نتائج العلامات : اخبار اقتصادية لحظية

‏ترامب يتهم رئيس إف بي آي السابق بالدعوة لقتله عبر رسالة غامضة

اتهم الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، الجمعة، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق "جيمس كومي"، بالدعوة إلى اغتياله في منشور غامض عبر منصة "إنستجرام".

وذكر "ترامب" في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، بعد يوم من فتح وزارة الأمن الداخلي وجهاز الخدمة السرية تحقيقًا في منشور "كومي": "كان يعلم تمامًا ما يعنيه ذلك".

وأضاف الرئيس: "الطفل يعرف ما يعنيه ذلك، إذا كنت مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي ولا تعرف، فهذا يعني ’اغتيالًا‘، وهذا واضح تمامًا، لقد استعادت بلادنا الاحترام، ومع كل هذا، يدعو إلى اغتيال الرئيس".

يشير الرئيس الأمريكي إلى صورة نشرها "كومي" تظهر مجموعة من الأصداف الذي يبدو أن أحد ما استخدمه لتشكيل الرقم "8647" على الشاطئ.

وفي منشور لاحق، نفى "كومي" أن تكون الصورة، تمثل تهديدًا لـ "ترامب"، الذي أقاله من منصب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي في مايو 2017.

وكتب "كومي": "نشرتُ سابقًا صورة لبعض الأصداف التي رأيتها أثناء نزهة على الشاطئ، والتي افترضتُ أنها رسالة سياسية".

وتابع: "لم أكن أُدرك أن بعض الناس يربطون هذه الأرقام بالعنف، لم يخطر ببالي ذلك قط، لكنني أعارض العنف بجميع أشكاله، لذا حذفتُ المنشور".

ويعني لفظ "86" في الإنجليزية - بشكل غير رسمي - "رفض الخدمة" أو "طرد" أو "حظر" العميل، كما يشير أيضًا إلى "رفض" أو "إيقاف" أو "التخلص من شيء ما"، أما الرقم "47" فهو يشير على الأرجح إلى "ترامب" كونه الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة.

وتعقيبًا على اعتذار "كومي"، قال "ترامب": "حسنًا، لقد اعتذر لأنه تعرض للهجوم، الأمر متروك للمدعية العامة الآن، لا أريد اتخاذ موقف بشأن هذا الأمر، أعتقد أنه أمر فظيع، إنه شرطي فاسد".

‏الأعلى أجرًا.. رونالدو يتصدر بثالث أكبر دخل سنوي في تاريخ الرياضيين

في حين لا يزال الجدل قائمًا حول ما إذا كان "كريستيانو رونالدو" هو الأفضل في عالم كرة القدم، إلا أنه يُعد الرياضي الأعلى أجرًا في العالم، للعام الثالث على التوالي، وللمرة الخامسة إجمالًا، وفقًا لقائمة "فوربس" 2025.

عصر رونالدو

- في سن الأربعين، يحقق نجم كرة القدم البرتغالي ثالث أعلى دخل سنوي في تاريخ الرياضيين، حيث يتفوق على "رونالدو" الملاكم "فلويد مايويذر"، الذي جنى 300 مليون دولار في عام 2015 و285 مليون دولار في عام 2018.

دخل قياسي

- جنى الرياضيون الخمسون الأعلى دخلًا نحو 4.23 مليار دولار هذا العام، متجاوزين الرقم القياسي السابق البالغ 3.88 مليار، وشكلت العائدات من الإعلانات وعقود الرعاية والأنشطة التجارية 1.04 مليار دولار، بزيادة 11% عن 936 مليون دولار في عام 2024.

نمو هائل

- جمع أفضل 50 لاعبًا 3.19 مليار دولار من رواتب اللعب والمكافآت والجوائز المالية، بزيادة كبيرة بلغت 67% في ثلاث سنوات فقط.

استثمار سعودي

- فضلًا عن دعم السعودية لدوري "ليف جولف"، يرتبط 4 من أعلى 10 رياضيين دخلًا بالمملكة؛ حيث شارك الملاكم "فيوري" في منافسات بالرياض، كما يتولى "ميسي" الترويج للسياحة، بالإضافة إلى مشاركة "رونالدو" و"بنزيما" في دوري المحترفين.

هيمنة السلة

- ضمّت القائمة 16 لاعب كرة سلة، وهو العدد الأكبر بين جميع الرياضات هذا العام، ويعكس ذلك الشعبية العالمية المتزايدة لدوري كرة السلة الأمريكي للمحترفي، وقيمة العقود والإعلانات التي يحصل عليها اللاعبون.

