Fx Forsa

الرئيسيةالأخبار الأقتصادية‏هل يكفي تغيير قيادة شركة لإنقاذ سهمها في السوق؟

‏هل يكفي تغيير قيادة شركة لإنقاذ سهمها في السوق؟

-

‏هل يكفي تغيير قيادة شركة لإنقاذ سهمها في السوق؟

الكاتب:

{pubdate}

عندما تخضع الشركات الكبيرة لتغيير في إدارتها فإن ذلك كثيرًا ما يثير انتباه الأسواق، حيث تثار تساؤلات حول مدى تأثير التغيير على سياسات الشركة واحتمالات نموها مستقبليًا بما يكون له تأثيره على سعر أسهمها، خاصة إذا جاء التغيير مرتبطًا بتغييرات أخرى تشهدها الشركة.

ولا يكون تأثير التغيير في الإدارة دائمًا سلبيًا أو إيجابيًا، بل يعتمد على السياق، سمعة المسؤول الجديد، وطريقة الإعلان عن التغيير، وملابساته.

وبشكل عام فإنه عندما يغادر الرئيس التنفيذي منصبه، يتساءل المستثمرون عن الأسباب: هل هي استقالة طوعية؟ أم إقالة بسبب ضعف الأداء أو فضيحة؟ وبناء على إجابة هذه التساؤلات تكون استجابة السوق للتغير في الإدارة.

إنتل مثالًا

على سبيل المثال، أعلنت شركة إنتل تعيين “ليب-بو تان”، الرئيس التنفيذي السابق لشركة “كادانس ديزاين سيستمز”، رئيسًا تنفيذيًا لها، خلفًا لـ بات جيلسنجر، في مارس 2025، حيث جاء هذا التغيير وسط تحديات كبيرة تواجه الشركة، أبرزها المنافسة المتزايدة من شركات مثل “إنفيديا” و”إيه إم دي”.

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

في البداية، ارتفع سهم إنتل بنسبة 7% بعد الإعلان، مدفوعًا بتفاؤل المستثمرين بشأن خبرة “تان” في الصناعة، خاصة أن أداء سهم “كادانس” تحت قيادته كان ضعف أداء مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات، ما أثار تفاؤلًا واسعًا حولمستقبل الشركة تحت إدارته، حتى أن “بنك أوف أميركا” رفع السعر المستهدف لسهم إنتل من 19 دولارًا إلى 25 دولارًا.

لكن هذا التفاؤل لم يدم طويلًا، وبعد أسبوعين فقط انخفض السهم بنسبة 7.5% وسط مخاوف من أن المدير الجديد قد يتراجع عن خطة فصل وحدة التصنيع، وهي خطوة كانت تعتبر أساسية في استراتيجية الشركة للعودة إلى المنافسة.

بل خفضت مؤسسات مثل مورجان ستانلي وباركليز السعر المستهدف للسهم في المستقبل من 50 دولارًا إلى 40 دولارًا بسبب عدم وضوح الرؤية الاستراتيجية الجديدة، واستمرت المخاوف لا سيما مع عدم إعلان الإدارة الجديدة عن خطوات استراتيجية واضحة للمستقبل، واستمرت التكهنات حول استراتيجية المستقبل وهو ما خلق حالة ضبابية حول الشركة.

وهذا التذبذب يعكس تأثيرًا أوليًا إيجابيًا نتيجة تغيير القيادة في شركة تقنية كبرى مثل إنتل، بسبب التفاؤل بالقادة الجدد، ولكن إذا لم تكن الرؤية واضحة أو متوافقة مع توقعات السوق فقد ينعكس هذا الصعود الأولي سريعًا وينقلب إلى تراجع.

تفاؤل يعقبه تراجع

وبسبب انتقادات واسعة لسوء الأداء، أعلنت شركة “نايكي” في سبتمبر 2024، عن تعيين إليوت هيل، أحد قدامى التنفيذيين في الشركة، خلفًا لـ “جون دوناهو”، الذي واجه ضغوطاً بسبب تراجع موقف الشركة أمام منافسيهًا لا سيما في الصين، وأمام منافسين رئيسيين مثل “أديداس” و”هوكا”.

وكان رد فعل السوق سريعًا، حيث ارتفع سهم “نايكي” بنسبة 10% فور الإعلان عن التغيير، إذ رأى المستثمرون في “هيل” شخصية قادرة على إعادة الشركة إلى مسار النمو، لا سيما أنه أتى من داخل الشركة وبالتالي سيكون على دراية بشؤونها الداخلية بما قد يدعم تحسناً سريعاً في الأداء.

