأ الخبر من المصدر

مختارات التحليل والأخبار الأقتصادية

أخر الأخبار

- Advertisement -spot_img

‏دروس التاريخ .. كيف استخدمت أمريكا المال والنار لبناء دولة عظمى نهمة للتوسع؟

الكاتب:

{pubdate}

قبل أيام فقط، وطأت قدما الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” أرض ألاسكا في زيارة أثارت ضجيجًا سياسيًا وإعلاميًا واسعًا؛ أرضٌ لطالما حملت في ذاكرتها آثار الراية القيصرية الروسية قبل أن تُباع بثمن بخس إلى الولايات المتحدة في عام 1867.

مشهد “بوتين” في أقصى الشمال الأمريكي بدا وكأنه استدعاء صاخب للتاريخ الاستعماري الروسي في أمريكا الشمالية، حين امتد التواجد الروسي من ألاسكا حتى سواحل كاليفورنيا.

هذه الزيارة فتحت بابًا واسعًا للتساؤل: كيف تحولت أراضٍ كانت تُدار من سانت بطرسبورغ إلى ركيزة من ركائز القوة الأمريكية؟ وكيف شكّل شراء الأراضي وضمّها — سواء بالمال أو بالنار — مسارًا حاسمًا في صناعة الإمبراطورية الأمريكية الحديثة؟

منذ ولادتها كجمهورية ناشئة في أواخر القرن الثامن عشر، لم تكتفِ الولايات المتحدة بالمساحة التي ورثتها عن المستعمرات البريطانية، بل انطلقت في مسار توسّعي لا يهدأ، كان ثمنه مزيجًا من الذهب والدبلوماسية والدماء.

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

وعلى مدى القرن التاسع عشر، ظلّت واشنطن تُوسِّع رقعة خريطتها بوتيرة شبه منتظمة؛ مرة عبر صفقات ضخمة مثل شراء لويزيانا من “نابليون”، وأخرى عبر تفاوض مثير للجدل مثل شراء ألاسكا من روسيا، وفي أحيان عبر حروب ضارية مع المكسيك وإسبانيا.

بينما تبدو هذه العمليات اليوم صفحات متفرقة من كتب التاريخ، فإنها في الحقيقة مثلت اللبنات التي قامت عليها القوة الاقتصادية والعسكرية التي يعرفها العالم الآن، والتي يمكن تسميتها بـ “أمريكا العظمى”.

القدر المبين

– التوسع الإقليمي للولايات المتحدة هو قصة ممتدة من بدايات تأسيس الجمهورية حتى مطلع القرن العشرين، فمنذ استقلالها عام 1776، انتهجت سياسة عرفت بـ “القدر المتجلي” أو “القدر المُبين” القائمة على اعتقادها بحقها في التوسع غربًا حتى المحيط الهادئ.

– في سبيل ذلك، استخدمت مزيجًا من المعاهدات الدبلوماسية، والشراء بالمال، لتوسيع أراضيها، والتي رغم أن بعضها جاء بطرق سلمية نسبيًا، إلا أن العديد من تلك التوسعات رافقتها نزاعات مسلحة أو ضغوط عسكرية.

– في حالات أخرى، استُخدمت تكتيكات غير مباشرة، ففي فلوريدا شجع الأمريكيون ثورة المستوطنين ضد إسبانيا عام 1810، قبل التوغل العسكري عام 1818، ما أجبر مدريد على التفاوض.

– أما في هاواي، دعم رجال أعمال أمريكيون تمردًا أطاح بالملكة عام 1893، ليأتي الضم بعد بضع سنوات في خضم الحرب مع إسبانيا.

أبرز حالات ضم الأراضي في التاريخ الأمريكي

الإقليم/ الولاية

العام

طريقة الاستحواذ

ممن؟

الثمن أو المقابل

لويزيانا

1803

شراء

فرنسا

15 مليون دولار

فلوريدا

1819

تنازل

إسبانيا

سداد ديون بقيمة 5 ملايين دولار

تكساس

1845

ضم طوعي

جمهورية تكساس المستقلة

سداد ديون بقيمة 10 ملايين دولار

أوريغون

1846

معاهدة مع بريطانيا

بريطانيا

تقسيم ودي

كاليفورنيا وباقي الجنوب الغربي

1848

معاهدة بعد حرب

المكسيك

15 مليون دولار+ 3 مليون دولار من الديون

غادسدن

(جنوب أريزونا/ نيو مكسيكو)

1853

شراء

المكسيك

10 ملايين دولار

ألاسكا

1867

شراء

روسيا

7.2 مليون دولار

هاواي

1898

ضم أحادي

جمهورية هاواي

لا شيء

جزر العذراء

1917

شراء

الدنمارك

25 مليون دولار

– شملت التوسعات الأخرى، حصول الولايات المتحدة على بورتوريكو وغوام بعد الحرب مع إسبانيا (ودون مقابل مالي) عام 1898، كما حصلت على الفلبين مقابل 20 مليون دولار ضمن معاهدة باريس، وسيطرت أيضًا على ساموا عام 1899 بموجب اتفاق مع ألمانيا وبريطانيا.

