هل يتفوق أداء الفضة على الذهب؟ وهل تواصل الأسعار الارتفاع؟
الكاتب:
{pubdate}
جذبت الفضة اهتمام المستثمرين في الأسواق العالمية واستمدت بعض بريقها من الذهب بعدما برزت كأحد أفضل المعادن النفيسة أداءً هذا العام، مع السعي للتحوط من حالة عدم اليقين خاصة وسط سياسات “ترامب” الجمركية ومخاوف بشأن المعروض.
قفزة السعر
قفزت الفضة في وقت سابق هذا الشهر لأعلى مستوياتها في 14 عامًا متجاوزة مستوى 39 دولارًا للأوقية مع نقص المعروض إذ تتجه السوق نحو تسجيل عجز للعام الخامس على التوالي وفقًا لمعهد الفضة، إلى جانب كونها ملاذًا آمنًا يتزايد الطلب عليه في أوقات عدم اليقين والتوترات الجيوسياسية.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
الطلب الصناعي
كما أن للفضة عدة استخدامات صناعية مما يجعلها أكثر حساسية من الناحية الاقتصادية، لذلك عندما تبدأ الأسواق بالخوف من تباطؤ اقتصادي غالبًا ما يتفوق المعدن الأصفر على الفضة على الأقل في البداية.
الألواح الشمسية
تعد الفضة من أفضل الموصلات الكهربائية في العالم وفقًا لمعهد الفضة، مما يجعلها مكون أساسي في إنتاج الألواح الشمسية والمركبات الكهربائية والإلكترونيات الدقيقة، وارتفع طلب قطاع الطاقة الشمسية على المعدن من 12% من إجمالي الطلب في 2022 إلى 25% في 2024، مع توقعات بالمزيد من الارتفاع.
تراجع الثقة في الأصول الأمريكية
عاد اهتمام المستثمرين بالفضة أيضًا في الآونة الأخيرة مع تزايد المخاوف بشأن قدرة الولايات المتحدة على إدارة الدين الفيدرالي المتصاعد، وتضائل الثقة في أصول الملاذ الآمن الأمريكية التقليدية، مع تراجع كل من سندات الخزانة والدولار هذا العام، وهو أمر غير معتاد خلال فترة من عدم اليقين الاقتصادي.
الفضة تتبع الذهب
واستفاد الذهب من تلك المخاوف المتزايدة بشأن الاستدامة المالية الأمريكية مع صعوده القوي منذ بداية العام، وتلته بعد ذلك الفضة خاصة مع تسارع الطلب الصناعي عليها بالتحديد من قطاع الطاقة النظيفة.
هل الفضة في المراحل الأولى من موجة صعود تدفعها لتجاوز أعلى مستوياتها على الإطلاق قرب 50 دولارًا؟
المسؤول/الجهة
التوقع
سيتي جروب
يتوقع وصول سعر الفضة إلى مستوى 40 دولارًا خلال ثلاثة أشهر، أما في الفترة التي تتراوح بين ستة إلى إثنى عشر شهرًا فيتوقع ارتفاع السعر عند 43 دولارًا.
“أوتافيو كوستا” الخبير الاستراتيجي لدى “كريسات كابيتال”
أوضح أن الفضة لطالما اتبعت أداء الذهب في الآونة الأخيرة، وكتب في منشور على منصة “إكس”: نحن على الأرجح في المراحل الأولى من سوق صاعدة طويلة الأمد للمعدن.
وأشار إلى أن الفضة عادة ما تتخلف عن الذهب في المراحل الأولى من ارتفاع أسعار المعادن الثمينة قبل أن تتفوق عليه لاحقًا.
“بول سيانا” المحلل الفني لدى “بنك أوف أمريكا”
اختبار المعدن أعلى مستوياته على الإطلاق قرب 50 دولارًا أمر وارد.
شركة الأبحاث الكندية “كاتوسا”
تظهر بيئة السوق الحالية ما يسمى بإشارات “بافت” الحاسمة للفضة، أي العوامل التي دفعت الملياردير “وارن بافت” لشراء ما يقرب من حوالي 130 مليون أوقية في الستينيات، وهي الخطوة التي آتت ثمارها مع ارتفاع السعر بأكثر من 1000% في السنوات التالية.
هذه المؤشرات التي – تسبق ارتفاعات هائلة في السعر تاريخيًا – هي: عجز متزايد في المعروض، ركود في الإنتاج، وانخفاض في المخزونات.
“ديفيد ويلسون” استراتيجي السلع لدى “بي إن بي باريبا”
أوضح في مذكرة للعملاء أن ارتفاع إنتاج الخلايا الشمسية في الصين قد أعطى دفعة لأسعار الفضة.
لكنه أشار إلى احتمالية تضاؤل هذا الطلب، مع انخفاض كمية المعدن اللازمة لكل جيجاواط من توليد الطاقة الشمسية بحوالي 50% تقريبًا منذ عام 2020.
مقارنة بين الذهب والفضة
منذ بداية العام الحالي حتى الآن، ارتفع سعر الفضة بأكثر من 32%، بينما بلغت مكاسب الذهب 27%، ورغم تفوق الأداء إلا أنها لا تزال رخيصة نسبيًا تاريخيًا، إذ يتطلب شراء أوقية من المعدن الأصفر حاليًا حوالي 86 أوقية من الفضة، مقارنة بمتوسط بلغ 80 أوقية على مدى عشر سنوات.
سيناريو آخر
لكن قد يضعف انحسار المخاوف الاقتصادية والجيوسياسية التي سيطرت على الأسواق هذا العام جاذبية الفضة كأداة تحوط، وتحديدًا في حال أبدت إدارة “ترامب” جهودًا موثوقة لكبح عجز ميزانيتها، وهو ما سيقلل الحاجة الملحة للبحث عن بدائل للأصول الأمريكية من خلال الذهب أو الفضة.
استمرار الدعم
رغم ذلك سيواصل الطلب الهيكلي الارتفاع وخاصة من صناعتي السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية، مما يدعم الأسعار، وقد تتلقى الفضة المزيد من الدعم حال خفض الفيدرالي الفائدة، مما يجعل المعدن – الذي لا يقدم عائد – أكثر جاذبية للمستثمرين.
الخلاصة
تتلقى أسعار الفضة دعمًا من المخاوف المالية الأمريكية والتوترات التجارية وعدم اليقين الاقتصادي فضلاً عن نقص المعروض، وحتى حال تلاشي تلك العوامل ستظل مدعومة بالطلب الصناعي، لكن هل تنجح في مواصلة التفوق على مكاسب الذهب؟
المصادر: أرقام – بلومبرج – سي بي إس نيوز- يورو نيوز- “كاتوسا للأبحاث” – وول ستريت جورنال