ولكن بعد صدور أول تقرير أرباح في ظل القيادة الجديدة، انخفض السهم بنسبة 6%، بعدما ناقضت الشركة توقعاتها السنوية وأعلنت عن تراجع في الإيرادات بنسبة 10%، مقارنة بالعام السابق، خاصة بعد أن انخفضت إيرادات البيع المباشر بنسبة 13%، ومن البيع بالجملة بنسبة 8%..

وكان الصعود فور تغيير الإدارة أيضا بسبب إضافي وهو أنه جاء نتيجة ضغط من مستثمرين نشطين مثل “بيل أكمان”، الذي استحوذ على حصة صغيرة في الشركة بهدف دفعها نحو إصلاحات هيكلية، ولكن وعلى الرغم من أن التعيين أعاد بعض الثقة، فإن التحديات الهيكلية في السوق، مثل ضعف الابتكار وتراجع الطلب، ذهبت بارتفاع السهم المؤقت بشكل سريع نسبيًا.

التغيير وسط العاصفة

وتمثل الحالتان السابقتان تغييرًا في ظل تحديات تواجهها الشركات، وليس في ظل أزمات “عاصفة”، حيث يؤدي التغيير في ظل تهديدات قوية تواجهها الشركة وشائعات حولها إلى انخفاض كبير في قيمتها.

فمثلا، شهدت شركة “بايوجين”، وهي شركة أدوية بيولوجية، انخفاضًا حادًا في سعر سهمها بنسبة 15% بعد إعلان استقالة رئيسها التنفيذي في عام 2022، وذلك بسبب توقيت الاستقالة الذي جاء وسط جدل حول فاعلية أحد أدوية ألزهايمر التي كانت الشركة تراهن عليها، مما زاد من قلق المستثمرين.

أما في قطاع التكنولوجيا، عندما غادر الرئيس التنفيذي لشركة “بينتريست” “بن سيلبرمان” منصبه في يونيو 2022، وانخفض سعر السهم بنسبة 12% في اليوم التالي، وذلك على الرغم من تعيين خلف له من جوجل، إلا أن السوق رأى أن التغيير جاء نتيجة ضعف الأداء، وليس خطوة استراتيجية، مما أثار شكوكًا حول مستقبل الشركة.

أما في قطاع الطيران، فقد شهدت شركة بوينج في عام 2019 انخفاضًا بنسبة 4% في سعر سهمها بعد إقالة الرئيس التنفيذي دينيس مويلينبورغ، على خلفية أزمة طائرات 737 ماكس، وعلى الرغم أن الإقالة كانت متوقعة، فإن السوق تعامل معها كإشارة إلى عمق الأزمة الداخلية في الشركة.

تأثير استثنائي ولكن

ومن ضمن الأمثلة الصارخة على أثر تغيير الإدارة على سهم شركة هو ما حدث عند تعيين “براين نيكول” رئيسًا تنفيذيًا لشركة “ستاربكس” في سبتمبر 2024 بعد فترة من التراجع تحت قيادة سلفه لاكسمان ناراسيمهان.

لم يكن هذا التغيير مجرد خطوة إدارية، بل كان له تأثير مالي واستراتيجي انعكس مباشرة على سعر السهم وثقة المستثمرين، وفقًا لتقديرات الكثير من المحللين.

ففي يوم الإعلان، ارتفع سهم ستاربكس بنسبة 24.5%، بينما انخفض سهم شركة “شيبوتل”، التي كان نيكول يقودها سابقًا، بنسبة 7.5%، مما يعكس الثقة الكبيرة التي وضعها السوق في قدراته.

ويرجع ذلك أن نيكول قاد تحولًا ناجحًا في شركة “شيبوتل” بعد أزمة التلوث الغذائي في عام 2018، حيث ارتفع سعر سهم الشركة بنسبة 760% خلال فترة قيادته، ونجح في مضاعفة الإيرادات إلى أكثر من 10 مليارات دولار.

واعتمدت استراتيجيته على إعادة تدريب الموظفين على بروتوكولات السلامة، وافتتاح نحو 1000 فرع جديد، وإدخال تقنيات لتسريع العمليات مثل أتمتة تحضير الغواكامولي، بالإضافة إلى تطوير الطلبات الرقمية وإضافة ممرات استلام خاصة.