كيف أخضعت القوى العظمى؟

– فاجأت صفقة شراء لويزيانا العالم حيث تخلّى “نابليون” عن إقليم شاسع بأمريكا الشمالية يعادل نحو ربع الولايات المتحدة الحالية، ويرجع ذلك إلى حقيقة أنه كان يخوض حروبًا مكلفة في أوروبا وفقد اهتمامه بالإمبراطورية الغربية بعد فشل حملة هايتي.

– أما ضم فلوريدا، فجاء مع ضعف السيطرة الإسبانية، حيث دخل الجنرال “أندرو جاكسون” بقواته إلى الولاية بذريعة ملاحقة قبائل السيمينول والعبيد الفارين، وتجاوز الأوامر واحتل حصونًا إسبانية وأعدم بريطانيين اتُّهموا بتحريض القبائل.

– أمام الأمر الواقع وضغط الثورات في مستعمراتها، وافقت مدريد على معاهدة 1819، حيث تنازلت عن فلوريدا دون مقابل واكتفت بسداد الولايات المتحدة ديون إسبانية بقيمة 5 ملايين لمواطنين أمريكيين.

– بعد استقلال تكساس عن المكسيك عام 1836، سعت للانضمام إلى الولايات المتحدة، لكن الانقسام الداخلي أخّر الخطوة، إذ خشي كثيرون من تعزيز نفوذ الولايات الجنوبية ومن اندلاع حرب مع المكسيك، ورغم ذلك أقر الكونجرس مشروع الضم في ربيع 1845.

– اعتبرت المكسيك هذا الضم عملاً عدائيًا وقطعت العلاقات فورًا، وسرعان ما تصاعد التوتر حول حدود تكساس، فأرسلت واشنطن قواتها إلى منطقة متنازع عليها على ضفاف ريو غراند، ما أدى إلى اشتباك عسكري استغلته الولايات المتحدة لإعلان الحرب في مايو 1846.

– خلال هذه الحرب، احتلت قوات واشنطن مكسيكو سيتي وأُجبرت المكسيك في 1848 على توقيع معاهدة “غوادالوبي هيدالغو” التي تنازلت بموجبها عن نصف أراضيها، بما في ذلك كاليفورنيا.

– انتقد سياسيون ومثقفون أمريكيون هذه الحرب ووصفوها بالعدوانية وغير العادلة والتي اغتصبت أمريكا بموحبها أرض دولة جارة، ومن أبرز المنتقدين الجنرال “أوليسيس جرانت” الذي شارك في الحرب شابًا ثم وصفها لاحقًا بأنها “إحدى أظلم الحروب التي شنّها الأقوى ضد الأضعف”.

– أما عن صفقة ألاسكا، فجاءت بعدما قررت روسيا التخلص من مستعمرتها في أمريكا لأسباب دفاعية واقتصادية عقب هزيمتها في حرب القرم، حيث أدرك القيصر “ألكسندر الثاني” صعوبة حماية ألاسكا من بريطانيا (في كندا) في أي حرب قادمة، إلى جانب تراجع تجارة الفراء هناك.

– عرضت روسيا بيع الإقليم للولايات المتحدة على أمل تقوية الأخيرة كحاجز أمام التوسع البريطاني، وانتهز وزير الخارجية “ويليام سيوارد” الفرصة رغم بعض التردد في واشنطن بسبب الحرب الأهلية التي انتهت للتو، وتمت الصفقة بسعر سنتين للفدان الواحد أو 7.2 مليون دولار إجمالًا (150-200 مليون بقيمة اليوم).

ماذا استفادت أمريكا؟

– أتاحت كل عملية توسع للولايات المتحدة فوائد اقتصادية مباشرة ساعدت على ازدهارها في حينه، فمع شراء لويزيانا ضمنت سيطرتها الكاملة على نهر المسيسيبي وميناء نيو أورلينز، شريان التجارة والزراعة في قلب القارة، كما ضمنت أراضي خصبة مجانية للمستوطنين، وفتحت السهول الكبرى أمام رعي الماشية.

– بعد الحرب المكسيكية مباشرة، اكتُشف الذهب في كاليفورنيا، ما أطلق العنان لـ “حمى الذهب” عام 1849، والذي عزز النمو الأمريكي بقوة، وأيضًا بعد شراء ألاسكا اكتشف بها الذهب عام 1896، وهرع الآلاف إلى هناك، وتبينت الأهمية الاستراتيجية للولاية بشكل أكبر خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة أهمية.

– أيضًا، سرعان ما ازدهرت زراعة الحمضيات والقطن في فلوريدا بمزارع الأمريكيين، وعبر ميناءي بينساكولا وجاكسونفيل انخرطت الولاية في التجارة عبر الخليج، أما ضم تكساس فجلب معه كنوزًا زراعية ومعدنية هائلة.

– اشتهرت تكساس بأراضيها الخصبة ومراعيها الشاسعة وقطاع المواشي المزدهر، وبعد حوالي نصف قرن من الضم، حُفرت أول بئر نفطية في شرق الولاية لتطلق طفرة النفط التي جعلتها من أغنى المناطق بالموارد الطبيعية، لكن حتى قبل النفط كانت الولاية تضيف اقتصادًا وموقعًا تجاريًا هامًا لأمريكا.

