نتائج العلامات : اخبار اقتصادية لحظية

‏قصة رسوم الأمتعة .. مليارات تجنيها شركات الطيران من جيوب المسافرين

في صباح حار من أيام صيف نيويورك، وقف "مايكل بيترسون"، رجل أعمال إيطالي، أمام شباك تسجيل الحقائب في مطار جون إف كينيدي الدولي، استعدادًا ليعود إلى موطنه في ميلانو بعد أن أمضى وقتًا طويلًا في المدينة لحضور معرض تجاري ضخم.

كان "بيترسون" يحمل ثلاث حقائب ممتلئة بعينات من الأقمشة الراقية وبعض الهدايا الفاخرة لعائلته وشركائه في العمل.

عند وصوله إلى شباك شركة الطيران، نظرت الموظفة إلى الحقائب وقالت: "أنت تحمل حقيبتين إضافيتين، ووزن الحقيبة الرئيسية يتجاوز الحد المسموح به بـ 8 كجم."

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

ابتسم "بيترسون" وقال ببرود رجل اعتاد على السفر: "كم المبلغ المطلوب؟"

أجابته الموظفة: "ستكون الرسوم الإضافية 260 دولارًا، 120 دولارًا للحقيبتين الإضافيتين و140 دولارًا بسبب الوزن الزائد."

صُدم "بيترسون"، إذ لم يكن يتوقع هذه التكلفة المرتفعة، خاصة بعد أن اختار تذكرة اقتصادية بتكلفة منخفضة لتوفير نفقات الرحلة، سعى "بيترسون" إلى تخفيف وزن أمتعته بنقل بعض الأغراض إلى حقيبة يدوية، لكن الوقت لم يسعفه والطابور خلفه كان يطول.

وانتهى به الأمر إلى دفع الرسوم على مضض، ليغادر الشباك بانزعاج واضح.

تجربة "بيترسون" ليست استثناءً، بل هي انعكاس لاتجاه عالمي متزايد تحوّلت فيه رسوم الأمتعة إلى مصدر دخل رئيسي لشركات الطيران، وساهمت بشكل كبير في تحسين أدائها المالي في السنوات الأخيرة.

ففي الوقت الحالي، لم تعد رسوم الأمتعة مجرد وسيلة لتعويض تكاليف التشغيل، بل تحوّلت إلى أحد أبرز مصادر الدخل لشركات الطيران العالمية، حيث تُفرض على كل حقيبة زائدة أو وزن إضافي.

وغالبًا ما تكون الرسوم مفاجئة للمسافرين، خصوصًا أولئك الذين يشترون تذاكر اقتصادية منخفضة التكلفة، أو لديهم خبرة محدودة بالسفر عبر الطيران.

دخل بمليارات الدولارات

جمعت شركات الطيران على مستوى العالم في عام 2023 نحو 33.3 مليار دولار من رسوم الأمتعة، بزيادة تقارب 15% مقارنة بالعام السابق، متجاوزة مستويات ما قبل الجائحة. وقد شكّلت هذه الإيرادات ما نسبته 4.1% من إجمالي دخل شركات الطيران، ارتفاعًا من 3.7% في عام 2019.

وتأتي هذه الزيادة ضمن اتجاه عام نحو تنمية الإيرادات الإضافية، أو ما يُعرف بـ الإيرادات غير الأساسية، والتي بلغت في عام 2023 ما يقرب من 117.9 مليار دولار، وتشمل عائدات مثل اختيار المقاعد، والمبيعات على متن الطائرة، وبرامج الولاء.

وفي الولايات المتحدة، تتصدّر شركات الطيران الأمريكية هذا الاتجاه، حيث جمعت ما يقرب من 7.1 مليار دولار من رسوم الأمتعة خلال عام 2023، وهو ما يمثل حوالي 3% من إجمالي إيراداتها التشغيلية البالغة 236.3 مليار دولار.

جدول يوضح تطور إيرادات رسوم الأمتعة عالميًا

السنة

الإيرادات العالمية
(بالمليار دولار أمريكي)

النسبة من إجمالي إيرادات شركات الطيران

2019

28.1

3.7%

2020

13.1

2.9%

2021

17.3

3.2%

2022

29.0

3.9%

2023

33.3

4.1%

ومن بين هذه الشركات، كانت شركة فرونتير إيرلاينز الأكثر تحقيقًا للإيرادات من رسوم الأمتعة، حيث سجلت 288.6 مليون دولار، أما شركة هاواين إيرلاينز، فكانت الأقل، إذ جمعت نحو 44 مليون دولار فقط.

