Fx Forsa

الرئيسيةالأخبار الأقتصادية‏هل وقعت في فخ سوق الأسهم بتصور أن كل ما يلمع يعد...

‏هل وقعت في فخ سوق الأسهم بتصور أن كل ما يلمع يعد ذهبًا؟

-

‏هل وقعت في فخ سوق الأسهم بتصور أن كل ما يلمع يعد ذهبًا؟

الكاتب:

{pubdate}

كثيرًا ما يُغري البريق المستثمرين، خصوصًا حين يرتبط بأسهم شركات عملاقة أو شهيرة تتصدر المشهدين الإعلامي والمالي، مما يجعل تجاهل تلك الشركات أمرًا صعبًا على المتداولين في سوق الأسهم.

وليس أدل على ذلك من أنه، ومنذ بداية العام الماضي، بلغت نسبة القيمة السوقية لسبع شركات أمريكية ما بين 37% و42% من قيمة مؤشر “ستاندرد آند بورز 500″، والذي بلغ 52.6 تريليون دولار في نهاية أغسطس الماضي. وهذه الشركات تُعرف بـ”العظماء السبعة”: “ميتا”، “أبل”، “أمازون”، “تسلا”، “ألفابت”، “إنفيديا”، و”مايكروسوفت”.

شركات تلمع.. فهل تستحق؟

يعكس هذا الأمر حقيقة أن الذكاء الاصطناعي “يلمع” بشدة في السوق الأمريكي حاليًا، وتبدو الرهانات عليه متصاعدة. فأعلى تلك الشركات من حيث مضاعف الربحية هي “تسلا”، والتي وصل مضاعف ربحيتها إلى 193 بنهاية أغسطس، بينما يبلغ أقلها في الفترة نفسها 23، وهي “ألفابت”، بسبب ضعف الرهانات المتعلقة باندماج الشركة في عالم الذكاء الاصطناعي قريبًا.

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

ولا شك أن الاستثمار في هذه الأسهم يبدو منطقيًا للوهلة الأولى، فهي تتصدر البورصة الأكبر في العالم، كما أنها تمثل القطاع الأعلى نموًا فيه، والذي يبشر به كثيرون بأنه سيكون الأعلى إنتاجية ونموًا خلال السنوات المقبلة، وسيحدث “ثورة” شبيهة بتأثير القدرة على توليد الكهرباء على الإنتاج الصناعي واكتشاف قوة المحركات.

وهناك تأثير تبادلي لكون الشركات كبيرة ومؤثرة؛ فتأثيرات الحجم تعينها على تحقيق النمو المضطرد من ناحية، وذكرها في الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي يجعلها محل اهتمام المستثمرين بشكل أوسع من غيرها، مما يدعم نموها.

إنفيديا.. لمعان واضح

يمكننا استعراض نموذج “إنفيديا” كمثال على شركة “تلمع” لكنها قد لا تكون ذهبًا، على الرغم من قيمتها وأهميتها.

فـ”إنفيديا” احتلت صدارة الأخبار الاقتصادية خلال الفترة الماضية بفضل الصعود القوي لسهمها، حيث ارتفع بنسبة تزيد على 61% من نهاية أغسطس 2024 حتى نهاية أغسطس في العام الحالي، بينما ارتفع بنسبة 1280% خلال خمس سنوات بين أغسطس 2020 وأغسطس 2025، وكانت الشركة الأولى في العالم التي تتخطى حاجز 4 تريليونات دولار كقيمة سوقية.

وهناك عناصر واضحة “تلمع” في “إنفيديا”، أهمها النمو الهائل في الإيرادات. ففي الربع الثاني، المنتهي في 27 يوليو 2025، حققت الشركة إيرادات بلغت 46.7 مليار دولار، بنسبة نمو 56%، وهي نسبة مبهرة، خصوصًا أن النسب المُرضية للنمو في القطاعات الصناعية تقل عن عُشر هذه النسبة، وفي بعض الصناعات المستقلة أقل من ذلك.