وعلى الرغم من حالة التفاؤل تلك بـ”نيكول” فإن السهم شهد حالة من التذبذب صعودًا وهبوطًا، ويراوح مستوى 90 دولارًا للسهم في أغسطس 2025 وهو نفس المستوى الذي وصل إليه السهم فور تعيين “نيكول” بما يعكس أن التحديات التي تواجه ستاربكس وتشمل تراجع المبيعات لثلاثة أرباع متتالية، وضعف الأداء في السوق الصينية (ثاني أكبر سوق للشركة)، ومشاكل في تجربة العملاء داخل الفروع، أشد تأثيرًا من تعيين “نيكول”.

“آبل” تأثير مستدام ومتواصل

ومن أبرز الأمثلة على تأثير القيادة في أداء الشركات في سوق الأسهم، ما شهدته أسهم “آبل” منذ تولي “تيم كوك” منصب الرئيس التنفيذي في عام 2011 وحتى مطلع عام 2025 فمن استثمر مبلغًا قدره 1000 دولار في أسهم الشركة عند بداية عهد كوك، حقق عائدًا يفوق 16,000 دولار، أي ما يزيد على 1600% خلال تلك الفترة، دون احتساب الأرباح الموزعة التي أضافت مزيدًا من القيمة للمستثمرين.

ويكفي لتوضيح أثر “كوك” على أداء الشركة الإشارة إلى أن آبل قبل عام 2011 لم تكن تتفوق على مؤشر “ستاندرد آند بورز 500″، بل كانت في كثير من الأحيان أقل منه أداءً، أما بعد توليه القيادة، فقد أصبح سهم الشركة يحقق أداءً يفوق متوسط المؤشر بنسبة تصل إلى 400%، وهو ما يعكس بوضوح التحول الاستراتيجي الذي أحدثه.

ويتأكد مما سبق أن التغيير في ظل أزمات متوسطة أو تحديات عادية غالبًا ما يصحبه موجة من التفاؤل بسبب إمكانية تحسن الأداء في ظل القيادة الجديدة للشركة، وقد تتأكد تلك التوقعات فتستمر موجة الارتفاعات أو قد تصاب الأسواق بالإحباط فينعكس الصعود بعد فترة وجيزة ليتحول لتراجع ربما يكون أكثر حدة، لذا يكون من المهم تحري خطط القيادة الجديدة لأي شركة ومدى واقعية وإمكانية تطبيق تلك الخطط.

المصادر: أرقام- أي فاند- ياهو فيانسانس- بلومبرج- فوربس- ذا ستريت

اقرأ الخبر من المصدر

مختارات التحليل والأخبار الأقتصادية

أخر الأخبار

- Advertisement -spot_img

‏هل يكفي تغيير قيادة شركة لإنقاذ سهمها في السوق؟

الكاتب:

{pubdate}

عندما تخضع الشركات الكبيرة لتغيير في إدارتها فإن ذلك كثيرًا ما يثير انتباه الأسواق، حيث تثار تساؤلات حول مدى تأثير التغيير على سياسات الشركة واحتمالات نموها مستقبليًا بما يكون له تأثيره على سعر أسهمها، خاصة إذا جاء التغيير مرتبطًا بتغييرات أخرى تشهدها الشركة.

ولا يكون تأثير التغيير في الإدارة دائمًا سلبيًا أو إيجابيًا، بل يعتمد على السياق، سمعة المسؤول الجديد، وطريقة الإعلان عن التغيير، وملابساته.

وبشكل عام فإنه عندما يغادر الرئيس التنفيذي منصبه، يتساءل المستثمرون عن الأسباب: هل هي استقالة طوعية؟ أم إقالة بسبب ضعف الأداء أو فضيحة؟ وبناء على إجابة هذه التساؤلات تكون استجابة السوق للتغير في الإدارة.

إنتل مثالًا

على سبيل المثال، أعلنت شركة إنتل تعيين “ليب-بو تان”، الرئيس التنفيذي السابق لشركة “كادانس ديزاين سيستمز”، رئيسًا تنفيذيًا لها، خلفًا لـ بات جيلسنجر، في مارس 2025، حيث جاء هذا التغيير وسط تحديات كبيرة تواجه الشركة، أبرزها المنافسة المتزايدة من شركات مثل “إنفيديا” و”إيه إم دي”.

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

في البداية، ارتفع سهم إنتل بنسبة 7% بعد الإعلان، مدفوعًا بتفاؤل المستثمرين بشأن خبرة “تان” في الصناعة، خاصة أن أداء سهم “كادانس” تحت قيادته كان ضعف أداء مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات، ما أثار تفاؤلًا واسعًا حولمستقبل الشركة تحت إدارته، حتى أن “بنك أوف أميركا” رفع السعر المستهدف لسهم إنتل من 19 دولارًا إلى 25 دولارًا.