وتختلف سياسات الأمتعة ورسومها بين شركات الطيران في أنحاء العالم، لا سيما بين الشركات الاقتصادية والتقليدية.

الأمر لا يقتصر بالطبع على شركات الطيران الأمريكية، فالاتجاه نحو فرض رسوم متزايدة على الأمتعة بات سمةً شائعة في صناعة الطيران العالمية، سواء لدى الشركات الاقتصادية أو التقليدية، من أجل تعظيم الإيرادات وتعويض التكاليف المتصاعدة بطرق غير مباشرة.

وفيما يلي نظرة على ثلاث شركات بارزة خارج الولايات المتحدة توضح هذه الفروقات:

1- رايان إير (أيرلندا)

رايان إير هي واحدة من أبرز شركات الطيران الاقتصادي في أوروبا، وتشتهر بتذاكرها الرخيصة، لكنها تعتمد بشكل كبير على الرسوم الإضافية، وعلى رأسها رسوم الأمتعة.

تتراوح تكلفة الحقيبة المسجلة بوزن 20 كجم من 25 إلى 50 يورو (27 إلى 54 دولارًا أمريكيًا) عند الحجز المسبق، بينما تصل إلى 75 يورو (81 دولارًا أمريكيًا) في حال الدفع في المطار، أما الحقيبة اليدوية الكبيرة بوزن 10 كجم يمكن إضافتها برسوم منفصلة.

وفي حال تجاوز الوزن أو عدم الالتزام بالأبعاد، يتم فرض رسوم باهظة وفورية على المسافر.

2-إيزي جيت (المملكة المتحدة)

تعتمد إيزي جيت سياسة "ادفع مقابل ما تحتاجه"، حيث تُباع التذاكر بدون أمتعة مسجلة ضمن السعر الأساسي.

تبدأ رسوم الحقيبة المسجلة بوزن 23 كجم من 20 جنيهًا إسترلينيًا (25 دولارًا أمريكيًا)، وتختلف حسب الوجهة.

يمكن أيضًا شراء وزن إضافي يصل حتى 32 كجم مقابل 15 جنيهًا (19 دولارًا) لكل 3 كجم إضافية، وغالبًا ما تكون الأسعار أقل عند الحجز المسبق مقارنة بالدفع في المطار، الذي قد يتضمن زيادات كبيرة.

3-لوفتهانزا (ألمانيا)

رغم كونها شركة تقليدية، بدأت لوفتهانزا في فرض رسوم على الحقائب المسجلة ضمن الفئة الاقتصادية الأساسية، خصوصًا في الرحلات القصيرة داخل أوروبا.

تتراوح تكلفة الحقيبة الأولى في هذه الرحلات من 15 إلى 30 يورو (16 إلى 32 دولارًا) عند الحجز المسبق، بينما ترتفع إلى 50 يورو (54 دولارًا) في المطار.

أما الوزن الزائد، فيتراوح من 50 إلى 100 يورو (54 إلى 108 دولارات) حسب الوزن الإضافي والوجهة.

وتتبع شركات الطيران الاقتصادية مثل رايان إير وإيزي جيت نموذج التكلفة المنخفضة إضافة إلى الرسوم الإضافية، حيث يتم تقديم تذاكر بأسعار مغرية، لكن تُفرض رسوم منفصلة على كل خدمة إضافية مثل الأمتعة أو اختيار المقاعد.

أما شركات الطيران التقليدية مثل لوفتهانزا، فرغم أنها كانت تشمل الأمتعة في تذاكرها مسبقًا، فإنها بدأت تتجه لتقليص هذه المزايا ضمن الفئة الاقتصادية الأساسية، خاصة في الرحلات القصيرة.

وفي جميع الحالات، يظهر بوضوح أن الحجز المسبق للأمتعة أرخص بكثير من الدفع في المطار، وقد يتجاوز فرق التكلفة 100% في بعض الحالات.

أسباب ارتفاع رسوم الأمتعة

تعود أسباب ارتفاع رسوم الأمتعة في شركات الطيران إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية والتجارية، التي تضافرت لتجعل من هذه الرسوم عنصرًا أساسيًا لدى نظام العمل بتلك الشركات.

أحد أبرز هذه العوامل هو التعويض عن التكاليف التشغيلية، إذ تشير شركات الطيران إلى أن الارتفاع المستمر في أسعار الوقود وزيادة أجور العاملين تمثل ضغطًا ماليًا كبيرًا، الأمر الذي يضطرها إلى إعادة النظر في تسعير خدماتها، وعلى رأسها رسوم الأمتعة.

