مع قرب نهاية ولايته .. هل جيروم باول أسوأ رئيس للفيدرالي حقًا؟
الكاتب:
{pubdate}
يؤمن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” أن القائد الأسبق للبنك المركزي الأمريكي “بول فولكر”، هو النموذج الأفضل في هذا المنصب وأنه أعظم اقتصادي خدم البلاد في عصره، ويطمح “باول” أن يذكره التاريخ مثل “فولكر”، الرجل الذي صمد في وجه الضغوط الخارجية لتحقيق استقرار الأسعار.
الرؤساء الأفضل
– في تاريخ الاحتياطي الفيدرالي، يُعد “ويليام ماكنزي مارتن” و”بول فولكر” و”آلان جرينسبان” من أفضل الرؤساء سمعة، بفضل إجراءاتهم النقدية الحاسمة في أوقات لم ترغب أو تتوقع فيها أسواق الأسهم والسندات منهم اتخاذ أي إجراء.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
الفترة الأكثر قتامة
– كانت السبعينيات الفترة الأسوأ للاحتياطي الفيدرالي، عندما تأثر رؤساء البنك المركزي الضعفاء بالسياسيين الذين طلبوا منهم خفض أسعار الفائدة لتجنب الركود، أو الذين استجابوا لصدمة في العرض مثل أزمة النفط برفع أسعار الفائدة.
الأسوأ: باول !
– رغم طموح “باول”، الذي تنتهي ولايته بعد 10 أشهر، فإن رئيس البلاد “دونالد ترامب”، ومن خلفه مجموعة من مؤيديه وأعضاء إدارته، يوسمون رئيس الفيدرالي بأنه الأسوأ على الإطلاق والمتأخر دائمًا، إلى جانب اتهامات ترتقي لحد الإهانة مثل “الغبي” و”الأحمق”، وأخيرًا “تضليل المشرعين”.
اتهامات مبكرة
– ليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها “باول” للانتقاد علانية، ففي عام 2022، اتهمه معلقون بأنه يعيد إنتاج فترة الستينيات، حيث كان متأخرًا في خطط رفع الفائدة مقارنة بتسعير أسواق السندات، لكنه تحول فجأة ليتماشى مع تقديرات المستثمرين.
محاباة الأسواق
– وفقًا للمعلقين كانت إجراءات “باول” في عام 2022 تهدف إلى إرضاء الأسواق، وكانت أيضًا مدفوعة بالذعر من الموجة التضخمية نتيجة صدمة الحرب في أوكرانيا، لذا تبنى نهجًا متشددًا للغاية، على طريقة الفيدرالي في السبعينيات والتي تسببت في ركود تضخمي.
أداء مسؤولي الفيدرالي وفقًا لمكاسب أسواق الأسهم وتغير التضخم (بالنسبة المئوية)
رئيس الفيدرالي
الفترة
العائد السنوي المركب للأسهم
التضخم عند بداية الولاية
التضخم عند الذروة
التضخم في نهاية الولاية
دانيال كريسنجر
1923- 1927
17.2
1.2
4.7
(1.1)
جانيت يلين
2014- 2018
11.9
1.1
2.4
2.1
بول فولكر
1979-1987
9.3
11.8
14.8
4.3
جيروم باول
2018- حتى يونيو 2025
8.9
2.2
9.1
2.4
روي يونغ
1927-1930
8.6
(1.1)
1.2
(4.6)
تشارلز سومنر هاملين
1914-1916
8.5
3.0
7.9
7.9
توماس مكابي
1948-1951
8.3
8.7
9.9
9.3
آلان جرينسبان
1987-2006
3.9
4.3
6.3
4.0
يوجين روبرت بلاك
1933-1934
4.0
(8.0)
5.6
1.5
ويليام ماكنزي مارتن
1951- 1970
3.9
9.3
6.2
6.2
الخطأ الثالث لباول
– في تقرير لصحيفة “ذا هيل”، هذا الشهر، اتُهم “باول”، بارتكاب ثالث خطأ كبير له (بعد التأخر في مواجهة التضخم في 2021، والرفع السريع للفائدة لاحقًا)، لرفضه المُستمر خفض أسعار الفائدة، مدعيًا أنه سيُسجل كأسوأ رئيس للاحتياطي الفيدرالي إذا واصل نهجه في اجتماع يوليو الجاري.
غير مؤهل
– يقول التقرير أيضًا، إن “باول”، يقود أكبر اقتصاد في العالم، على الرغم من أنه محامٍ وليس خبيرًا اقتصاديًا، وهو أمر شاذ بين رؤساء مجلس الاحتياطي الفيدرالي، باستثناء “جي ويليام ميلر”، والذي قاد الفيدرالي خلال واحدة من أكثر الفترات كارثية قبل أن يحل محله “فولكر” عام 1979.
معايير التقييم
– رغم أن الأرقام الجيدة لـ “باول” على مستوى عوائد الأسهم وانخفاض التضخم لا تبدو مقنعة للبعض، فهناك معايير أخرى للتقييم، مثل مؤشر البؤس (أداة لقياس التضخم والبطالة معًا)، والدخل الحقيقي، وفترات الركود، والتوظيف الكامل.
استقرار نسبي
– يشير مؤشر البؤس إلى استقرار الاقتصاد حيث سجل 6.55% في مايو، مع نمو حقيقي للأجور حيث لم يتجاوز التضخم معدل نمو الأجور منذ يناير 2023، كما أن فترة “باول” لم تشهد سوى ركود واحد خلال الوباء، وكان التعافي سريعًا كما كان انتعاش الأسهم فوريًا عقب كل اضطراب.
بما سيحكم التاريخ؟
– التاريخ لا يُكتب فقط بالأرقام، بل أيضًا بالقرارات التي تُتخذ تحت الضغط، وفي اللحظات الحرجة، وفي حين تُظهر المؤشرات الاقتصادية أداءً متماسكًا نسبيًا في عهد “باول”، يظل الجدل حول توقيته وأثره على الأسواق قائمًا.. فهل من الإنصاف حقًا اعتبار “باول” أسوأ رئيس في تاريخ الفيدرالي، أم أنه كان ببساطة “قائدًا في الأوقات الحالكة”؟
المصادر: أرقام- ماركت ووتش- ذا هيل- موني نيوز- ميزري إندكس- سليك شارتس- ياهو فايننس- يو إس إنفليشن كالكويتر- ستاتيستا- شات جي بي تي