لكن هذا التفاؤل لم يدم طويلًا، وبعد أسبوعين فقط انخفض السهم بنسبة 7.5% وسط مخاوف من أن المدير الجديد قد يتراجع عن خطة فصل وحدة التصنيع، وهي خطوة كانت تعتبر أساسية في استراتيجية الشركة للعودة إلى المنافسة.

بل خفضت مؤسسات مثل مورجان ستانلي وباركليز السعر المستهدف للسهم في المستقبل من 50 دولارًا إلى 40 دولارًا بسبب عدم وضوح الرؤية الاستراتيجية الجديدة، واستمرت المخاوف لا سيما مع عدم إعلان الإدارة الجديدة عن خطوات استراتيجية واضحة للمستقبل، واستمرت التكهنات حول استراتيجية المستقبل وهو ما خلق حالة ضبابية حول الشركة.

وهذا التذبذب يعكس تأثيرًا أوليًا إيجابيًا نتيجة تغيير القيادة في شركة تقنية كبرى مثل إنتل، بسبب التفاؤل بالقادة الجدد، ولكن إذا لم تكن الرؤية واضحة أو متوافقة مع توقعات السوق فقد ينعكس هذا الصعود الأولي سريعًا وينقلب إلى تراجع.

تفاؤل يعقبه تراجع

وبسبب انتقادات واسعة لسوء الأداء، أعلنت شركة “نايكي” في سبتمبر 2024، عن تعيين إليوت هيل، أحد قدامى التنفيذيين في الشركة، خلفًا لـ “جون دوناهو”، الذي واجه ضغوطاً بسبب تراجع موقف الشركة أمام منافسيهًا لا سيما في الصين، وأمام منافسين رئيسيين مثل “أديداس” و”هوكا”.

وكان رد فعل السوق سريعًا، حيث ارتفع سهم “نايكي” بنسبة 10% فور الإعلان عن التغيير، إذ رأى المستثمرون في “هيل” شخصية قادرة على إعادة الشركة إلى مسار النمو، لا سيما أنه أتى من داخل الشركة وبالتالي سيكون على دراية بشؤونها الداخلية بما قد يدعم تحسناً سريعاً في الأداء.

ولكن بعد صدور أول تقرير أرباح في ظل القيادة الجديدة، انخفض السهم بنسبة 6%، بعدما ناقضت الشركة توقعاتها السنوية وأعلنت عن تراجع في الإيرادات بنسبة 10%، مقارنة بالعام السابق، خاصة بعد أن انخفضت إيرادات البيع المباشر بنسبة 13%، ومن البيع بالجملة بنسبة 8%..

وكان الصعود فور تغيير الإدارة أيضا بسبب إضافي وهو أنه جاء نتيجة ضغط من مستثمرين نشطين مثل “بيل أكمان”، الذي استحوذ على حصة صغيرة في الشركة بهدف دفعها نحو إصلاحات هيكلية، ولكن وعلى الرغم من أن التعيين أعاد بعض الثقة، فإن التحديات الهيكلية في السوق، مثل ضعف الابتكار وتراجع الطلب، ذهبت بارتفاع السهم المؤقت بشكل سريع نسبيًا.

التغيير وسط العاصفة

وتمثل الحالتان السابقتان تغييرًا في ظل تحديات تواجهها الشركات، وليس في ظل أزمات “عاصفة”، حيث يؤدي التغيير في ظل تهديدات قوية تواجهها الشركة وشائعات حولها إلى انخفاض كبير في قيمتها.

فمثلا، شهدت شركة “بايوجين”، وهي شركة أدوية بيولوجية، انخفاضًا حادًا في سعر سهمها بنسبة 15% بعد إعلان استقالة رئيسها التنفيذي في عام 2022، وذلك بسبب توقيت الاستقالة الذي جاء وسط جدل حول فاعلية أحد أدوية ألزهايمر التي كانت الشركة تراهن عليها، مما زاد من قلق المستثمرين.

أما في قطاع التكنولوجيا، عندما غادر الرئيس التنفيذي لشركة “بينتريست” “بن سيلبرمان” منصبه في يونيو 2022، وانخفض سعر السهم بنسبة 12% في اليوم التالي، وذلك على الرغم من تعيين خلف له من جوجل، إلا أن السوق رأى أن التغيير جاء نتيجة ضعف الأداء، وليس خطوة استراتيجية، مما أثار شكوكًا حول مستقبل الشركة.