– لكن، لنتخيل المشهد البديل لو لم تحصل الولايات المتحدة على تلك الأراضي عبر الشراء أو الحرب، كيف كان سيكون حجم أمريكا واقتصادها اليوم؟

الأهمية الاقتصادية للأراضي التي ضمتها الولايات المتحدة اليوم

الولاية

أهميتها

كاليفورنيا

– أكبر ولاية من حيث عدد السكان (39 مليون نسمة)

– أكبر ولاية من حيث الاقتصاد (4.1 تريليون دولار أو 14% من إجمالي الاقتصاد الأمريكي)

– إذا استقلت فستشكل رابع أكبر اقتصاد في العالم بعد أمريكا والصين وألمانيا

– ساهمت بـ 805 مليارات دولار من الضرائب الفيدرالية في 2024

– محرك مهم للغاية في قطاعات التكنولوجيا والصناعة والزراعة

تكساس

– ثاني أكبر ولاية من حيث حجم الاقتصاد (2.7 تريليون دولار أو 9% من اقتصاد البلاد)

– يقطنها 31 مليون نسمة

– أكبر منتج للطاقة في البلاد بفضل أعمال النفط المزدهرة

– لو لم تصبح جزءًا من الولايات المتحدة، كانت ستضطر الأخيرة لاستيراد كميات هائلة من النفط والغاز اليوم

– ساهمت بنحو 417 مليار دولار من الضرائب الفيدرالية في 2024

فلوريدا

– رابع أكبر اقتصاد بين الولايات (1.7 تريليون دولار)

– يسكنها 23 مليون نمسة

– تعد بوابة أمريكا الجنوبية والسياحية.

– ساهمت بنحو 325 مليار دولار من الضرائب الفيدرالية في 2024

ولايات الجنوب الغربي

(أريزونا، نيفادا، يوتا، نيو مكسيكو، كولورادو)

– يبلغ اقتصادها معًا نحو 1.3 تريليون دولار

– يسكنها إجمالًا 25 مليون نسمة

– تشكل معًا نحو ربع المساحة القارية للولايات المتحدة

– فقدان الولايات المتحدة لها يعني خسارة مناجم هائلة للنحاس والذهب والفضة وأراض زراعية مهمة.

ألاسكا

– اقتصادها صغير نسبيًا (70 مليار دولار فقط)

– يسكنها نحو 700 ألف نسمة

– لكنها من أكبر الولايات المنتجة للنفط الخام (3% – 4%)

– تحوي مكامن هائلة من الغاز الطبيعي والمعادن النادرة وأكبر مصائد السمك في البلاد

– إذا استبعدنا الولايات والأقاليم التي ضمتها الولايات المتحدة بالشراء أو الحرب نجد أن أمريكا كانت مساحتها الحالية لتكون أقل بنحو الثلثين تقريبًا، وعدد السكان أقل 40% ليصبح 200 مليون فقط، والاقتصاد أقل بنحو 12 تريليون دولار ليصبح 17 تريليون دولار (الثاني عالميًا خلف الصين: 19 تريليون دولار).

– منذ أن دفعت بمدافعها نحو قبائل السكان الأصليين، وفرضت معاهداتها القسرية على المكسيك وإسبانيا، لم تكن شهية واشنطن للتوسع يومًا هادئة، ورسمت بخطوط الدم والذهب حدود الإمبراطورية الأمريكية، لكن التاريخ لم يتوقف عند تلك الخرائط.

– اليوم، تعود نبرة الطموح التوسعي لتطل برأسها في خطابات “دونالد ترامب”، تارة بتلميحات لشراء جرينلاند أو استعادة قناة بنما أو حتى مدّ اليد شمالًا نحو كندا، وتارة أخرى بالاستفادة من مناطق الصراع في أماكن أخرى من العالم مقابل تسوية النزاعات.

– هكذا يتبدى أن روح “القدر المبين” لم تُدفن مع القرن التاسع عشر، بل ما زالت تسكن الخطاب السياسي الأمريكي، تُغيّر وجوهها لكنها لا تُغير جوهرها: نزعة لا تشبع للتوسع وإعادة تشكيل الجغرافيا وفق منطق القوة.

المصادر: أرقام- مكتب المؤرخين التابع لوزارة الخارجية الأمريكية- جمعية مؤرخي العصر المذهب والعصر التقدمي- ري تيبستر- الإدارة الوطنية الأمريكية للأرشيف والسجلات- مكتب الإحصاء الأمريكي- موقع ألامو- موقع الجيش الأمريكي- جمعية مؤرخي مقاطعة مونتيري- موقع هيستوري- موقع حكومة كاليفورنيا- موقع حكومة تكساس- مصلحة الضرائب الأمريكية- شات جي بي تي- كلود

اقرأ الخبر من المصدر

Must Read

- Advertisement -spot_img

Editor Picks

هل تحتاج مساعدة لاختيار الباقة الأنسب لك؟