قصة نجاح .. دايسون وحصد المليارات من فكرة مبتكرة
الكاتب:
{pubdate}
– تُعد شركة دايسون المحدودة، إحدى شركات التكنولوجيا البريطانية الرائدة، بفضل منتجاتها المنزلية والمكتبية المبتكرة، والعصرية، والعالية الأداء.
– تشمل هذه المنتجات مجموعة واسعة من المكانس الكهربائية، وأجهزة تنقية الهواء، والسخانات، وصولًا إلى مجففات الأيدي والشعر والمراوح.
– شهدت الشركة نموًا مذهلًا على مدار ثلاثة عقود منذ تأسيسها في عام 1991، لتصبح اليوم من نخبة الشركات في قطاع المنتجات الاستهلاكية غير الأساسية.
– وتحظى منتجات الشركة بانتشار وسمعة عالمية واسعة، وهي محط إعجاب وطلب في جميع أنحاء العالم.
– في هذا التقرير نتعمق في تاريخ دايسون لنفهم كيف بدأت رحلتها بفكرة بسيطة وكيف واصلت صعودها في عالم الشركات.
استراتيجية دايسون في الابتكار: من الفكرة إلى الواقع
– تُعتبر شركة دايسون المحدودة من بنات أفكار جيمس دايسون، الذي أسسها بمفرده دون أي شهادة رسمية أو خلفية في مجال الأعمال.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
– تُظهر رحلته التي بدأت من عربات اليد ووصلت به إلى المرتبة 105 في قائمة بلومبرج للمليارديرات بثروة صافية تبلغ 20.5 مليار دولار، شغفه وإصراره الذي لا يُضاهى.
الرجل الذي عشق المشكلات: التحلي بالمثابرة
– لم يكن جيمس دايسون رجل أعمال بالفطرة، بل كان فنانًا ومصممًا شغوفًا بفهم “كيف تعمل الأشياء بشكل أفضل”.
لم تبدأ رحلته في عالم الشركات، بل في مدرسة للفنون، حيث درس التصميم الداخلي.
– لكن انجذابه الحقيقي كان نحو الهندسة؛ وكانت بصمته واضحة: تحديد المشكلة، وتحدي التصميم التقليدي، وابتكار حل جذري، بدءًا من تصميم قارب برمائي فائق السرعة استُخدم في حرب 1973، إلى إعادة اختراع عربة اليد باستبدال عجلتها المزعجة بكرة سلسة.
– لكن الطريق لم يكن مفروشًا بالورود؛ فبعد سرقة فكرة عربته المبتكرة، واجه دايسون الإحباط الأكبر في حياته أثناء محاولته حل مشكلة المكنسة الكهربائية.
– استغرق الأمر 5 سنوات و5,127 نموذجًا أوليًا فاشلاً ليصقل تقنية “الشفط الإعصاري المزدوج” التي ستغير الصناعة إلى الأبد.
– خلال تلك الفترة، عاشت عائلته على حافة الإفلاس، واعتبره الكثيرون مجنونًا، لكنه رأى ما لا يراه الآخرون: فرصة لإحداث ثورة.
الثورة التي بدأت بكيس غبار: ولادة المكنسة الأيقونية
– توصل دايسون إلى ابتكار مكنسة لا تحتاج إلى كيس ولا تفقد قوة شفطها أبدًا، بفكرة مستوحاة من أجهزة الطرد المركزي في مصانع الأخشاب.
– طرق أبواب عمالقة صناعة المكانس الكهربائية مثل “هوفر” و”إلكترولوكس”، مسلحًا بنموذجه الأولي “DC01″، لكنه قوبل بالرفض والسخرية.
لقد كانت فكرته تهديدًا مباشرًا لنموذج أعمالهم القائم على بيع أكياس الغبار التي لا تنتهي.
– لم يستسلم دايسون، وخاطر بكل ما يملك، ورهن منزله، وأسس شركته الخاصة عام 1991.
وفي عام 1993، أطلق مكنسته بسعر باهظ وشعار عبقري: “قل وداعًا لكيس الغبار”.
– وعلى عكس كل التوقعات، انبهر المستهلكون بالتصميم الشفاف المبتكر الذي يسمح لهم برؤية الأوساخ وهي تُشفط، وبالأداء المتفوق.
– وفي غضون عامين فقط، أطاحت مكنسة دايسون بعرش “هوفر” في بريطانيا، وبدأت رحلتها لغزو العالم.
أهم الدروس المستفادة من فلسفة دايسون
1- كن فضوليًا،وابحث
عنالفرص
– لطالما كان جوهر دايسون هو جعل الأشياء تعمل بشكل أفضل وحل المشكلات.