وبلغت إيرادات مركز البيانات 41.1 مليار دولار، بزيادة 56% على أساس سنوي أيضًا، وهو محرك النمو المرتبط بالذكاء الاصطناعي.

شهدت الشركة عامًا ماليًا قياسيًا قبل ذلك مباشرة، ففي السنة المالية 2024-2025، وصلت إيراداتها إلى 130.5 مليار دولار، بزيادة أكثر من 114%، مع 35.6 مليار دولار إيرادات مراكز بيانات في الربع الرابع وحده، ما يُظهر مدى هيمنة هذا القطاع على الإيرادات.

بلغت قيمة “إنفيديا” السوقية في منتصف أغسطس الماضي أكثر من 8% من قيمة مؤشر “ستاندرد آند بورز 500″، مما يجعلها الشركة الأكثر تأثيرًا بشكل مباشر وغير مباشر على المؤشر، ويجعلها خاضعة لمبدأ “تركيز المخاطر”، في ظل وجود مستثمرين أفراد كبار وشركات وصناديق تحوط تستثمر أموالها فيها وتسعى لتجنب التأثير السلبي على سعر سهمها، بل وتسعى لدعم صعوده.

انحيازات المستثمرين وتضخم التوقعات

تنعكس هذه الأرقام والحقائق على سلوكيات المستثمرين، حيث تُغذي انحياز القطيع وانحياز التوافر. يرى المستثمرون عناوين جذابة فيندفعون للشراء قبل فوات الفرصة، خصوصًا حين تكون شركة واحدة قادرة على تحريك المؤشر بأكمله تقريبًا.

وعلى الرغم من النتائج الاستثنائية التي حققتها الشركة، فإن مضاعف الربحية يبقى حول رقم 50، مما يعكس رهانًا مستقبليًا على الشركة، ويشير إلى تحيز آخر يتأثر بـ”لمعان” الشركة، وهو تحيز إسقاط الحاضر على المستقبل، وافتراض استمرار النمو الحالي لسنوات مقبلة.

وتشير التقديرات إلى استفادة الشركة العملاقة من عبارة “الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يهدأ”، وهو شكل من أشكال التحيزات المعرفية أيضًا، مثل التحيز التأكيدي.

وتشير تقديرات وول ستريت إلى أن إنفاق (أمازون، مايكروسوفت، غوغل، ميتا) على مراكز البيانات قد يبلغ نحو 300 مليار دولار في 2025، وأنه سيتزايد في الأعوام المقبلة.

مخاطر وليست لمعانًا فحسب

ويدعم هذا الإنفاق وجهة نظر “المتفائلين” باستمرار نمو “إنفيديا” القياسي مستقبلًا، ولكن هذه التوقعات نفسها محل نقاش حول جدوى العائد على هذا الإنفاق على المدى المتوسط، في ظل نموذج “تسلا” التي تنفق أرقامًا كبيرة للغاية على تطوير الذكاء الاصطناعي والروبوتات، بينما لا تتعدى نسبة مساهمة هذا القطاع من إيراداتها 1-2% خلال العامين الأخيرين.

كما يعزز السرد الإعلامي الرواية “المتفائلة”، حيث إن تغطية الأرباح المتتالية التي “تفوق التوقعات” تجعل الكثير من المستثمرين يعتقدون أن مسار الشركة أحادي الاتجاه، مع وصف “إنفيديا” بأنها “في قلب ثورة الذكاء الاصطناعي”، مما قد يدفع المستثمرين إلى انتقاء الأدلة المؤيدة فقط لاحتمالات نمو الشركة، على حساب الحذر من احتمالات مختلفة مستقبلًا.

فقد تُبطئ شركات الذكاء الاصطناعي من إنفاقها بسبب تأخر العوائد، كما قد تلجأ إلى بدائل أرخص سعريًا، لا سيما مع حرص الحكومة الأمريكية على تنويع مصادر إنتاج شرائح التكنولوجيا – بما في ذلك استثمارها المباشر في “إنتل” – فضلًا عن التهديد المستمر الذي تمثله الصين بقدرتها الاستثنائية على تقديم بدائل فعالة بأسعار أقل بكثير.