كما تلعب استراتيجية الإيرادات دورًا محوريًا، لا سيما لدى الشركات التي تتبنى نموذج "التكلفة المنخفضة"، حيث يتم عرض تذاكر بسعر أساسي منخفض لجذب العملاء، ثم يُعوَّض الفارق من خلال خدمات إضافية مدفوعة.

أما في الولايات المتحدة، فثمة عامل إضافي يعزز هذا الاتجاه، يتمثل في الميزة الضريبية، إذ لا تخضع رسوم الأمتعة لضريبة المبيعات الفيدرالية البالغة 7.5% المفروضة على تذاكر السفر، ما يجعل هذه الرسوم مصدر دخل صافٍ أكثر جدوى مقارنة بعوائد التذاكر الأساسية.

يأتي ذلك في وقت بدأت فيه بعض شركات الطيران بمراجعة ما كانت تروّج له سابقًا على أنه مزايا مجانية.

فعلى سبيل المثال، أعلنت شركة ساوث ويست إيرلاينز، المعروفة بسياسة "الحقائب تسافر مجانًا"، عن تغييرات مرتقبة في عام 2025 تقتصر فيها هذه الميزة على فئات محددة من التذاكر.

في المقابل، اتخذت شركة أميريكان إيرلاينز نهجًا أكثر وضوحًا بفرض رسوم تبلغ 40 دولارًا على أول حقيبة في الرحلات الداخلية، مع تقديم خصم بقيمة 5 دولارات عند الدفع المسبق عبر الإنترنت.

تشير هذه التغيرات إلى أن رسوم الأمتعة لم تعد مجرد خيار إضافي، بل أصبحت جزءًا من استراتيجيات التسعير وإدارة الإيرادات، في ظل سوق تنافسية وتكاليف متصاعدة.

وقد دفعت هذه التغييرات بعض الجهات التنظيمية إلى النظر في مدى شفافية وعدالة هيكل الرسوم وتأثيرها على المستهلكين، لا سيما في ظل غياب البدائل المجانية أو الواضحة في كثير من الحالات.

في المجمل، أصبحت رسوم الأمتعة جزءًا لا يتجزأ من نموذج أعمال شركات الطيران، وتلعب دورًا حاسمًا في استدامة إيراداتها، خاصة مع التحديات الاقتصادية العالمية، وبات من الواضح أن هذا النموذج لن يتراجع قريبًا.

ومع تزايد اعتماد شركات الطيران على هذه الرسوم كمصدر دخل أساسي، يزداد الضغط على المسافرين للتخطيط المسبق ومعرفة التفاصيل الدقيقة لكل رحلة، في المقابل، يظل التحدي الأكبر في ضمان الشفافية، وتوفير تجربة سفر عادلة ومتوازنة للجميع.

فرسوم الأمتعة، وإن بدت تفصيلًا صغيرًا، فإنها تعكس تحولات كبرى في صناعة الطيران، وتدفعنا للتفكير في شكل السفر الذي نريده في المستقبل.

بالرغم من النمو المتسارع الذي تكشفه البيانات في هذا المجال، سيبقى لتفاعل الركاب وتوجهات صانعي السياسات دورٌ حاسم في تشكيل مستقبل رسوم الأمتعة، خاصة في ظل تصاعد المطالب بتحقيق قدر أكبر من الشفافية وضمان حقوق المستهلكين.

المصادر: أرقام- فوربس- سي إن إن- أسوشيتد برس- بيزنس إنسايدر- وزارة النقل الأمريكية- سمبل فلاينج

‏ترامب: أمريكا ستفرض شروطها إذا لم تُبرم الصين اتفاقًا تجاريًا

قال الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إنه حال عدم موافقة الصين على إبرام اتفاق تجاري مع بلاده، سوف تضع الولايات المتحدة ما تراه مناسباً من شروط.

وذكر "ترامب" في تصريحات صحفية أنه سوف يكون "لطيفاً للغاية" في مفاوضاته مع الصين، وأن الرسوم الجمركية المفروضة عليها سوف تُخفّض بدرجة كبيرة بعد التوصل لاتفاق، لكنها لن تُلغى بالكامل، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".

جاءت تصريحات "ترامب" بعدما أوضح وزير الخزانة "سكوت بيسنت" خلال اجتماع مغلق مع المستثمرين الثلاثاء، أنه لا يمكن استمرار المواجهة التجارية مع الصين، متوقعاً تهدئة التوترات بين بكين وواشنطن قريباً.

وأفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض "كارولين ليافيت" بأنه يجري العمل على تهيئة الأوضاع من أجل التوصل لاتفاق تجاري مع الصين رغم عدم وجود مباحثات مباشرة بين رئيسها "شي جين بينج" ونظيره الأمريكي "دونالد ترامب".