أعلى 10 رياضيين دخلًا في العالم خلال عام 2025

الترتيب

اللاعب

الرياضة

العمر

الجنسية

إجمالي الدخل

(مليون دولار)

1

كريستيانو رونالدو

كرة القدم

40

البرتغال

275

2

ستيفن كاري

كرة السلة

37

الولايات المتحدة

156

3

تايسون فيوري

الملاكمة

36

المملكة المتحدة

146

4

داك بريسكوت

كرة القدم الأمريكية

31

الولايات المتحدة

137

5

ليونيل ميسي

كرة القدم

37

الأرجنتين

135

6

ليبرون جيمس

كرة السلة

40

الولايات المتحدة

133.8

7

خوان سوتو

البيسبول

26

جمهورية الدومينيكان

114

8

كريم بنزيما

كرة القدم

37

فرنسا

104

9

شوهي أوهتاني

البيسبول

30

اليابان

102.5

10

كيفن دورانت

كرة السلة

36

الولايات المتحدة

101.4

ثروة رياضية

- حقق الرياضيون العشرة الأعلى أجرًا مجتمعين 1.4 مليار دولار، بزيادة طفيفة عن 1.38 مليار دولار في العام الماضي، وهو أكبر إجمالي منذ أن بدأت "فوربس" تصنيف أرباح الرياضيين عام 1990.

قائمة نارية

- ارتفع الحد الأدنى للانضمام إلى قائمة أعلى 50 رياضيًا أجرًا إلى مستوى قياسي قدره 53.6 مليون دولار، بزيادة 19% عن 2024، وقرابة ضعف نظيره عام 2017، وللعام الثاني على التوالي، حقق كل عضو من العشرة الأوائل 100 مليون دولار على الأقل.

تفوق هائل

- حطم "بريسكوت"، لاعب فريق "دالاس كاوبويز"، و"سوتو"، لاعب فريق "نيويورك ميتس"، الأرقام القياسية في دخول لاعبي دوري كرة القدم الأمريكية ودوري البيسبول.

خارج الملعب

- جنى كل من "كاري" و"أوهتاني" دخلًا سنويًا بلغ 100 مليون دولار من خارج الملعب، ولم يحقق هذا الإنجاز سوي لاعب فنون القتال المختلطة "كونور ماكجريجور" (158 مليون دولار - 2021)، ولاعب الجولف "تايجر وودز" (105 ملايين دولار - 2009)، ولاعب التنس "روجر فيدرر" (100 مليون دولار - 2020).

المصدر: فوربس

‏سوق يصعد ومتداول يخسر .. لماذا؟

يلتحق غالبية المتداولين بسوق الأسهم لأول مرة أثناء ارتفاع السوق، حيث تغري المؤشرات الخضراء كثيرين بالانضمام طمعًا في تحقيق الأرباح، وسعيًا لتنمية رؤوس الأموال.

وعلى الرغم من أن مدة ارتفاع السوق دائمًا ما تكون أطول من حيث الفترة الزمنية، وأعلى من حيث القيمة السوقية، لأن الاقتصادات تنمو وتتسع في غالبية الوقت مع تطور التكنولوجيا الإنتاجية وزيادة أعداد المستهلكين، حتى مع مرورها بمتاعب، فإن كثيرين ينتهي بهم الأمر خاسرين على الرغم من ارتفاع السوق ككل.

المتأخرون

وهناك العديد من الأسباب وراء ذلك، ومن أهمها وجود من يعرفون "بالمتأخرين"، أي هؤلاء الذين يدخلون السوق بعد أن يتشكل اتجاه واضح صاعد لسهم بعينه، وغالبًا ما يغريهم الصعود السريع للسهم، وبالتالي فإن اهتمامهم غالبًا ما يكون بأسهم عالية المخاطرة، أو تلك التي تشهد ظروفًا استثنائية تؤدي لصعود سريع واستثنائي في قيمتها، وغالبًا ما تكون تلك الأسهم عرضة للانخفاض السريع أيضا.

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

فعلى سبيل المثال، صعد سهم "نتفليكس" من سعر 500 دولار في 18 يونيو 2021 إلى أكثر من 680 دولارًا في 12 نوفمبر من العام نفسه، أي أن السهم ارتفع بنسبة 36% خلال 5 أشهر فحسب، بما حرّض كثيرين على الانضمام لهذا التوجه الصاعد بسرعة رغبة في حصد الأرباح.

ولكن وفي 11 مارس 2022 انحدر السهم ليصل إلى 340 دولارًا، أي أنه فقد 50% من قيمته في خلال نفس الفترة التي ارتفع فيها سابقًا، 5 أشهر، بما يشير إلى سهم يعاني من تذبذب شديد، والشاهد أنه في القمم والقيعان شهدت بعض جلسات سوق الأسهم ارتفاعًا في حجم التداول على الأسهم بنسبة 70-120% بما يعكس بيع أعداد كبيرة في القيعان وشرائهم في القمم (مقابل العكس لعدد أقل من الرابحين ذوي الخبرة).