كما فرضت القيود المفروضة على “إنفيديا” للتصدير إلى الصين حظرًا على تصدير أي من شرائحها الأكثر تقدمًا – والأعلى سعرًا – وفقًا لبيان الشركة عن مبيعاتها بين مارس ويونيو 2025. واستمرار هذا التوجه وتعزيزه يضيف المزيد من الغموض حول مستقبل الشركة، في ظل أهمية السوق الصيني الحيوية لها.

كما يُظهر الاستقراء التاريخي لسهم الشركة انخفاضه من مستوى 32 دولارًا إلى 12.5 دولارًا في عام واحد بين نوفمبر 2021 ونوفمبر 2022، مما يعكس حساسية كبيرة للسهم تجاه التقلبات وحالات الخروج الجماعي من السوق، أو هبوط مؤشراته.

اللمعان قد يُعمي عن المخاطر

بشكل عام، يمكن القول إن “إنفيديا” تبدو مبهرة بالطبع، وهناك الكثير من الأسباب التي تدعم الصعود القياسي للشركة وتدفعها إلى “اللمعان”، كما أوضحنا، ولكن ما يلمع يمكن أن يُعمي عن تقييمات عالية تفترض دوام النمو، ومخاطر تركّز القيمة، وحساسية لإنفاق الشركات الكبرى، وتأثير التوترات الجيوسياسية. لذا، فإن التوازن بين البريق والعوامل المقيدة للنمو ضروري في تقييم سهم الشركة.

هذا في حالة “إنفيديا” التي لها أسباب كثيرة تبدو براقة، ولكن في حالات أخرى تبدو شركات أخرى لامعة دون أسباب حقيقية، وهنا يبرز تأثير تداول المعلومات عبر الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي على أسعار الأسهم وحجم ولا يقتصر هذا التأثير على المستثمرين الأفراد فحسب، بل يمتد ليشمل المؤسسات المالية الكبرى، ويؤثر على استراتيجيات التداول، والسيولة، وحتى السياسات التنظيمية.

لذا فبعيدًا عن التحليل التفصيلي للشركات الكبرى، وخاصة “إنفيديا”، فإن وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر، وريديت، ويوتيوب أصبحت منصات رئيسية لنشر المعلومات المالية، وكثيرًا ما يدفع النشر المتتالي لتحليلات أو بعض المعلومات غير الموثقة المستثمرين إلى الاعتقاد بوجود لمعان “كاذب” لشركة بعينها.

يمكننا هنا تذكر انتشار تغريدة إيلون ماسك في مايو 2020، والتي قال فيها: “سعر سهم تسلا مرتفع جدًا برأيي”، وأدت إلى انخفاض القيمة السوقية لتسلا بمقدار 15 مليار دولار في يوم واحد، هذه الحادثة توحي بتأثير “تبدد اللمعان” في أعين بعض المستثمرين، في ظل تقدير المستثمر الأبرز في الشركة لها، وإن كانت الشركة قد استمرت في النمو المضطرد بعدها بعد زوال تأثير التغريدة المؤقت.

وبشكل عام، يمكن القول إن الأسواق المالية الحديثة لم تعد مجرد قصة بيانات مالية، بل هي خليط من التحليل المالي والسلوك البشري.

ولا شك أن التفاعل السريع مع الأخبار وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي يضخم الأداء اللامع، لكنه أيضًا يخفي مخاطر كبيرة، مما يجعل المقولة الشهيرة “ليس كل ما يلمع ذهبًا” أكثر واقعية من أي وقت مضى.