أما في قطاع الطيران، فقد شهدت شركة بوينج في عام 2019 انخفاضًا بنسبة 4% في سعر سهمها بعد إقالة الرئيس التنفيذي دينيس مويلينبورغ، على خلفية أزمة طائرات 737 ماكس، وعلى الرغم أن الإقالة كانت متوقعة، فإن السوق تعامل معها كإشارة إلى عمق الأزمة الداخلية في الشركة.

تأثير استثنائي ولكن

ومن ضمن الأمثلة الصارخة على أثر تغيير الإدارة على سهم شركة هو ما حدث عند تعيين “براين نيكول” رئيسًا تنفيذيًا لشركة “ستاربكس” في سبتمبر 2024 بعد فترة من التراجع تحت قيادة سلفه لاكسمان ناراسيمهان.

لم يكن هذا التغيير مجرد خطوة إدارية، بل كان له تأثير مالي واستراتيجي انعكس مباشرة على سعر السهم وثقة المستثمرين، وفقًا لتقديرات الكثير من المحللين.

ففي يوم الإعلان، ارتفع سهم ستاربكس بنسبة 24.5%، بينما انخفض سهم شركة “شيبوتل”، التي كان نيكول يقودها سابقًا، بنسبة 7.5%، مما يعكس الثقة الكبيرة التي وضعها السوق في قدراته.

ويرجع ذلك أن نيكول قاد تحولًا ناجحًا في شركة “شيبوتل” بعد أزمة التلوث الغذائي في عام 2018، حيث ارتفع سعر سهم الشركة بنسبة 760% خلال فترة قيادته، ونجح في مضاعفة الإيرادات إلى أكثر من 10 مليارات دولار.

واعتمدت استراتيجيته على إعادة تدريب الموظفين على بروتوكولات السلامة، وافتتاح نحو 1000 فرع جديد، وإدخال تقنيات لتسريع العمليات مثل أتمتة تحضير الغواكامولي، بالإضافة إلى تطوير الطلبات الرقمية وإضافة ممرات استلام خاصة.

وعلى الرغم من حالة التفاؤل تلك بـ”نيكول” فإن السهم شهد حالة من التذبذب صعودًا وهبوطًا، ويراوح مستوى 90 دولارًا للسهم في أغسطس 2025 وهو نفس المستوى الذي وصل إليه السهم فور تعيين “نيكول” بما يعكس أن التحديات التي تواجه ستاربكس وتشمل تراجع المبيعات لثلاثة أرباع متتالية، وضعف الأداء في السوق الصينية (ثاني أكبر سوق للشركة)، ومشاكل في تجربة العملاء داخل الفروع، أشد تأثيرًا من تعيين “نيكول”.

“آبل” تأثير مستدام ومتواصل

ومن أبرز الأمثلة على تأثير القيادة في أداء الشركات في سوق الأسهم، ما شهدته أسهم “آبل” منذ تولي “تيم كوك” منصب الرئيس التنفيذي في عام 2011 وحتى مطلع عام 2025 فمن استثمر مبلغًا قدره 1000 دولار في أسهم الشركة عند بداية عهد كوك، حقق عائدًا يفوق 16,000 دولار، أي ما يزيد على 1600% خلال تلك الفترة، دون احتساب الأرباح الموزعة التي أضافت مزيدًا من القيمة للمستثمرين.

ويكفي لتوضيح أثر “كوك” على أداء الشركة الإشارة إلى أن آبل قبل عام 2011 لم تكن تتفوق على مؤشر “ستاندرد آند بورز 500″، بل كانت في كثير من الأحيان أقل منه أداءً، أما بعد توليه القيادة، فقد أصبح سهم الشركة يحقق أداءً يفوق متوسط المؤشر بنسبة تصل إلى 400%، وهو ما يعكس بوضوح التحول الاستراتيجي الذي أحدثه.

ويتأكد مما سبق أن التغيير في ظل أزمات متوسطة أو تحديات عادية غالبًا ما يصحبه موجة من التفاؤل بسبب إمكانية تحسن الأداء في ظل القيادة الجديدة للشركة، وقد تتأكد تلك التوقعات فتستمر موجة الارتفاعات أو قد تصاب الأسواق بالإحباط فينعكس الصعود بعد فترة وجيزة ليتحول لتراجع ربما يكون أكثر حدة، لذا يكون من المهم تحري خطط القيادة الجديدة لأي شركة ومدى واقعية وإمكانية تطبيق تلك الخطط.

المصادر: أرقام- أي فاند- ياهو فيانسانس- بلومبرج- فوربس- ذا ستريت

اقرأ الخبر من المصدر

Must Read

- Advertisement -spot_img

Editor Picks

هل تحتاج مساعدة لاختيار الباقة الأنسب لك؟