‏ترامب: لا أنوي إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي

قال الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إنه لا ينوي إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول"، رغم تأكيده أنه يشعر بالإحباط من عدم تحرك صناع السياسة بسرعة أكبر لخفض أسعار الفائدة.

وذكر "ترامب" في تصريحات للصحفيين في وقت مبكر من صباح الأربعاء: "لمأسع لذلكقط، الإعلام يبالغ في الأمور، ليست لدي أي نية لإقالته، لكنني أود أن أراه أكثر نشاطًابشأن فكرتهحول خفض أسعار الفائدة".

‏هبوط أرباح تسلا 71% في الربع الأول مع تراجع الإيرادات

تراجعت أرباح "تسلا" بشكل حاد خلال الربع الأول من 2025، مع انخفاض الإيرادات وسط ظروف غير مواتية تواجه الشركة بسبب المنافسة الصينية، والتوترات التجارية العالمية، وانخراط رئيسها التنفيذي "إيلون ماسك" في العمل السياسي.

قالت صانعة السيارات الكهربائية في تقريرها المالي الذي صدر الثلاثاء، إن صافي الدخل القابل للتوزيع –مؤشر على الربح- تراجع 71% على أساس سنوي إلى 409 ملايين دولار في أول ثلاثة أشهر من العام.

وانخفضت الإيرادات الإجمالية 9% مع هبوط إيرادات أعمال الشركة في السيارات 20%، في حين ارتفعت إيرادات قطاع توليد الطاقة وتخزينها 67% إلى 2.73 مليار دولار، وكذلك الخدمات الأخرى التي تقدمها بنسبة 15% إلى 2.64 مليار دولار.

سبق وأعلنت "تسلا" هذا الشهر عن انخفاض تسليماتها من السيارات –مؤشر على المبيعات- بنسبة 13% إلى 336.68 ألف وحدة في الربع الأول.

نتائج أعمال الربع الأول من عام 2025

البند

الربع الأول من

2025

الربع المناظرمن

2024

التوقعات

التغير بين الربعين

الإيرادات

(مليار دولار)

19.335

21.301

21.11

(9 %)

صافي الدخل القابل للتوزيع

(مليار دولار)

0.409

1.39

--

(71 %)

الربحية المعدلة للسهم (بالدولار)

0.27

0.60

0.41

(40 %)

إيرادات أعمال السيارات

(مليار دولار)

13.967

17.378

--

(20 %)

‏معهد البترول: انخفاض مخزونات النفط الأمريكية 4.5 مليون برميل

خزانات نفط


أظهرت تقديرات معهد البترول الأمريكي انخفاض مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام خلال الأسبوع المنتهي في الثامن عشر من أبريل، ما يشير إلى زخم الطلب على الطاقة في أكبر اقتصادات العالم رغم مخاوف ركوده بسبب التوترات التجارية.

ورد في تقرير صدر عن المعهد الثلاثاء، أن مخزونات الخام في أمريكا تراجعت بمقدار 4.565 مليون برميل الأسبوع الماضي.

وانخفضت مخزونات البنزين أيضاً بمقدار 2.18 مليون برميل، وتراجعت مخزونات المقطرات -بما يشمل الديزل وزيت التدفئة- بمقدار 1.64 مليون برميل.

وعند تسوية تعاملات الثلاثاء، زادت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم يونيو بنسبة 1.80% أو 1.18 دولار إلى 67.44 دولار للبرميل.

وارتفعت العقود الآجلة لخام نايمكس الأمريكي تسليم يونيو -الأكثر نشاطاً- بنسبة 2% إلى 63.47 دولار للبرميل.

الأكثر شهرة

‏5 أخطاء فادحة في التخطيط .. وكيف تتفاداها بذكاء؟

في خضمّ عالم الأعمال المتسارع والمتقلّب، الذي تتغير فيه قواعد اللعبة بين عشية وضحاها، لم يعد التخطيط مجرد ترف موسمي يُمارَس مع إطلالة كل عام جديد؛ بل أصبح ضرورة استراتيجية ملحّة، بوصفه البوصلة التي ترسم مسار النجاح وتؤمّن استدامته.

ومع عصرنا الحالي الذي يحمل في طياته تحديات اقتصادية جساماً، وتحولات تكنولوجية متسارعة، وتقلّبات في سلوك المستهلك، فإن الأسلوب الذي يعتمده رواد الأعمال في تخطيط مساراتهم قد يُصبح الفيصل الحاسم بين بلوغ القمة أو الانحدار إلى الهاوية.