المصادر: أرقام- بلومبرج- وول ستريت جورنال- سي إن بي سي- ياهو فاينانس- نيويورك تايمز

اقرأ الخبر من المصدر

مختارات التحليل والأخبار الأقتصادية

أخر الأخبار

- Advertisement -spot_img

‏هل وقعت في فخ سوق الأسهم بتصور أن كل ما يلمع يعد ذهبًا؟

الكاتب:

{pubdate}

كثيرًا ما يُغري البريق المستثمرين، خصوصًا حين يرتبط بأسهم شركات عملاقة أو شهيرة تتصدر المشهدين الإعلامي والمالي، مما يجعل تجاهل تلك الشركات أمرًا صعبًا على المتداولين في سوق الأسهم.

وليس أدل على ذلك من أنه، ومنذ بداية العام الماضي، بلغت نسبة القيمة السوقية لسبع شركات أمريكية ما بين 37% و42% من قيمة مؤشر “ستاندرد آند بورز 500″، والذي بلغ 52.6 تريليون دولار في نهاية أغسطس الماضي. وهذه الشركات تُعرف بـ”العظماء السبعة”: “ميتا”، “أبل”، “أمازون”، “تسلا”، “ألفابت”، “إنفيديا”، و”مايكروسوفت”.

شركات تلمع.. فهل تستحق؟

يعكس هذا الأمر حقيقة أن الذكاء الاصطناعي “يلمع” بشدة في السوق الأمريكي حاليًا، وتبدو الرهانات عليه متصاعدة. فأعلى تلك الشركات من حيث مضاعف الربحية هي “تسلا”، والتي وصل مضاعف ربحيتها إلى 193 بنهاية أغسطس، بينما يبلغ أقلها في الفترة نفسها 23، وهي “ألفابت”، بسبب ضعف الرهانات المتعلقة باندماج الشركة في عالم الذكاء الاصطناعي قريبًا.

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

ولا شك أن الاستثمار في هذه الأسهم يبدو منطقيًا للوهلة الأولى، فهي تتصدر البورصة الأكبر في العالم، كما أنها تمثل القطاع الأعلى نموًا فيه، والذي يبشر به كثيرون بأنه سيكون الأعلى إنتاجية ونموًا خلال السنوات المقبلة، وسيحدث “ثورة” شبيهة بتأثير القدرة على توليد الكهرباء على الإنتاج الصناعي واكتشاف قوة المحركات.

وهناك تأثير تبادلي لكون الشركات كبيرة ومؤثرة؛ فتأثيرات الحجم تعينها على تحقيق النمو المضطرد من ناحية، وذكرها في الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي يجعلها محل اهتمام المستثمرين بشكل أوسع من غيرها، مما يدعم نموها.

إنفيديا.. لمعان واضح

يمكننا استعراض نموذج “إنفيديا” كمثال على شركة “تلمع” لكنها قد لا تكون ذهبًا، على الرغم من قيمتها وأهميتها.

فـ”إنفيديا” احتلت صدارة الأخبار الاقتصادية خلال الفترة الماضية بفضل الصعود القوي لسهمها، حيث ارتفع بنسبة تزيد على 61% من نهاية أغسطس 2024 حتى نهاية أغسطس في العام الحالي، بينما ارتفع بنسبة 1280% خلال خمس سنوات بين أغسطس 2020 وأغسطس 2025، وكانت الشركة الأولى في العالم التي تتخطى حاجز 4 تريليونات دولار كقيمة سوقية.

وهناك عناصر واضحة “تلمع” في “إنفيديا”، أهمها النمو الهائل في الإيرادات. ففي الربع الثاني، المنتهي في 27 يوليو 2025، حققت الشركة إيرادات بلغت 46.7 مليار دولار، بنسبة نمو 56%، وهي نسبة مبهرة، خصوصًا أن النسب المُرضية للنمو في القطاعات الصناعية تقل عن عُشر هذه النسبة، وفي بعض الصناعات المستقلة أقل من ذلك.

وبلغت إيرادات مركز البيانات 41.1 مليار دولار، بزيادة 56% على أساس سنوي أيضًا، وهو محرك النمو المرتبط بالذكاء الاصطناعي.