ويلاحظ أن من تمسك بالسهم حتى بعد انخفاضه بهذا الشكل قد ينتهي به الأمر رابحًا وبشدة إذا اشترى في أي مستوى من المستويات السابقة، إذ ارتفع سعر السهم ليصل إلى مستوى 1140 دولارًا في 9 مايو 2025، أي أن من اشتراه في مارس 2022 وباعه في مايو 2025 يكون قد حقق ربحًا 335%، بل وتلافي الهبوط والتذبذب الذي عاناه السوق الأمريكي ككل في الأشهر الأولى لعام 2025.

حتى الخبراء يخطئون

وعلى الرغم من هذا، فإن صعود سهم "نتفليكس" بهذا الشكل يبدو غير مبرر، حيث تسبب في وصول مضاعف الربحية إلى أكثر من 53، مع وصول قيمتها السوقية لأكثر من 450 مليار دولار، فالشركة تحقق أرباحًا وتنمو إيراداتها، لكنها تعمل في مجال مليء بتحديات المنافسة، سواء القديمة مثل "ديزني" أو الحديثة نسبيًا مثل "أبل".

والشاهد هنا أن الشراء في ظل عدم وجود أسباب حقيقية تبرر مثل هذا الارتفاع في مضاعف الربحية، يؤدي حتمًا إلى سيطرة مشاعر الخوف والطمع على المتداولين، مما يؤدي إلى خسارة غالبيتهم في السهم، حتى مع ارتفاعه، بسبب الاحتفاظ المبالغ به من ناحية، والبيع مع سيادة حالة الهلع في المقابل.

وهنا يظهر السبب الثاني للخسارة مع ارتفاع السوق، وهو الاعتقاد السائد في أن "الاتجاه صديقك"، أي أنه إذا كان السائد في السوق هو الشراء، فإنه عليك الشراء، والعكس بالعكس.

ولا يمكن استثناء حتى الكثير من المحللين وسماسرة الأسهم، حيث يندر أن تقل نسبة التوصية بشراء الأسهم في ظل سوق صاعد عن 80% من المحللين، بما يعكس أن الكثير ممن يفترض بهم أن يكونوا "أهل الخبرة" لا يتحسبون لانخفاض السوق مستقبلًا ويراهنون على استمرار الصعود بغض النظر عن حقائق السوق والشركات.

ويمكن أن نشير هنا مثلًا إلى مثال شركة "نتفليكس" أيضًا، حيث ينصح 70% من 54 محللًا متعاونين مع شبكة "سي.إن.إن" بشراء سهم الشركة، و26% منهم بالاحتفاظ به، و4% فحسب ببيعه، على الرغم مما أشرنا إليه حول قوة المنافسة ومضاعف الربحية المرتفع للغاية.

ويمكن القول هنا إن إجراء اختيارات مختلفة عن اتجاه السوق يحتاج أولًا إلى معرفة قوية، ثم ثقة أقوى في هذه المعرفة وقوة أعصاب في عدم الاستجابة لتحركات السوق غير المستندة إلى أسباب مادية ملموسة أي تلك المدفوعة بالنواحي النفسية من الطمع أو عدم القدرة على النظر إلى انكسار المنحنى الصاعد.

المضاربة والثقة الزائفة

وتأتي الأزمة الأهم أيضا وهي في الدخول في مضاربات، وتزدهر المضاربات بصورة أكبر في السوق المتقلبة، ولكن بعض التحركات "الموجهة" أو تلك التي تستند على معلومات تتفوق على تلك ذات رؤوس الأموال الضعيفة أو تلك التي تفتقد للمعلومات، ومع أن 60-80% من المتداولين الصغار في سوق الأسهم يقبلون على المضاربة وليس الاستثمار فإن منطق الاحتفاظ قصير المدى دائما ما يجعلهم خاسرين في مواجهة خصوم أقوى.

وهنا نتذكر المقولة الواقعية للغاية: "الاستثمار مثل الصابون، كلما لمسته كلما قل". والمقصود هنا أن الاستمرار في عمليات البيع والشراء بسرعة كبيرة، يجعل رؤوس الأموال تتآكل، مثلما يحدث الأمر عند استخدام صابونة لغسيل الأيدي حيث يتقلص حجمها تدريجيًا.