– بمجرد أن اكتشف دايسون التوافق المثالي بين التصميم والهندسة، بدأ في العمل على حل المشكلات الواقعية.
– ساعد في تصميم وتطوير قارب “الشاحنة البحرية” الذي استخدم للنقل والاستخدامات العسكرية.
– ثم تولى مهمة إعادة تصميم عربة اليد لأنه لم يستطع تجاهل المشكلات التي واجهها أثناء استخدامها.
– حقق اختراعه “Ballbarrow” نجاحًا كبيرًا ودفعه نحو الشهرة. ولكن قبل أن يتمكن من الاستفادة منه، سُرقت الفكرة.
– ماذا فعل دايسون عندما واجه هذه النكسة؟ انتقل إلى الفكرة والمشروع التالي.
2- قدّم حلًا،وسوف
يتوافدعليكالعملاء
– عندما عانى دايسون من عيوب المكنسة الكهربائية من “هوفر”، أخذ على عاتقه مهمة حل المشكلة.
– فهم نقاط الضعف والأسباب الكامنة وراء ضعف أداء المكنسة الكهربائية، ثم بدأ العمل.
– على مر السنين، عمل على 5,126 نموذجًا أوليًا قبل أن ينهي تصميم مكنسة دايسون.
– فشل مرارًا وتكرارًا ولكنه تحسن بشكل متكرر وأصر على تحقيق هدفه. وكانت النتيجة النهائية: مكنسة كهربائية متطورة.
– بعد أن بنى المنتج، رفضته الشركات المحلية والأجنبية، لكنه لم يستسلم.
– وفي النهاية، دخل في شراكة مع شركة يابانية، “أبيكس”، وأسس في وقت لاحق شركته الخاصة لأنه أدرك أنه يجب أن يقود بنفسه لتحقيق ثورة في مجال المكانس الكهربائية.
– بالمخاطرة بكل ما يملك، استحوذ على حصة السوق في غضون سنوات من خلال إعطاء الأولوية لجودة المنتج فوق أي شيء آخر، والتسويق بذكاء، والتركيز على ما يهم حقًا.
3- استمر في التجريب
واستكشاف خيارات
جديدة
– عندما أدرك دايسون أن إدارة الشركة تستهلك معظم وقته وأنه من مصلحة الجميع أن يركز على الابتكار، استعان برئيس تنفيذي، ساعد في التوسع في الولايات المتحدة من خلال الشراكة مع تجار التجزئة.
– في الوقت نفسه، ركز دايسون على ما يجيد صنعه: حل المشكلات. وبعد أن اكتشف أن الغسالات لا تنظف الملابس بالشكل المطلوب، طور دايسون غسالة “الكونتراروتاتور”.
– ورغم أنها حصلت على مراجعات إيجابية، فإنها فشلت في أن تكون ناجحة تجاريًا.
– تعلمت الشركة من هذا الفشل ولم تتراجع عن المخاطرة. واتخذت الشركة قرارًا استراتيجيًا بنقل الإنتاج إلى ماليزيا بسبب انخفاض التكاليف.
4- نوّع منتجاتك
لتبقى في المقدمة
– على الرغم من أن مكانس دايسون الكهربائية حققت أداءً جيدًا للغاية وكانت الشركة رائدة في السوق، فإن دايسون استمرت في الاستثمار في تحسين منتجها الرئيسي: المكانس الكهربائية.
– يُعد إطلاق المكنسة الكهربائية اللاسلكية، على الرغم من أنها كانت ستؤثر سلبًا على منتجها الرئيسي (المكنسة الكهربائية السلكية)، مثالًا على أن دايسون تظل في طليعة الابتكار دون خوف من العواقب.
– ساعد مشروع المكنسة الكهربائية الروبوتية الذي استمر لسنوات، والذي لم ينجح بشكل جيد في البداية، دايسون على الاستعداد لمستقبل ستسيطر فيه الأجهزة الذكية.
– وبالمثل، واصلت دايسون التنويع من خلال إطلاق المزيد من الأجهزة المنزلية والتجارية عالية الجودة، وقد ساهم كل ذلك في نمو الشركة.
5- استثمر، سجل
براءة اختراع، تميز،
وافرض سعرًا ممتازًا
– التزمت دايسون بمبادئها طوال 30 عامًا من عملها. إنها تستثمر جزءًا كبيرًا من إيراداتها السنوية في البحث والتطوير.
– ثم تسجل براءات اختراع لأي اختراعات لحماية نفسها ولا تتردد أبدًا في ملاحقة أولئك الذين يعتدون عليها.
المصدر: كاسكيد