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

نستعرض في هذا التقرير 5 أخطاء شائعة، بل فادحة، في التخطيط، والتي قد تعصف بفرص نجاح الشركات، سواء أكانت ناشئة تسعى لترسيخ أقدامها، أم كيانات راسخة تطمح للمزيد.

وإلى جانب كل خطأ، نقدم لك إرشادات عملية واستراتيجيات ذكية لتجنبها، بل لقلبها إلى فرص حقيقية للنمو والازدهار.



إرشادات عملية واستراتيجيات ذكية لتجنب أخطاء التخطيط

1- تأجيل التخطيط إلى بداية العام: الركض خلف القطار بدلًا من قيادته


- يخطئ كثيرٌ من رواد الأعمال خطأ فادحاً عندما ينتظرون بداية العام لتحديد الأهداف وصياغة الاستراتيجيات، غافلين عن أن عجلة المنافسة لا تنتظر أحداً، وأن المنافسين الأذكياء قد سبقوهم بأشواط.

- فالاستعداد الحقيقي للعام الجديد لا يبدأ بقرع جرس يناير، بل ينطلق قبل أشهر من ذلك التاريخ.

- بيد أن التخطيط الناجح ليس مجرد ردة فعل لمتغيرات السوق، بل هو سلوك استباقي مدروس ورؤية استشرافية.

- إنه يبدأ بتقييم شامل لأداء الشركة في الربع الثالث من العام الماضي، ويتضمن مراجعة دقيقة للمنجزات، وتجريب مبادرات خلاقة، وإعادة توزيع الموارد بكفاءة، فضلاً عن إعادة هيكلة الفريق بما يضمن انطلاقة حاسمة منذ اليوم الأول للعام الجديد.

- فالفارق الجوهري بين شركة تبادر بتفعيل خططها الاستراتيجية منذ الدقيقة الأولى للعام، وأخرى تظلّ أسيرة التفكير والتردد حتى شهر مارس، هو ذاته الفارق الشاسع بين من يتربع على صدارة السباق ومن يلهث جاهدًا للحاق بالركب.

2- تجاهل متغيرات السوق: العزلة الاستراتيجية مميتة


- في عالم الأعمال المتسارع اليوم، يُعدُّ التخطيط بمعزل عن الواقع الخارجي إحدى الهفوات الاستراتيجية الأكثر فتكًا.

- أمست التوجهات الكبرى – من طفرة الذكاء الاصطناعي التي تُعيد رسم خرائط الصناعات، مرورًا بانتشار العمل عن بُعد الذي يغير مفاهيم الإنتاجية، ووصولًا إلى تزايد مطالب الاستدامة التي باتت ركيزة أساسية- هي الأُسس التي تُبنى عليها قواعد اللعبة الجديدة في السوق العالمية.

- ولا تكتفي الشركات التي تُحقق النجاح اليوم بمجرد ملاحقة هذه التوجهات العالمية؛ بل هي من تصنع منها فرصًا استراتيجية غير مسبوقة، تُعيد من خلالها صياغة المشهد التنافسي وتُعزز من ريادتها.

- من هنا، يصبح تحليل التغيرات التقنية والاجتماعية والبيئية تحليلًا معمقًا أمرًا لا غنى عنه قبل الإقدام على صياغة أي خطة عمل طموحة.

ويتعين على المخططين تبنّي أدوات متطورة لتحليل الاتجاهات، وطرح أسئلة جوهرية من قبيل:

- ما هي التوجهات الناشئة التي تُشكّل توقعات العملاء على المدى القريب والبعيد؟ وأيٌّ منها يمكننا استغلاله لصالحنا والبناء عليه، بدلًا من خوض معارك خاسرة في محاربته؟

- تذكر دائمًا: لن تبلغ شط الأمان إن سبحت عكس التيار، بل عليك أن تتعلم كيف تروّض الموجة وتجعلها وسيلتك نحو القمة.

3- غياب الغاية من التخطيط: الربحية وحدها لا تكفي


- لطالما كان تحقيق الأرباح غاية مشروعة لأي كيان تجاري، إلا أنها وحدها لا تُشكل استراتيجية عمل متكاملة ومستدامة.

- فكثيرٌ من الخطط الراهنة تغرق في بحر الأرقام المجردة، لتفتقر بذلك إلى رؤية جوهرية أو غاية أعمق توجه بوصلتها، ما يدفع بصناع القرار نحو خيارات قصيرة الأمد، قد تفتك باستدامة العمل ونموه على المدى البعيد.