شهدت الشركة عامًا ماليًا قياسيًا قبل ذلك مباشرة، ففي السنة المالية 2024-2025، وصلت إيراداتها إلى 130.5 مليار دولار، بزيادة أكثر من 114%، مع 35.6 مليار دولار إيرادات مراكز بيانات في الربع الرابع وحده، ما يُظهر مدى هيمنة هذا القطاع على الإيرادات.

بلغت قيمة “إنفيديا” السوقية في منتصف أغسطس الماضي أكثر من 8% من قيمة مؤشر “ستاندرد آند بورز 500″، مما يجعلها الشركة الأكثر تأثيرًا بشكل مباشر وغير مباشر على المؤشر، ويجعلها خاضعة لمبدأ “تركيز المخاطر”، في ظل وجود مستثمرين أفراد كبار وشركات وصناديق تحوط تستثمر أموالها فيها وتسعى لتجنب التأثير السلبي على سعر سهمها، بل وتسعى لدعم صعوده.

انحيازات المستثمرين وتضخم التوقعات

تنعكس هذه الأرقام والحقائق على سلوكيات المستثمرين، حيث تُغذي انحياز القطيع وانحياز التوافر. يرى المستثمرون عناوين جذابة فيندفعون للشراء قبل فوات الفرصة، خصوصًا حين تكون شركة واحدة قادرة على تحريك المؤشر بأكمله تقريبًا.

وعلى الرغم من النتائج الاستثنائية التي حققتها الشركة، فإن مضاعف الربحية يبقى حول رقم 50، مما يعكس رهانًا مستقبليًا على الشركة، ويشير إلى تحيز آخر يتأثر بـ”لمعان” الشركة، وهو تحيز إسقاط الحاضر على المستقبل، وافتراض استمرار النمو الحالي لسنوات مقبلة.

وتشير التقديرات إلى استفادة الشركة العملاقة من عبارة “الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يهدأ”، وهو شكل من أشكال التحيزات المعرفية أيضًا، مثل التحيز التأكيدي.

وتشير تقديرات وول ستريت إلى أن إنفاق (أمازون، مايكروسوفت، غوغل، ميتا) على مراكز البيانات قد يبلغ نحو 300 مليار دولار في 2025، وأنه سيتزايد في الأعوام المقبلة.

مخاطر وليست لمعانًا فحسب

ويدعم هذا الإنفاق وجهة نظر “المتفائلين” باستمرار نمو “إنفيديا” القياسي مستقبلًا، ولكن هذه التوقعات نفسها محل نقاش حول جدوى العائد على هذا الإنفاق على المدى المتوسط، في ظل نموذج “تسلا” التي تنفق أرقامًا كبيرة للغاية على تطوير الذكاء الاصطناعي والروبوتات، بينما لا تتعدى نسبة مساهمة هذا القطاع من إيراداتها 1-2% خلال العامين الأخيرين.

كما يعزز السرد الإعلامي الرواية “المتفائلة”، حيث إن تغطية الأرباح المتتالية التي “تفوق التوقعات” تجعل الكثير من المستثمرين يعتقدون أن مسار الشركة أحادي الاتجاه، مع وصف “إنفيديا” بأنها “في قلب ثورة الذكاء الاصطناعي”، مما قد يدفع المستثمرين إلى انتقاء الأدلة المؤيدة فقط لاحتمالات نمو الشركة، على حساب الحذر من احتمالات مختلفة مستقبلًا.

فقد تُبطئ شركات الذكاء الاصطناعي من إنفاقها بسبب تأخر العوائد، كما قد تلجأ إلى بدائل أرخص سعريًا، لا سيما مع حرص الحكومة الأمريكية على تنويع مصادر إنتاج شرائح التكنولوجيا – بما في ذلك استثمارها المباشر في “إنتل” – فضلًا عن التهديد المستمر الذي تمثله الصين بقدرتها الاستثنائية على تقديم بدائل فعالة بأسعار أقل بكثير.