ومن بين أسباب الخسارة في السوق الصاعد، ما تثيره المؤشرات الخضراء من ثقة زائفة في صدور الكثير من المتعاملين، فعلى سبيل المثال، تلعب تحيزات الثقة المفرطة دورًا سلبيًا كبيرًا في إلحاق الضرر بالعديد من المتعاملين في أسواق الأسهم. وتؤكد الدراسات في هذا الصدد أن نسبة تتراوح بين 70% إلى 80% من المتعاملين في السوق يعتقدون أنهم "أكثر كفاءة من غيرهم" في تحليل اتجاهات الأسواق والتنبؤ بحركتها.

ولذلك يُرجع هؤلاء أي أخطاء في توقعاتهم إلى عوامل خارجية أو أخطاء يرتكبها الآخرون، بدلاً من الاعتراف بضعف تحليلاتهم الشخصية، وبالتالي لا يميلون إلى تعديل أساليبهم أو التعلم من أخطائهم.

وقد تجلت آثار هذه الثقة المفرطة والتحيزات المعرفية بشكل واضح خلال الفترة بين عامي 2020 و2022، حيث شهدت الأسواق المالية ظاهرة غير مألوفة تمثلت في هوس جماعي بأسهم الشركات الصغيرة شديدة التقلب، والمعروفة باسم "أسهم الميم"، وقد ارتفعت هذه الأسهم بشكل صاروخي، ليس بسبب قوة أساسياتها المالية أو أدائها الفعلي، بل بسبب الضجة الإعلامية والتضخيم عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وساد بين الغالبية العظمى من المتداولين، بنسبة وصلت إلى 90%، اعتقاد راسخ بأن أسهم الميم تمثل "فرصة استثمارية استثنائية لا يُمكن تفويتها". فقد اعتقدوا أن أسعار هذه الأسهم منخفضة جدًا ولا يمكن أن تهبط أكثر من ذلك، وأن مسارها الوحيد سيكون تصاعديًا لا محالة. هذا الاعتقاد دفعهم إلى شراء هذه الأسهم بشكل مكثف، مما أدى إلى تضخيم قيمتها بشكل غير منطقي، بعيدًا عن أي معايير استثمارية موضوعية.

إلا أن الواقع سرعان ما كشف زيف هذه الثقة المفرطة، حيث انهارت أسهم الميم انهيارًا كارثيًا، وخسر أكثر من 95% منها جميع المكاسب التي حققتها خلال فترة الهوس الجماعي. وهكذا تحولت هذه الأسهم من كونها محط أحلام المضاربين إلى "منطقة محظورة" بالنسبة للمستثمرين الجادين، الذين أصبحوا يتحاشون الدخول في مثل هذه "الفقاعات".

وأيضًا يميل الكثير من المتداولين، حوالي 40% منهم إلى التجارة في قطاع واحد، وبعضهم يمتلك سهما واحدا فحسب، وبالتالي يكون أكثر عرضة للتقلبات بعيدًا عن المحفظة المتنوعة، وكثيرًا ما تكون هذه الأسهم عالية المخاطرة بما يؤدي للخسارة المؤكدة لرؤوس الأموال.

ولكل في هذه الأسباب السابقة قد يكون السوق صاعدًا وعلى الرغم من ذلك يخسر الكثيرون في السوق، فنتيجة الانحيازات المعرفية المختلفة وغياب المعرفة الضرورية للاستثمار دائمًا ما تكون سلبية.

المصادر: أرقام- وول ستريت جورنال- سي.إن.إن- ياهو فينانس- فوربس-

‏انكماش اقتصاد اليابان لأول مرة في عام مع تراجع الصادرات

انكمش اقتصاد اليابان للمرة الأولى في عام، مع تراجع الصادرات – أحد أهم محركات النمو في الاقتصاد - مما يبرز مدى تأثير السياسات التجارية الأمريكية.

وحسب تقديرات حكومية أولية صادرة الجمعة، تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.2% في الربع السنوي المنتهي في مارس مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة، في حين كان متوقعًا انكماشه 0.1% فقط، بعدما سجل نموًا قدره 0.6% في الفترة من أكتوبر وحتى ديسمبر 2024.

أما على الأساس السنوي المعدل وفقًا للتضخم، انكمش الناتج المحلي الإجمالي 0.7% في الربع الأول، بأكثر من توقعات تراجعه 0.2%.

وذلك مع انخفاض الصادرات 0.6% على أساس فصلي، لتمحو 0.8% من الناتج المحلي الإجمالي، وسط حالة من عدم اليقين التي سببتها سياسات الرئيس الأمريكي "ترامب" التجارية، بينما ارتفعت الواردات 2.9%.