- تُبنى الخطة الذكية على فهم واضح للقيمة التي تقدمها الشركة للسوق، والسبب الذي يجعل المستهلكين يفضلونها.

- إنها الغاية، لا مجرد الربح، هي البوصلة التي توجه خطى الفريق وتوحد جهودهم، وتنسّق الرسائل التسويقية، وتُثري تجارب العملاء وتبني الولاء.

- تذكّر: العملاء لا يشترون منتجاتك، بل يشترون القيمة المضافة التي تجسدها.

- اسأل نفسك: ما هو الأثر الحقيقي الذي نطمح إلى تركه في هذا العالم؟ وما هي المشكلات الجوهرية التي نكرس جهودنا لحلها؟

- فمتى ما اتضحت الغاية وتجلّت جاذبيتها، عندها فقط، ستتدفق الأرباح تباعًا، كأثر طبيعي لعملٍ ذي قيمة ومعنى.

4- بناء المستقبل: دروس من الماضي لخطط الغد


- غالبًا ما يقع الكثيرون في فخ تكرار الأخطاء ذاتها، متجاهلين أن ركيزة أي خطة مستقبلية قوية تكمن في التعمق في فهم جذور الإخفاقات والنجاحات التي مضت.

وبدون مراجعة دقيقة للأداء السابق، يصبح السير نحو الأمام أشبه بالدوران في حلقة مفرغة.

- وللخروج من هذه الدوامة وتحقيق قفزة نوعية في الأداء، يقدم الخبراء إطارًا عمليًا لتحليل العام الماضي، يُعرف بـ "ابدأ – توقف – استمر":


- ابدأ: ما هي المبادرات الجديدة التي ينبغي الشروع فيها لتحفيز النمو المنشود؟

- توقف: ما هي الأنشطة أو الاستراتيجيات التي تستنزف الموارد دون أن تعود بمردود حقيقي، ويجب التوقف عن ممارستها فورًا؟

- استمر: ما هي الممارسات أو القرارات التي أثبتت فاعليتها وتحقق نتائج إيجابية باستمرار، وينبغي الحفاظ عليها؟

- الأمر لا يتعلق بالأرقام فقط، بل بفهم السلوكيات والاستراتيجيات والقرارات التي تدعم النمو أو تعوقه.

- يبدأ التخطيط الذكي بتحليل تاريخك المهني، فهو يحمل بين طياته مفاتيح المستقبل إن أُحسن تحليله.

5- التواصل الداخلي: سر النجاح الخفي


- إن إخفاق المؤسسات في إيصال خططها بوضوح إلى فريق العمل يُعدّ وصفةً حتمية للفشل، بغض النظر عن دقة صياغة تلك الخطط.

- فالغموض الذي يحيط بالأهداف، والتوزيع غير العادل للأدوار، وغياب الرؤية المشتركة، كلها عوامل تُغذّي بذور التشتت الداخلي، وتُهدر جهود العاملين، مما يُضعف من جودة النتائج المحققة.

- لذا، بات لزامًا على القيادات تحويل الخطط المعقدة إلى خارطة طريق بصرية واضحة المعالم، تُقسّم إلى أهداف كميّة قابلة للقياس، وتُحدد فيها المسؤوليات بوضوح تام، مع جداول زمنية محددة لإنجاز كل مرحلة.

- والأهم من كل ذلك، يجب أن تكون هذه الخطة مُشاعة ومُشتركة بين جميع المستويات التنظيمية، من قمة الهرم الإداري وصولاً إلى أصغر الموظفين.

- فالنجاح الحقيقي لا يُمكن أن يتحقق إلا حين "يُجدّف" الجميع في القارب ذاته، نحو الهدف المنشود.

عام النجاح يبدأ اليوم.. لا تنتظر يناير!

- لا يرتبط النجاح بالحظوظ العابرة، بل هو ثمرة يانعة للتحضير المبكر، والوعي العميق بالواقع، والتخطيط الاستراتيجي المُحكم، والتواصل الفعّال بين جميع الأطراف.

- لتفادي الأخطاء الخمسة الشائعة، يُمكن تبني منهجيات مُجرّبة أثبتت فاعليتها، على غرار "منهجية التوسع" (Scaling Up)، التي تضمن صياغة رؤية واضحة، ودقة متناهية في التنفيذ، وتناغمًا استثنائيًا بين أعضاء الفريق.

- ابدأ رحلتك الآن؛ وخطّط بذكاء. واصنع عامًا مزهرًا يليق حقًا بطموحات شركتك ونجاحها المستحق.

