سوق العمل والتلاعب بالبيانات.. هل أصبح الفيدرالي مجبرًا على خفض للفائدة؟
الكاتب:
{pubdate}
قبل عام بالضبط، وتحديدًا في الثاني من أغسطس 2024، شهدت الأسواق (من الأسهم إلى السندات والنفط) موجة تقلبات عاصفة وسط مخاوف من ركود الاقتصاد الأمريكي، وكان السبب الرئيسي لهذا الهلع هو “بيانات التوظيف التي كشفت عن تباطؤ حاد ومفاجئ في سوق العمل” وهو أمر يبدو أنه يتكرر الآن.
ماذا حدث؟
– فاجأ تقرير الوظائف، الأسواق، بالكشف عن إضافة الاقتصاد الأمريكي وظائف بأقل من المتوقع بكثير الشهر الماضي، والأسوأ أنه كشف عن تعديل بيانات شهري مايو ويونيو بالخفض بشكل حاد للغاية، ما أثار غضب الرئيس “دونالد ترامب” ودفعه لإقالة مديرة مكتب إحصاءات العمل واتهامها بالتلاعب بالبيانات.
ماذا يعني ذلك؟
– وفقًا للتقرير الصادر الجمعة،، فإن الاقتصاد الأمريكي أضاف 73 ألف وظيفة في يوليو و14 ألفًا في يونيو و19 ألفًا في مايو، أي أقل بكثير من التقديرات الأولية وتوقعات الخبراء (100 ألف أو كثر) للأشهر الثلاثة.
هل تباطأ سوق العمل؟
– إضافة لهذه البيانات المقلقة، ارتفع معدل البطالة بمقدار 0.1% إلى 4.2%، لكن هذا كان متوقعًا، وزاد أيضًا متوسط الأجر في الساعة بنسبة 0.3%، وهي إشارة لرغبة الشركات في الحفاظ على الموظفين لديها حتى مع تعليق عمليات التوظيف الجديدة.
خداع البيانات
– رغم أن معدل البطالة يبدو جيدًا، فإنه في الحقيقة يتجاهل من غادروا سوق العمل ولا يبحثون عن وظائف الآن، فمنذ بداية 2025، خرج 400 ألف شخص من القوة العاملة، ووفقًا للمقياس الأوسع نطاقًا “المواطنين غير المنخرطين في القوة العاملة” يصل الرقم إلى 1.5 مليون.
أليس ذلك طبيعيًا؟
– لا ليس كذلك، وكانت آخر مرة يحدث فيها هذا الانسحاب الحاد (باستثناء فترة الجائحة) خلال الأزمة المالية العالمية، ففي حين انسحب البعض من سوق العمل بسبب وصولهم إلى سن المعاش، هناك نحو 1.65 مليون شخص من المهاجرين غادروا بسبب تشديد سياسات الهجرة.
انقسام في الفيدرالي
– خلال الاجتماع الأخير للبنك المركزي، صوت عضوا مجلس محافظي الفيدرالي “كريستوفر والر” و”ميشيل بومان” لصالح خفض الفائدة، وضد قرار الأغلبية بالتثبيت (أمر لم يحدث منذ 1993)، ولاحقًا، وصفا نهج الانتظار الذي يتبناه البنك بأنه خطأ في ظل “تزايد التهديدات لسوق العمل”.
كيف استجابت الأسواق؟
– لم تكن الضغوط قوية مثلما حدث العام الماضي، لكن الأسهم في أمريكا وأوروبا استقبلت البيانات بقلق ملحوظ دفعها للانخفاض، كما انخفضت أسعار النفط وارتفع الذهب، فيما تجلى الخوف في سوق سندات الخزانة الأمريكية مع تراجع عوائد الديون لأجل عامين بأكثر من 24 نقطة أساس.
ماذا عن توقعات الفائدة؟
– سندات الخزانة لأجل عامين هي الديون الأكثر حساسية لتغيرات السياسة النقدية الأمريكية، وبالتزامن مع انخفاضها الحاد، ترى الأسواق الآن احتمالًا بنسبة 80% لخفض الفائدة 25 نقطة أساس في سبتمبر، بعدما كانت تميل (62%) بالأمس لتثبيتها في ذلك الاجتماع.
دعوات للهدوء
– قالت “بيث هاماك” رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، إن تقرير الوظائف الأخير لشهر يوليو جاء مخيبًا للتوقعات، لكن سوق العمل لا تزال “سليمة”، مضيفة أن ضعف الوظائف هو نتيجة لتراجع الهجرة، وأن المؤشر الأكثر موثوقية هو معدل البطالة الذي لا يزال ضمن نطاق العام الماضي.
ما القادم؟
– باتت أكثر ترجيحًا لخفض الفائدة أيضًا في أكتوبر وديسمبر، ما يعني خفضًا إجماليًا قدره 75 نقطة أساس هذا العام، بخلاف تقديرات الفيدرالي في يونيو التي أشارت إلى خفض يبلغ 50 نقطة أساس فقط.. فكيف يستجيب الفيدرالي لهذه التطورات برأيك خاصة مع غضب “ترامب” من تعديل البيانات؟
المصادر: أرقام- ماركت ووتش- سي إن بي سي- بيانات سي إم إي- بلومبرج- شات جي بي تي