ويطالب مسؤولو اليابان إدارة "ترامب" بإعادة النظر في الرسوم الجمركية، لكن لم يتم التوصل لاتفاق واضح بعد.

الأكثر شهرة

‏5 أخطاء فادحة في التخطيط .. وكيف تتفاداها بذكاء؟

في خضمّ عالم الأعمال المتسارع والمتقلّب، الذي تتغير فيه قواعد اللعبة بين عشية وضحاها، لم يعد التخطيط مجرد ترف موسمي يُمارَس مع إطلالة كل عام جديد؛ بل أصبح ضرورة استراتيجية ملحّة، بوصفه البوصلة التي ترسم مسار النجاح وتؤمّن استدامته.

ومع عصرنا الحالي الذي يحمل في طياته تحديات اقتصادية جساماً، وتحولات تكنولوجية متسارعة، وتقلّبات في سلوك المستهلك، فإن الأسلوب الذي يعتمده رواد الأعمال في تخطيط مساراتهم قد يُصبح الفيصل الحاسم بين بلوغ القمة أو الانحدار إلى الهاوية.

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

نستعرض في هذا التقرير 5 أخطاء شائعة، بل فادحة، في التخطيط، والتي قد تعصف بفرص نجاح الشركات، سواء أكانت ناشئة تسعى لترسيخ أقدامها، أم كيانات راسخة تطمح للمزيد.

وإلى جانب كل خطأ، نقدم لك إرشادات عملية واستراتيجيات ذكية لتجنبها، بل لقلبها إلى فرص حقيقية للنمو والازدهار.



إرشادات عملية واستراتيجيات ذكية لتجنب أخطاء التخطيط

1- تأجيل التخطيط إلى بداية العام: الركض خلف القطار بدلًا من قيادته


- يخطئ كثيرٌ من رواد الأعمال خطأ فادحاً عندما ينتظرون بداية العام لتحديد الأهداف وصياغة الاستراتيجيات، غافلين عن أن عجلة المنافسة لا تنتظر أحداً، وأن المنافسين الأذكياء قد سبقوهم بأشواط.

- فالاستعداد الحقيقي للعام الجديد لا يبدأ بقرع جرس يناير، بل ينطلق قبل أشهر من ذلك التاريخ.

- بيد أن التخطيط الناجح ليس مجرد ردة فعل لمتغيرات السوق، بل هو سلوك استباقي مدروس ورؤية استشرافية.

- إنه يبدأ بتقييم شامل لأداء الشركة في الربع الثالث من العام الماضي، ويتضمن مراجعة دقيقة للمنجزات، وتجريب مبادرات خلاقة، وإعادة توزيع الموارد بكفاءة، فضلاً عن إعادة هيكلة الفريق بما يضمن انطلاقة حاسمة منذ اليوم الأول للعام الجديد.

- فالفارق الجوهري بين شركة تبادر بتفعيل خططها الاستراتيجية منذ الدقيقة الأولى للعام، وأخرى تظلّ أسيرة التفكير والتردد حتى شهر مارس، هو ذاته الفارق الشاسع بين من يتربع على صدارة السباق ومن يلهث جاهدًا للحاق بالركب.

2- تجاهل متغيرات السوق: العزلة الاستراتيجية مميتة


- في عالم الأعمال المتسارع اليوم، يُعدُّ التخطيط بمعزل عن الواقع الخارجي إحدى الهفوات الاستراتيجية الأكثر فتكًا.

- أمست التوجهات الكبرى – من طفرة الذكاء الاصطناعي التي تُعيد رسم خرائط الصناعات، مرورًا بانتشار العمل عن بُعد الذي يغير مفاهيم الإنتاجية، ووصولًا إلى تزايد مطالب الاستدامة التي باتت ركيزة أساسية- هي الأُسس التي تُبنى عليها قواعد اللعبة الجديدة في السوق العالمية.

- ولا تكتفي الشركات التي تُحقق النجاح اليوم بمجرد ملاحقة هذه التوجهات العالمية؛ بل هي من تصنع منها فرصًا استراتيجية غير مسبوقة، تُعيد من خلالها صياغة المشهد التنافسي وتُعزز من ريادتها.

- من هنا، يصبح تحليل التغيرات التقنية والاجتماعية والبيئية تحليلًا معمقًا أمرًا لا غنى عنه قبل الإقدام على صياغة أي خطة عمل طموحة.

ويتعين على المخططين تبنّي أدوات متطورة لتحليل الاتجاهات، وطرح أسئلة جوهرية من قبيل:

- ما هي التوجهات الناشئة التي تُشكّل توقعات العملاء على المدى القريب والبعيد؟ وأيٌّ منها يمكننا استغلاله لصالحنا والبناء عليه، بدلًا من خوض معارك خاسرة في محاربته؟

- تذكر دائمًا: لن تبلغ شط الأمان إن سبحت عكس التيار، بل عليك أن تتعلم كيف تروّض الموجة وتجعلها وسيلتك نحو القمة.