المصدر: إنتربرينير

‏كيف تستحوذ الصين على رقائق إنفيديا رغم القيود؟

- في مشهدٍ لافتٍ يحمل دلالاتٍ عميقةً في سباق الذكاء الاصطناعي المحتدم، حطّ الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"، جينسن هوانغ، رحاله في بكين الشهر الماضي.

- بعث هوانغ برسالة تحدٍ مفادها أن شركته عازمة على مواصلة خدمة السوق الصينية، بالرغم من القيود الأمريكية المتزايدة التي تُشدّد الخناق.

- لكن هذه التصريحات تتعارض تمامًا مع المساعي الحثيثة لواشنطن، التي تسرّع من وتيرة فرض حظرٍ شاملٍ ومحكمٍ على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى بكين.

القيود تتصاعد.. والردود تتكيف


- منذ عام 2022، شرعت إدارة بايدن في شن حملة ممنهجة، تهدف إلى سدّ منافذ وصول بكين إلى الرقائق الإلكترونية التي تشكل عصب تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

- تجسدت هذه الحملة في فرض قيود تقنية صارمة على المعالجات، وتحديدًا في قدراتها الحاسوبية وسرعة ذاكراتها.

- وفي قلب هذه المعركة التكنولوجية المحتدمة، لم تقف شركة "إنفيديا" (Nvidia)، عملاق صناعة معالجات الرسومات ومجموعات الرقائق الحاسوبية، والتي تتخذ من ولاية كاليفورنيا الأمريكية مقرًا لها، مكتوفة الأيدي.


- بل سارعت بالاستجابة عبر مناورات هندسية ذكية، تمثلت في تصميم رقائق معدلة مثل H800 ثم H20، في محاولة منها للبقاء ضمن حدود القيود المفروضة وتجاوزها دون خرقها بشكل مباشر.

شبكة الظل: هكذا تتسلل الرقائق إلى الصين

- على الرغم من وطأة التشديد المستمر، لا تزال رقائق "إنفيديا" تشق طريقها المعتم إلى الأسواق الصينية؛ إذ تعمل شبكة عالمية معقدة من الوسطاء السريين، ومراكز البيانات الأجنبية، على اختراق جدران العقوبات الأمريكية المنيعة.

- يُتاح الوصول إلى الرقائق من خلال استئجار سعتها عبر مراكز بيانات خارج الحدود الأمريكية، أو تُشترى الرقائق مباشرةً عبر أطراف ثالثة ما يُصعّب تتبعها.

- والنتيجة الصارخة: تواصل بكين حيازة الأدوات التكنولوجية التي تسعى واشنطن جاهدةً لحرمانها منها.

السوق الرمادية.. منجم ذهب للعقوبات

- مع فرض قيود صارمة على الصادرات المباشرة، ازدهرت السوق السوداء والرمادية ازدهارًا لافتًا؛ فالرقائق المحظورة من "إنفيديا" تُباع بأسعار أعلى بنسبة تصل إلى 50% من قيمتها الأصلية.

- وكمؤشر صارخ، قفزت مبيعات الشركة إلى سنغافورة – التي تُعد محطة ترانزيت أساسية – لتصبح ثاني أكبر سوق لها بعد الولايات المتحدة، على الرغم من أن أقل من 2% فقط من هذه الرقائق يُقدر لها البقاء فعليًا في سنغافورة نفسها.

لكن، هل يكفي التشديد في وجه التحديات المتصاعدة؟

- تواجه هذه الإجراءات الطموحة واقعًا مريرًا؛ فمكتب الصناعة والأمن الأمريكي، المكلف بتنفيذ هذه القيود، يعاني نقصًا حادًا في الموارد، لدرجة أن موظفًا واحدًا فقط يشرف على منطقة جنوب شرق آسيا بأكملها.

- ليس هذا فحسب، بل إن مقترحات حاسمة كتعطيل الرقائق عن بُعد تصطدم بجدار من المخاوف الأمنية والعوائق التقنية التي تعيق تطبيقها.

- على الرغم من صرامة الحظر، وشدة الملاحقة، وتواصل واشنطن إصدار جولات جديدة من الضوابط والتشريعات لإغلاق الثغرات، لا تزال الرقائق المتقدمة تشق طريقها إلى الصين وروسيا.

- فشبكات التهريب تُبدي قدرة لافتة على ابتكار طرق مستحدثة لتجاوز الرقابة، وتستفيد الشركات الوسيطة ببراعة من "المنطقة الرمادية" بين نص القانون وآليات التطبيق.