كما فرضت القيود المفروضة على “إنفيديا” للتصدير إلى الصين حظرًا على تصدير أي من شرائحها الأكثر تقدمًا – والأعلى سعرًا – وفقًا لبيان الشركة عن مبيعاتها بين مارس ويونيو 2025. واستمرار هذا التوجه وتعزيزه يضيف المزيد من الغموض حول مستقبل الشركة، في ظل أهمية السوق الصيني الحيوية لها.

كما يُظهر الاستقراء التاريخي لسهم الشركة انخفاضه من مستوى 32 دولارًا إلى 12.5 دولارًا في عام واحد بين نوفمبر 2021 ونوفمبر 2022، مما يعكس حساسية كبيرة للسهم تجاه التقلبات وحالات الخروج الجماعي من السوق، أو هبوط مؤشراته.

اللمعان قد يُعمي عن المخاطر

بشكل عام، يمكن القول إن “إنفيديا” تبدو مبهرة بالطبع، وهناك الكثير من الأسباب التي تدعم الصعود القياسي للشركة وتدفعها إلى “اللمعان”، كما أوضحنا، ولكن ما يلمع يمكن أن يُعمي عن تقييمات عالية تفترض دوام النمو، ومخاطر تركّز القيمة، وحساسية لإنفاق الشركات الكبرى، وتأثير التوترات الجيوسياسية. لذا، فإن التوازن بين البريق والعوامل المقيدة للنمو ضروري في تقييم سهم الشركة.

هذا في حالة “إنفيديا” التي لها أسباب كثيرة تبدو براقة، ولكن في حالات أخرى تبدو شركات أخرى لامعة دون أسباب حقيقية، وهنا يبرز تأثير تداول المعلومات عبر الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي على أسعار الأسهم وحجم ولا يقتصر هذا التأثير على المستثمرين الأفراد فحسب، بل يمتد ليشمل المؤسسات المالية الكبرى، ويؤثر على استراتيجيات التداول، والسيولة، وحتى السياسات التنظيمية.

لذا فبعيدًا عن التحليل التفصيلي للشركات الكبرى، وخاصة “إنفيديا”، فإن وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر، وريديت، ويوتيوب أصبحت منصات رئيسية لنشر المعلومات المالية، وكثيرًا ما يدفع النشر المتتالي لتحليلات أو بعض المعلومات غير الموثقة المستثمرين إلى الاعتقاد بوجود لمعان “كاذب” لشركة بعينها.

يمكننا هنا تذكر انتشار تغريدة إيلون ماسك في مايو 2020، والتي قال فيها: “سعر سهم تسلا مرتفع جدًا برأيي”، وأدت إلى انخفاض القيمة السوقية لتسلا بمقدار 15 مليار دولار في يوم واحد، هذه الحادثة توحي بتأثير “تبدد اللمعان” في أعين بعض المستثمرين، في ظل تقدير المستثمر الأبرز في الشركة لها، وإن كانت الشركة قد استمرت في النمو المضطرد بعدها بعد زوال تأثير التغريدة المؤقت.

وبشكل عام، يمكن القول إن الأسواق المالية الحديثة لم تعد مجرد قصة بيانات مالية، بل هي خليط من التحليل المالي والسلوك البشري.

ولا شك أن التفاعل السريع مع الأخبار وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي يضخم الأداء اللامع، لكنه أيضًا يخفي مخاطر كبيرة، مما يجعل المقولة الشهيرة “ليس كل ما يلمع ذهبًا” أكثر واقعية من أي وقت مضى.

المصادر: أرقام- بلومبرج- وول ستريت جورنال- سي إن بي سي- ياهو فاينانس- نيويورك تايمز

اقرأ الخبر من المصدر

Must Read

- Advertisement -spot_img

Editor Picks

هل تحتاج مساعدة لاختيار الباقة الأنسب لك؟