3- غياب الغاية من التخطيط: الربحية وحدها لا تكفي


- لطالما كان تحقيق الأرباح غاية مشروعة لأي كيان تجاري، إلا أنها وحدها لا تُشكل استراتيجية عمل متكاملة ومستدامة.

- فكثيرٌ من الخطط الراهنة تغرق في بحر الأرقام المجردة، لتفتقر بذلك إلى رؤية جوهرية أو غاية أعمق توجه بوصلتها، ما يدفع بصناع القرار نحو خيارات قصيرة الأمد، قد تفتك باستدامة العمل ونموه على المدى البعيد.

- تُبنى الخطة الذكية على فهم واضح للقيمة التي تقدمها الشركة للسوق، والسبب الذي يجعل المستهلكين يفضلونها.

- إنها الغاية، لا مجرد الربح، هي البوصلة التي توجه خطى الفريق وتوحد جهودهم، وتنسّق الرسائل التسويقية، وتُثري تجارب العملاء وتبني الولاء.

- تذكّر: العملاء لا يشترون منتجاتك، بل يشترون القيمة المضافة التي تجسدها.

- اسأل نفسك: ما هو الأثر الحقيقي الذي نطمح إلى تركه في هذا العالم؟ وما هي المشكلات الجوهرية التي نكرس جهودنا لحلها؟

- فمتى ما اتضحت الغاية وتجلّت جاذبيتها، عندها فقط، ستتدفق الأرباح تباعًا، كأثر طبيعي لعملٍ ذي قيمة ومعنى.

4- بناء المستقبل: دروس من الماضي لخطط الغد


- غالبًا ما يقع الكثيرون في فخ تكرار الأخطاء ذاتها، متجاهلين أن ركيزة أي خطة مستقبلية قوية تكمن في التعمق في فهم جذور الإخفاقات والنجاحات التي مضت.

وبدون مراجعة دقيقة للأداء السابق، يصبح السير نحو الأمام أشبه بالدوران في حلقة مفرغة.

- وللخروج من هذه الدوامة وتحقيق قفزة نوعية في الأداء، يقدم الخبراء إطارًا عمليًا لتحليل العام الماضي، يُعرف بـ "ابدأ – توقف – استمر":


- ابدأ: ما هي المبادرات الجديدة التي ينبغي الشروع فيها لتحفيز النمو المنشود؟

- توقف: ما هي الأنشطة أو الاستراتيجيات التي تستنزف الموارد دون أن تعود بمردود حقيقي، ويجب التوقف عن ممارستها فورًا؟

- استمر: ما هي الممارسات أو القرارات التي أثبتت فاعليتها وتحقق نتائج إيجابية باستمرار، وينبغي الحفاظ عليها؟

- الأمر لا يتعلق بالأرقام فقط، بل بفهم السلوكيات والاستراتيجيات والقرارات التي تدعم النمو أو تعوقه.

- يبدأ التخطيط الذكي بتحليل تاريخك المهني، فهو يحمل بين طياته مفاتيح المستقبل إن أُحسن تحليله.

5- التواصل الداخلي: سر النجاح الخفي


- إن إخفاق المؤسسات في إيصال خططها بوضوح إلى فريق العمل يُعدّ وصفةً حتمية للفشل، بغض النظر عن دقة صياغة تلك الخطط.

- فالغموض الذي يحيط بالأهداف، والتوزيع غير العادل للأدوار، وغياب الرؤية المشتركة، كلها عوامل تُغذّي بذور التشتت الداخلي، وتُهدر جهود العاملين، مما يُضعف من جودة النتائج المحققة.

- لذا، بات لزامًا على القيادات تحويل الخطط المعقدة إلى خارطة طريق بصرية واضحة المعالم، تُقسّم إلى أهداف كميّة قابلة للقياس، وتُحدد فيها المسؤوليات بوضوح تام، مع جداول زمنية محددة لإنجاز كل مرحلة.

- والأهم من كل ذلك، يجب أن تكون هذه الخطة مُشاعة ومُشتركة بين جميع المستويات التنظيمية، من قمة الهرم الإداري وصولاً إلى أصغر الموظفين.

- فالنجاح الحقيقي لا يُمكن أن يتحقق إلا حين "يُجدّف" الجميع في القارب ذاته، نحو الهدف المنشود.

عام النجاح يبدأ اليوم.. لا تنتظر يناير!