معركة الزمن: التفوق بالابتكار لا بالتقييد

- بيد أن التحدي الأكبر لا يكمن في شحنات التهريب وحدها، بل في الزمن الضائع؛ فالوقت الذي تستغرقه واشنطن في مطاردة هذه الرقائق، هو ذاته الذي تستثمره بكين بجدٍّ في بناء بدائل محلية متطورة، وتطوير قدراتها الذاتية في صناعة أشباه الموصلات.

- فبينما تلجأ الصين إلى التحايل على المدى القصير لتلبية احتياجاتها، فإنها تخطط لاستقلال تكنولوجي شامل طويل الأمد، تدعمه استثمارات حكومية ضخمة، ومراكز بحثية متطورة، وأذرع صناعية قوية.

- وفي هذا السياق، يلخص أحد كبار المحللين في وادي السيليكون جوهر الصراع بقوله إن الحرب الحقيقية ليست على الشحنات، بل على التفوق... من سيقود الذكاء الاصطناعي في العقد المقبل؟

- ورغم صرامته، يواجه إطار العمل الأمريكي الجديد حدودًا عملية واضحة؛ تتمثل في نقص الكوادر الرقابية المتخصصة، والتفاوت الكبير في مستويات الامتثال بين الدول، بالإضافة إلى المرونة الفائقة في بنية سلاسل الإمداد العالمية الحديثة.

- فالواقع أن التقنية، بطبيعتها المتطورة، تتجاوز الحدود السياسية بسهولة، الأمر الذي يجعل من أي سياسة تقييد تقني مجرد أداة مؤقتة، لا ترقى إلى الحلول الجذرية.

"إنفيديا" في قلب العاصفة


- أما عملاق الرقائق "إنفيديا"، فيجد نفسه في قلب عاصفة دولية لا تهدد نموه التجاري فحسب، بل وسمعته كشركة رائدة تقود ثورة الذكاء الاصطناعي.

- فبينما تسعى الشركة للنأي بنفسها عن أي شبهة مخالفات، تكشف الأرقام أن جزءًا لا يستهان به من إيراداتها لا يزال يتدفق – بشكل مباشر أو غير مباشر – من أسواق محظورة.

- ورغم إصرارها المعلن على الامتثال للقيود، يفرض عليها واقع السوق معادلة بالغة التعقيد: كيف لها أن تواصل النمو وتلبية الطلب العالمي المتزايد دون أن تتخطى الخطوط الحمراء التي رسمتها القوانين؟

- وتشير التقديرات إلى أن الشركة قد تتكبد خسائر بمليارات الدولارات، إن أقدمت واشنطن على فرض المزيد من القيود، خاصة مع تصاعد الضغوط الداخلية في الولايات المتحدة لمراقبة تصدير التكنولوجيا المتقدمة بحزم.

ما بعد الحظر: عصر جديد من السيادة التكنولوجية

- في الختام، يكشف هذا المشهد الجيوتقني المتشابك عن بزوغ حقبة جديدة من التنافس العالمي؛ فالحروب لم تعد تُخاض على الأرض فحسب، بل امتدت رحاها إلى مراكز البيانات وسلاسل الإمداد ودهاليز المختبرات.

- وتحوّلت الرقاقة الإلكترونية – الضئيلة في حجمها، العملاقة في أثرها – إلى أداة سياسية واقتصادية تضاهي في أهميتها موارد الطاقة التقليدية.

- وللحفاظ على ريادتها، يتعين على واشنطن أن تضاعف استثماراتها في البحث والابتكار، وتُعزز تحالفاتها التكنولوجية مع الدول الشريكة، بدلًا من الاكتفاء بسياسات الردع والحظر التي أثبتت محدوديتها.

- فكما أظهرت أزمة "إنفيديا" بوضوح، إن السبيل للهيمنة في هذا العصر لا يمر فقط عبر الحدود الجمركية، بل عبر حدود المعرفة ذاتها.

المصدر: الإيكونيميست

‏موديز تخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة

خفضت وكالة "موديز"، التصنيف الائتماني للولايات المتحدة بمقدار درجة واحدة، في وقت متأخر من مساء الجمعة، مشيرةً إلى العبء المالي الذي تواجهه الحكومة في ظل ارتفاع أسعار الفائدة.


وقالت وكالة التصنيف الائتماني في بيان: "يعكس هذا التخفيض على مقياسنا المكون من 21 درجة، الزيادة في الدين الحكومي ونسب مدفوعات الفائدةعلى مدى أكثر من عقد،لتبلغ مستويات أعلى بكثير من مستويات الدول ذات التصنيف المماثل".

spot_img
هل تحتاج مساعدة لاختيار الباقة الأنسب لك؟