- لا يرتبط النجاح بالحظوظ العابرة، بل هو ثمرة يانعة للتحضير المبكر، والوعي العميق بالواقع، والتخطيط الاستراتيجي المُحكم، والتواصل الفعّال بين جميع الأطراف.

- لتفادي الأخطاء الخمسة الشائعة، يُمكن تبني منهجيات مُجرّبة أثبتت فاعليتها، على غرار "منهجية التوسع" (Scaling Up)، التي تضمن صياغة رؤية واضحة، ودقة متناهية في التنفيذ، وتناغمًا استثنائيًا بين أعضاء الفريق.

- ابدأ رحلتك الآن؛ وخطّط بذكاء. واصنع عامًا مزهرًا يليق حقًا بطموحات شركتك ونجاحها المستحق.

المصدر: إنتربرينير

‏كيف تستحوذ الصين على رقائق إنفيديا رغم القيود؟

- في مشهدٍ لافتٍ يحمل دلالاتٍ عميقةً في سباق الذكاء الاصطناعي المحتدم، حطّ الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"، جينسن هوانغ، رحاله في بكين الشهر الماضي.

- بعث هوانغ برسالة تحدٍ مفادها أن شركته عازمة على مواصلة خدمة السوق الصينية، بالرغم من القيود الأمريكية المتزايدة التي تُشدّد الخناق.

- لكن هذه التصريحات تتعارض تمامًا مع المساعي الحثيثة لواشنطن، التي تسرّع من وتيرة فرض حظرٍ شاملٍ ومحكمٍ على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى بكين.

القيود تتصاعد.. والردود تتكيف


- منذ عام 2022، شرعت إدارة بايدن في شن حملة ممنهجة، تهدف إلى سدّ منافذ وصول بكين إلى الرقائق الإلكترونية التي تشكل عصب تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

- تجسدت هذه الحملة في فرض قيود تقنية صارمة على المعالجات، وتحديدًا في قدراتها الحاسوبية وسرعة ذاكراتها.

- وفي قلب هذه المعركة التكنولوجية المحتدمة، لم تقف شركة "إنفيديا" (Nvidia)، عملاق صناعة معالجات الرسومات ومجموعات الرقائق الحاسوبية، والتي تتخذ من ولاية كاليفورنيا الأمريكية مقرًا لها، مكتوفة الأيدي.


- بل سارعت بالاستجابة عبر مناورات هندسية ذكية، تمثلت في تصميم رقائق معدلة مثل H800 ثم H20، في محاولة منها للبقاء ضمن حدود القيود المفروضة وتجاوزها دون خرقها بشكل مباشر.

شبكة الظل: هكذا تتسلل الرقائق إلى الصين

- على الرغم من وطأة التشديد المستمر، لا تزال رقائق "إنفيديا" تشق طريقها المعتم إلى الأسواق الصينية؛ إذ تعمل شبكة عالمية معقدة من الوسطاء السريين، ومراكز البيانات الأجنبية، على اختراق جدران العقوبات الأمريكية المنيعة.

- يُتاح الوصول إلى الرقائق من خلال استئجار سعتها عبر مراكز بيانات خارج الحدود الأمريكية، أو تُشترى الرقائق مباشرةً عبر أطراف ثالثة ما يُصعّب تتبعها.

- والنتيجة الصارخة: تواصل بكين حيازة الأدوات التكنولوجية التي تسعى واشنطن جاهدةً لحرمانها منها.

السوق الرمادية.. منجم ذهب للعقوبات

- مع فرض قيود صارمة على الصادرات المباشرة، ازدهرت السوق السوداء والرمادية ازدهارًا لافتًا؛ فالرقائق المحظورة من "إنفيديا" تُباع بأسعار أعلى بنسبة تصل إلى 50% من قيمتها الأصلية.

- وكمؤشر صارخ، قفزت مبيعات الشركة إلى سنغافورة – التي تُعد محطة ترانزيت أساسية – لتصبح ثاني أكبر سوق لها بعد الولايات المتحدة، على الرغم من أن أقل من 2% فقط من هذه الرقائق يُقدر لها البقاء فعليًا في سنغافورة نفسها.

لكن، هل يكفي التشديد في وجه التحديات المتصاعدة؟

- تواجه هذه الإجراءات الطموحة واقعًا مريرًا؛ فمكتب الصناعة والأمن الأمريكي، المكلف بتنفيذ هذه القيود، يعاني نقصًا حادًا في الموارد، لدرجة أن موظفًا واحدًا فقط يشرف على منطقة جنوب شرق آسيا بأكملها.

- ليس هذا فحسب، بل إن مقترحات حاسمة كتعطيل الرقائق عن بُعد تصطدم بجدار من المخاوف الأمنية والعوائق التقنية التي تعيق تطبيقها.

- على الرغم من صرامة الحظر، وشدة الملاحقة، وتواصل واشنطن إصدار جولات جديدة من الضوابط والتشريعات لإغلاق الثغرات، لا تزال الرقائق المتقدمة تشق طريقها إلى الصين وروسيا.

- فشبكات التهريب تُبدي قدرة لافتة على ابتكار طرق مستحدثة لتجاوز الرقابة، وتستفيد الشركات الوسيطة ببراعة من "المنطقة الرمادية" بين نص القانون وآليات التطبيق.

معركة الزمن: التفوق بالابتكار لا بالتقييد

- بيد أن التحدي الأكبر لا يكمن في شحنات التهريب وحدها، بل في الزمن الضائع؛ فالوقت الذي تستغرقه واشنطن في مطاردة هذه الرقائق، هو ذاته الذي تستثمره بكين بجدٍّ في بناء بدائل محلية متطورة، وتطوير قدراتها الذاتية في صناعة أشباه الموصلات.

- فبينما تلجأ الصين إلى التحايل على المدى القصير لتلبية احتياجاتها، فإنها تخطط لاستقلال تكنولوجي شامل طويل الأمد، تدعمه استثمارات حكومية ضخمة، ومراكز بحثية متطورة، وأذرع صناعية قوية.

- وفي هذا السياق، يلخص أحد كبار المحللين في وادي السيليكون جوهر الصراع بقوله إن الحرب الحقيقية ليست على الشحنات، بل على التفوق... من سيقود الذكاء الاصطناعي في العقد المقبل؟

- ورغم صرامته، يواجه إطار العمل الأمريكي الجديد حدودًا عملية واضحة؛ تتمثل في نقص الكوادر الرقابية المتخصصة، والتفاوت الكبير في مستويات الامتثال بين الدول، بالإضافة إلى المرونة الفائقة في بنية سلاسل الإمداد العالمية الحديثة.

- فالواقع أن التقنية، بطبيعتها المتطورة، تتجاوز الحدود السياسية بسهولة، الأمر الذي يجعل من أي سياسة تقييد تقني مجرد أداة مؤقتة، لا ترقى إلى الحلول الجذرية.

"إنفيديا" في قلب العاصفة


- أما عملاق الرقائق "إنفيديا"، فيجد نفسه في قلب عاصفة دولية لا تهدد نموه التجاري فحسب، بل وسمعته كشركة رائدة تقود ثورة الذكاء الاصطناعي.

- فبينما تسعى الشركة للنأي بنفسها عن أي شبهة مخالفات، تكشف الأرقام أن جزءًا لا يستهان به من إيراداتها لا يزال يتدفق – بشكل مباشر أو غير مباشر – من أسواق محظورة.

- ورغم إصرارها المعلن على الامتثال للقيود، يفرض عليها واقع السوق معادلة بالغة التعقيد: كيف لها أن تواصل النمو وتلبية الطلب العالمي المتزايد دون أن تتخطى الخطوط الحمراء التي رسمتها القوانين؟

- وتشير التقديرات إلى أن الشركة قد تتكبد خسائر بمليارات الدولارات، إن أقدمت واشنطن على فرض المزيد من القيود، خاصة مع تصاعد الضغوط الداخلية في الولايات المتحدة لمراقبة تصدير التكنولوجيا المتقدمة بحزم.

ما بعد الحظر: عصر جديد من السيادة التكنولوجية

- في الختام، يكشف هذا المشهد الجيوتقني المتشابك عن بزوغ حقبة جديدة من التنافس العالمي؛ فالحروب لم تعد تُخاض على الأرض فحسب، بل امتدت رحاها إلى مراكز البيانات وسلاسل الإمداد ودهاليز المختبرات.

- وتحوّلت الرقاقة الإلكترونية – الضئيلة في حجمها، العملاقة في أثرها – إلى أداة سياسية واقتصادية تضاهي في أهميتها موارد الطاقة التقليدية.

- وللحفاظ على ريادتها، يتعين على واشنطن أن تضاعف استثماراتها في البحث والابتكار، وتُعزز تحالفاتها التكنولوجية مع الدول الشريكة، بدلًا من الاكتفاء بسياسات الردع والحظر التي أثبتت محدوديتها.

- فكما أظهرت أزمة "إنفيديا" بوضوح، إن السبيل للهيمنة في هذا العصر لا يمر فقط عبر الحدود الجمركية، بل عبر حدود المعرفة ذاتها.

المصدر: الإيكونيميست

spot_img
هل تحتاج مساعدة لاختيار الباقة الأنسب لك؟